نعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " إيسيسكو " الداعية الكويتي الدكتور عبد الرحمن السميط، الذي توفي يوم الخميس الموافق 15 أغسطس بعد معاناة طويلة مع المرض. قالت الإيسيسكو إن الدكتور السميط كان مثالا ً للداعية المسلم الملتزم بقيم الإسلام السمحة، والعامل بكل إخلاص في مجال إغاثة المحتاجين والفقراء والمنكوبين، وإقامة المؤسسات الخيرية والإغاثية والطبية في القارة الإفريقية منذ السبعينيات من القرن الماضي. وتقدمت الإيسيسكو بالتعازي إلى أسرة الفقيد وإلى محبيه وأصدقائه في جميع أنحاء العالم الإسلامي، داعية الله له بالمغفرة والرحمة، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدم من عمل صالح مبرور خدم به المحتاجين والضعفاء في جميع أنحاء أفريقيا. يذكر أن الداعية عبد الرحمن بن حمود السميط هو مؤسس جمعية العون المباشر - لجنة مسلمي أفريقيا سابقاً - ورئيس مجلس البحوث والدراسات الإسلامية، ولد في الكويت عام 1947. قضى أكثر من 29 سنه ينشر الإسلام في القارة السمراء ،و أسلم على يديه أكثر من 11 مليون شخص في إفريقيا . قبل أن يصبح ناشطاً في العمل الخيري، كان طبيبا متخصصاً في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي ، تخرج من جامعة بغداد بعد أن حصل على بكالوريوس الطب والجراحة، ثم حصل على دبلوم أمراض مناطق حارة من جامعة ليفربول عام 1974، واستكمل دراساته العليا في جامعة ماكجل الكندية متخصصًا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي . نال السميط عدداً من الأوسمة والجوائز والدروع والشهادات التقديرية مكافأة له على جهوده في الأعمال الخيرية ومن أرفع هذه الجوائز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام والتي تبرع بمكافأتها - 750 ألف ريال سعودي - لتكون نواة للوقف التعليمي لأبناء أفريقيا ومن عائد هذا الوقف تلقت أعداد كبيرة من أبناء أفريقيا تعليمها في الجامعات المختلفة . تعرض في أفريقيا لمحاولات قتل مرات عديدة من قبل المليشيات المسلحة بسبب حضوره الطاغي في أوساط الفقراء والمحتاجين، كما حاصرته أفعى الكوبرا في موزمبيق وكينيا وملاويغير مرة لكنه نجا ، بالإضافة إلى لسع البعوض في تلك القرى وشح الماء وانقطاع الكهرباء وتسلق جبال كلمنجارو في سبيل الدعوة إلى الله وتعرض في حياته لمحن السجون وكان أقساها أسره على يد البعثيين . قضى ربع قرن في أفريقيا وكان يأتي للكويت فقط للزيارة أو العلاج كما مارس الدعوة في كل من الأسكيمو والعراق. كانت سلسلة رحلاته في أدغال أفريقيا وأهوال التنقل في غاباتها محفوفة بالمخاطر وذلك بتعريض نفسه للخطر لأجل أن يحمل السلام والغوث لأفريقيا بيد فيها رغيف ويد فيها مصباح نور وكتاب، وسلاحه المادي جسده المثخن بالضغط والسكر والجلطات وأما سلاحه الإيماني الذي حسم معارك السميط في سبيل الله والمستضعفين فآيات استقرت في قلبه . استمر السميط يعمل في الدعوة بعد أن طعن في السن وثقلت حركته و تكالب عليه المرض ، وفي أواخر سنواته استحالت حالته الصحية غير مستقرة وأخذ يعاني من توقف في وظائف الكلى وخضع لعناية مركزة ، واستمر على تلك الحال حتى توفي يوم الخميس 15 أغسطس 2013.