مع تصاعد وتيرة الأحداث في مصر مع فض اعتصامي رابعة والنهضة وما تبعه من شغب بمحافظات الجمهورية، أعلن عدد من الشركات الأجنبية العاملة في مصر بقطاعات مختلقة مثل الأغذية والمنسوجات وصناعة السيارات وقف العمل بمصانعها لحين عودة الهدوء والأمن حفاظا على العاملين، لا سيما انها تتبع سياسة بيئة عمل سالمة وآمنة لكل العاملين، وذلك بهدف تحقيق إنتاج أفضل وضمانة لاستثماراتها. وقالت شركة "يلدز" التركية للصناعات الغذائية انها أوقفت الإنتاج في مصر بسبب الاضطرابات هناك، وقال مسئول رفيع في الصناعة التركية إن شركات أخرى ستحذو على الأرجح حذوها. وقال مراد أولكر، رئيس يلدز القابضة التي يعمل فيها، 910 أشخاص بمصر وتملك أكبر شركة لصناعة البسكويت بتركيا (أولكر): "قررنا إيقاف الانتاج بمصر بعد إعلان حالة الطوارئ يوم الأربعاء لحماية موظفينا". وتنتج يلدز ما يصل إلى 30 ألف طن من البسكويت من مصنعها بمصر للتصدير إلى الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا وغربها. وقال حكمت تانريوردي، رئيس اتحادات مصدري المنسوجات والملبوسات بإسطنبول، إن شركات منسوجات تركية تنتج سلعًا في مصر للتصدير قد تضطر أيضًا لإيقاف إنتاجها إذا استمر تراجع طلبيات الشراء التي تتلقاها. وأضاف: "الطلبيات من أوروبا والولايات المتحدة هبطت الشهر الماضي، وبالنسبة لمن ينتجون للسوق المصرية فإن هبوط الطلب المحلي يبدو أنه تحدٍ صعب". وتظهر بيانات مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية كتركيا إن نحو 260 شركة تركية معظمها من صناع المنسوجات كانت تعمل في مصر العام الماضي ونفذت استثمارات مباشرة قيمتها نحو ملياري دولار. ويرى خبراء إن الموقف السياسي بمصر في الوقت الراهن أصبح مصدر قلق للاستثمارات الأجنبية وهروب بعضها بسبب عدم الاستقرار، لافتين الى ان الاقتصادية أيضا تأثرت بسبب الاضطرابات السياسية، وأثرت على توجهات العديد من دول العالم نظرا للمكانة التي تتمتع بها مصر فى المنطقة العربية والشرق الأوسط. كما ذكرت مجموعة إلكترولوكس للأجهزة المنزلية، اليوم الخميس، عبر وسائل الإعلام إنها أوقفت كل إنتاجها في مصر بسبب تصاعد الاضطرابات هناك. ويعمل نحو 7000 عامل في نشاط إلكترولوكس في مصر. وقال دانييل فريكهولم المتحدث باسم المجموعة السويدية "قررت (إلكترولوكس) عدم مواصلة الإنتاج منذ عصر أمس وخلال اليوم." وأضاف "في ضوء الاضطرابات نقلص أنشطتنا على أساس يومي، ونقيم الوضع الأمني، ثم نقرر ما إذا كان ينبغي لموظفينا الذهاب للعمل."، خاصة بعد أن استخدمت قوات الأمن المصرية الجرافات، والقنابل المسيلة للدموع، والذخيرة الحية أمس الأربعاء، وذلك لفض اعتصامين لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بالقاهرة والجيزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص. وقال المتحدث إن المجموعة ستعيد النظر في قرار وقف الإنتاج يوم السبت. وبلغ حجم إيرادات إلكترولوكس في مصر أكثر من ملياري كرونة (308 ملايين دولار) العام الماضي من إجمالي مبيعات بلغت نحو 110 مليارات كرونة. كما أعلنت أيضا شركات مثل "شيل" و"تويوتا" و"جنرال موتورز" إغلاق مكاتبها بمصر لزيادة وتيرة العنف بمصر، معلقة الإنتاج لحين عودة الاستقرار والهدوء.