أ ف ب إلتقى الفريق أول عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد "بعض ممثلى التيارات الدينية الإسلامية" لبحث الأزمة السياسية المستمرة في البلاد منذ ازاحة الرئيس محمد مرسي الذي اصر الأخوان المسلمون في بيان الجمعة على عودته إلى السلطة. وأعلن الأخوان المسلمون موقفهم هذا غداة لقاء مع مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز الذي قرر تمديد زيارته ليوم واحد. وسيلتقي بيرنز اليوم رئيس الوزراء حازم الببلاوى ونائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسى. وفي أول زيارة إلى مصر لمسؤول قطري منذ ازاحة الرئيس الإسلامي، وصل وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية فجر اليوم الاحد الى القاهرة التي تشهد نشاطا دبلوماسيا مكثفا لتسوية الازمة التي نشبت بعد اقصاء مرسي. وقال الناطق باسم الجيش المصري العقيد احمد علي ان السيسي التقى "بعض ممثلى التيارات الدينية الاسلامية" واكد ان "الفرص متاحة لحل الازمة سلميا شريطة التزام كافة الاطراف بنبذ العنف وعدم تعطيل مرافق الدولة او تخريب المنشآت العامة". وكان حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين، قال في بيان أن وفدا من "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" إلتقى صباح السبت بيرنز بحضور السفيرة الأميركية آن باترسون وممثل الاتحاد الأوروبي برناندينو ليون. وأضاف أن هذا التحالف الذي يضم مجموعات إسلامية مؤيدة لمرسي أكد لمحادثيه تمسكه بموقفه المطالب ب"عودة الرئيس والدستور ومجلس الشورى". كما أكد ترحيبه "بأي حلول سياسية تقترح على أساس قاعدة الشرعية الدستورية ورفض الانقلاب". ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن مصدر دبلوماسي ان بيرنز التقى في احد فنادق القاهرة وفد "التحالف الوطني لدعم الشرعية" الذي ضم عمرو دراج ومحمد على بشر. وذكرت الوكالة ان بيرنز قرر تمديد زيارته للقاهرة يوما آخر ليختتمها الاحد بدلا من السبت. ونقلت عن المصدر الدبلوماسي ان المسؤول الاميركي سيلتقي الاحد الببلاوي والسيسي. وكان بيرنز التقى امس الرئيس المصري الموقت عدلى منصور ونائبه للعلاقات الدولية محمد البرادعى ووزير الخارجية نبيل فهمى. وقد رأى مراقبون أن زيارة بيرنز المفاجئة إلى القاهرة تشكل فرصة اخيرة لتفادي وقوع مواجهة بين قوات الامن والاف المتظاهرين من انصار الاخوان المسلمين المعتصمين منذ شهر في منطقتي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة للمطالبة بعودة مرسي. وقال حزب الحرية والعدالة في البيان ان وفد التحالف ابلغ بيرنز ايضا رفضه "للتصريحات الصادرة عن (وزير الخارجية) جون كيري مؤخرا والداعمة للانقلاب العسكري في مخالفة واضحة للشرعية الدستورية التي تعارفت عليها الدول الديموقراطية". وكان كيري آثار غضب أنصار مرسي بتصريحه ان الجيش "اعاد الديموقراطية" بعزله مرسي نزولا عند طلب "ملايين الملايين من الناس". وتبدو اجواء زيارة بيرنز متباينة مع تصريحات كيري، مما يكشف إرتباك الإدارة الأميركية في مواجهة الأزمة التي يعيشها حليفها الرئيسي في المنطقة الذي يشكل عنصرا اساسيا في عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وتقدم واشنطن كل سنة مساعدة بقيمة 1,3 مليار دولار إلى الجيش المصري ولو اعتبرت الولاياتالمتحدة ازاحة مرسي بمثابة انقلاب، لكان القانون الاميركي الزمها بوقف هذه المساعدة على الفور. من جهته، دعا قائد الجيش المصري والرجل القوي في البلاد الفريق اول السيسي السبت الولاياتالمتحدة الى الضغط على الاسلاميين من اجل "وضع حد" لاعمال العنف. وقال السيسي في مقابلة نشرتها صحيفة واشنطن بوست على موقعها على الانترنت ان "الادارة الاميركية لديها وسائل ضغط قوية ونفوذ كبير على الاخوان المسلمين واود منها ان تستخدمها لوضع حد للنزاع". وأكد "التحالف الوطني لدعم الشرعية" أنه سيواصل الاعتصامات التي ينظمها أنصاره ولا سيما في رابعة العدوية والنهضة في القاهرة، مؤكدا ان هذه الاعتصامات التي تطالب السلطات الانتقالية الاسلاميين بفضها تحت طائلة فضها بالقوة "حركة سلمية بالكامل وذلك طبقا للحق الطبيعي في التظاهر والاعتصام". وبعدما دان "أية دعاوى أو أعمال عنف بما فيها ما يحدث من اعتداءات إجرامية في سيناء" ضد الجيش والشرطة، اكد التحالف استعداده لقبول "قيام أية منظمات حقوقية دولية مشهود لها بالنزاهة مستقلة بزيارة جميع ساحات الاعتصام للتأكد من خلوها من أية أسلحة". وطالب التحالف أيضا "بتحقيق دولي محايد لانتهاكات حقوق الإنسان التي تمت في ظل الانقلاب العسكري بما في ذلك قتل المتظاهرين السلميين وتلفيق التهم ومصادر حرية التعبير واغلاق القنوات الفضائية". ومنذ عزل الجيش لمرسي في 3 يوليو/تموز اثر احتجاجات شعبية غير مسبوقة، يكرر الاسلاميون المطالب نفسها. وقتل اكثر من 250 شخصا منذ شهر في الاشتباكات بين الشرطة والاسلاميين وفي هجمات على قوات الشرطة والجيش في شمال سيناء. وبين الضحايا 50 متظاهرا قتلوا في مواجهات امام مقر الحرس الجمهوري. وكانت وزارة الداخلية المصرية دعت المحتجين في رابعة العدوية والنهضة الى انهاء اعتصامهم، مؤكدة في الوقت نفسه انها "تجدد تعهدها بتوفير الحماية اللازمة لهم والدفاع عن حقوقهم وضمان خروجهم الآمن وعودتهم السالمة إلى بيوتهم وأعمالهم". وتخشى الأسرة الدولية أن يتحول فض الاعصام في المنطقتين حيث يتحصن المتظاهرون مع نسائهم وأطفالهم إلى مجزرة. ويحتجز الجيش مرسي في مكان غير معلوم منذ الاطاحة به. ولم تتمكن عائلته من لقائه، لكن اشتون التقته يوم الثلاثاء وقالت انه "بخير".