كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الحلفاء الأوروبيين والخليجيين كانوا قد اقتربوا من التوصل إلى حل مع أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي يفيد بفض الاعتصامات في مقابل التعهد بعدم استخدام العنف من قبل السلطات المؤقتة. وأوضحت الصحيفة أن الحكومة المدعومة من القوات المسلحة رفضت الاتفاق، وأمرت قواتها الأمنية بفض الاعتصامات وهو القرار الذي أفضى إلى مقتل مئات من الأفراد واستمرار اشتباكات الشوارع في العاصمة. وقال برناردينو ليون، مبعوث الاتحاد الأوروبي لمصر إن الاتفاق كان يسعى لضبط النفس من كلا الجانبين والتحقيق في مزاعم العنف وسوء المعاملة، وكان ينبغي أن يكون ذلك مقدمة للحوار بين جماعة "الإخوان المسلمين" والحكومة، وكان الدكتور محمد البرادعي النائب السابق لرئيس الجمهورية داعمًا لهذا الاتفاق ولكنه فشل في إقناع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع بذلك. وقالت الصحيفة إن الاتفاق جاء نتيجة لأسابيع من الزيارات والمكالمات من قبل تحالف دبلوماسي يمثل مؤيدي ومعارضي مرسي وأطراف محايدة بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكان من المفترض أن تعمل مسرحية الضغط الدبلوماسي للتأكيد على معارضة دولية قوية لأي إجراءات حكومية قوية ضد مؤيدي مرسي وأن تُبلغ الإخوان أنه لا يوجد أي خيار سوى تفكيك الاعتصامات. وقال المشاركون إنه مع اجتماع ويليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكي ووزراء خارجية قطر والإمارات، قدم ليون مقترحًا لتقليص الاحتجاجات وبدء الحديث بين الإخوان والحكومة، وأوضح ليون أن المقترح كان مدعومًا من هؤلاء الأربعة، مضيفًا أن المبعوثين كان لديهم آمال لإخلاء الميادين بدون استخدام العنف وتمهيد الطريق للانتقال إلى الانتخابات التي وعدت القوات المسلحة بإجرائها عقب عزل الرئيس مرسي. ويمثل الاقتراح التدخل الشديد من قبل واشنطن لمحاولة تجنب إراقة الدماء كما يدل على الحدود الجديدة لتأثير النفوذ الأمريكي على كل من العسكريين والإسلاميين الداعمين لمرسي، بالإضافة إلى أن هناك العديد من الدول الأخرى حاولت الضغط على السلطات المصرية لعدم استخدام القوة لفض الاعتصامات. وكشف الدبلوماسيون عن أن خالد بن محمد العطية وزير خارجية دولة قطر والشيخ عبد الله بن زايد بن سلطان وزير خارجية دولة الإمارات قاما بزيارات متكررة إلى القاهرة تداخلت أحيانًا مع بيرنز وليون. كما أوضحت الصحيفة أن الاقتراح أكد على الهدف المشترك في تجنب المواجهة الدامية وترك الإجابة على الأسئلة الصعبة حول ما يجب القيام به بشأن سجن مرسي والمشاركة السياسية لمؤيديه في أي انتخابات مستقبلية إلى وقت لاحق. وأضافت "بوست" أن جون كيري وزير الخارجية الأمريكي و "بيرنز" أجريا قبل يوم الأربعاء الماضي مباحثات شبه يومية مع العطية وسلطان الذي كان تأثيرهما على الأطراف المتنازعة في مصر أقوى من واشنطن في كثير من الأحيان، مشيرة إلى أنه طوال الأزمة التي امتدت لستة أسابيع اتكأت واشنطن على الإمارات للتوسط لدى الحكومة الانتقالية والقوات المسلحة واستخدمت قطر كوسيط مع الإخوان.