مواطنون: ضبابية المشهد السياسي وتمخاوف السطو على البنوك وراء لجوءهم لسحب أموالهم مصرفيون: زيادة معدلات سحب الأموال من البنوك يجعل وزراء الحقائب الإقتصادية في مهمة إنتحارية مصرفى :معدلات سحب الأموال بالبنوك طبيعية ولا يوجد بها زيادة في ظاهرة باتت غريبة من نوعها وتزايدت بل وتفاقمت بعد ثورة 30 يونيو ، وهي إتجاه العملاء بأغلب البنوك في مصر لسحب أجزاء من أموالهم تخوفاً من إندلاع أعمال العنف وما يصاحبها من حالة إنفلات أمني قد تؤدي بالضرورة لغلق الكثير من البنوك، لذا فكر العملاء في سحب أجزاء من أموالهم لتغطية كافة احتياجاتهم خلال الفترة المقبلة. لذا حاولت شبكة الإعلام العربية " محيط" أن ترصد تلك الظاهرة بل الأزمة بكافة جوانبها ، خاصة وان تلك الأزمة باتت من أبرز التحديات التي تواجه وزراء الحقائب الإقتصادية،لاسيما وأن إستمرار سحب الأموال قد يهدد بإنهيار الجهاز المصرفي المصري الذي يعد من أقوى المصارف في العالم وهذا ما اتضح بشكل كبير خلال الأزمة العالمية التي مرت بها الكثير من بلدان العالم. ورصدت " محيط" أراء الإقتصاديين والمصرفيون في تلك الأزمة، وما لها وما عليها ، وما سينتج عنها من أثار سلبية، وما هي السبل التي ينبغي أن تعتمد عليها البنوك لزيادة تدفق السيولة المالية؟ وهل يُهدد هذا السوضع التوازنات الاقتصادية في البلاد ؟وجاءت إجابتهم في السطور القادمة.. مخاوف من تكرار سيناريو السطو على المصارف في البداية أكدت الدكتورة بسنت فهمي " الخبيرة المصرفية، أن السبب الرئيسي وراء الإقبال المتزايد من العملاء على سحب أموالهم من البنوك جاء تخوفاً من تكرار سيناريو السطو على المصارف وهذا ما حدث بشكل كبير خلال ثورة 25 يناير، خاصة في ظل حالة الأنفلات الأمني التي تعيشها البلد هذه الأيام جراء الإشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المعزول محمد مرسي، هذا بجانب المخاوف من إراقة بحر الدماء وعودة البلطجة خلال الأيام القليلة القادمة بعد مناشدة القوات المسلحة والداخلية بضرورة فض الإعتصامات. وأشارت فهمي إلى أن حجم سحب الأموال ارتفع بشكل كبير ليصل نحو 60% وذلك عقب إندلاع ثورة 30 يونيو، موضحة أن رجال الأعمال الصغار اتجهوا أيضاً لسحب أموالهم من البنوك لتأمين مشروعاتهم الصغيرة ومنعها من الإنهيار، لأن أقل خطأ يهدد المشروع بالفشل. السحوبات النقدية لن تؤثر على الجهاز المصرفي بينما كشف مصدر مصرفى بالبنك المركزي - فضل عدم ذكر إسمه- أن عملاء البنوك بدأوا في سحب أموالهم تحسبا لتدهور الأوضاع في مصر بعد إنقضاء عيد الفطر المبارك، تخوفاً من سوء وتوتر المشهد السياسي خاصة بعد مطالبة الداخلية والجيش للإخوان المسلمين بفض إعتصامهم إلا أن إصرارهم على الإعتصام سيخلق بحر من الدماء. وأوضح أن زيادة حجم السحوبات النقدية من البنك لن تؤثر على الجهاز المصرفي خاصة وأن القطاع المصرفي المصري يعد من أقوى القطاعات المصرفية في العالم وهذا ما اتضح بشكل كبير خلال الأزمة العالمية اذ إتجه الكثير من العملاء أحد البنوك الأمريكية لسحب أموالهم وتحويلها لمصر. واشار المصدر إلى أن البنوك المصرية كي تتغلب على هذه الأزمة بل الظاهرة الكارثية التي زادت بشكل كبير عن الأيام العادية ، إتجهت لسحب مليارات الجنيهات من أرصدتها المستثمرة في الخارج. آلية جديدة للتعامل الدولاري وأضاف أن سحب العملاء لأموالهم من البنوك يؤدي لنقص كبير في النقد الأجنبي ومن ثم يؤدي لتدهور قيمة الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية، لذا قرر البنك المركزي تطبيق آلية جديدة للتعامل الدولاري،وذلك من أجل دعم السوق المحلية. السحب ينذر بكارثة كما قالت فائقة الرفاعي ، نائب محافظ البنك المركزي السابق، ان إتجاه العملاء لسحب أموالهم من البنوك هذه الايام ينذر بكارثة قد تؤدي لإفلاس البنوك المصرية ، لافتة إلى أن سحب الأموال دفع البنك المركزي للقيام بسحب أموال من إستثماراته الخارجية كي يقوم بعد ذلك بضخ سيولة ضخمة للبنوك لتفادى أي إنهيار إقتصادي وحتى يتمكن من إعادة تمويل البنوك. وأوضحت الرفاعي أنه لولا أرصدة البنوك المصرية في الخارج لإنهار القطاع المصرفي المصري، مؤكدة أن البنك المركزي أكد في شهر سبتمبر الماضي أن أرصدة البنوك المصرية في الخارج بلغت نحو 74.582 مليار جنيه . وأشارت الرفاعي إلى أن هذه الأزمة قد حدثت من قبل فور اندلاع ثورة 25 يناير، الامر الذي جعل الكثير من البنوك لسحب ملايين الدولارات لتعويض هذا النقص في العملات، وبالفعل تم التغلب عليها، إذ قام البنك الاهلي بسحب800 مليون دولار، كما قام بنك القاهرة بسحب 60 مليون دولار، وبالفعل مرت الأزمة في هذه الأونة دون حدوث أي خسائر على القطاع المصرفي. بينما قال محمد رشاد " الخبير المصرفي" أن ضبابية المشهد السياسي هي السبب الأساسي وراء قيام رجال الأعمال والمستثمرين وعملاء البنوم لزيادة معدلات سحب أموالهم من البنوك، مؤكداً أن التخوفات زادت لديهم من زيادة أعمال العنف، لذا قرروا عدم المخاطرة بأموالهم بتركها في حساباتهم البنكية أو باستثمارها من جديد . وزراء الحقائب الإقتصادية في مهمة إنتحارية وأشار رشاد إلى أن هذه الظاهرة الكارثية جعلت وزراء الحقائب الإقتصادية تحت رئاسة الدكتور حازم الببلاوي في مهمة إنتحارية. معدلات سحب الأموال بالبنوك طبيعية بينما قال عبد الحميد أبو موسى، محافظ بنك فيصل الإسلامي المصري، ان معدلات سحب الأموال بالبنوك طبيعية ولا يوجد بها زيادة، وإن كانت بها زيادة فهي طفيفة هذه الايام وذلك بسبب صرف المعاشات و قيام أصحاب الشركات بسحب جزء كبير من أموالهم قبيل المناسبات والأعياد وذلك من أجل صرف مكافأت للعاملين بها إحتفالا بعيد الفطر المبارك. وأوضح أبو موسي أن الزيادة الطفيفة في معدلات سحب الأموال لا تمثل أي مشكلة للقطاع المصرفي خاصة وأنه يتوافر لديه سيوله نقدية، خاصة وأنه دوماً يضع خطة قبل أي مناسبة لأن هذا الأمر طبيعي للغاية. المواطنون يتحدثون و حول أراء المواطنين ، قامت "محيط" بجولة تفقدية لأحد أفرع بنكي القاهرة والأهلي ، ووجدت إقبال متزايد من العملاء على سحب الأموال، وأكد وائل حسين، أحد عملاء البنك الأهلي، أنه قرر سحب جزء كبير من أمواله الموجودة بالبنك قبل عيد الفطر تخوفاً من إندلاع أعمال عنف وبالتالي قد يضطر للمكوث في منزله وعدم خروجه للعمل ، خاصة وأن الجيش قرر نبذ العنف والإرهاب بجميع أنحاء الجمهورية وفض إعتصامي رابعة والنهضة،وبالتالي لم يتوقع ما يحدث في ظل حالة التوتر السياسي التي تشهدها البلاد. وقالت فتحية السيد " أحمد عملاء بنك القاهرة" أنها قررت سحب جزء من أموالهما حتى تتوافر في منزلها سيولة نقدية لأنها لم تعد آمنة على أموالها في البنوك وتخوفاً من سرقة المصارف لاسيما في ظل ضبابية المشهد السياسي وغياب الأمن بالشارع المصري. وقال ماهر سيف الدين " أحد عملاء بنك القاهرة" :" قررت سحب أموالي من البنك رغم جميع الخدمات التي يقدمها لأنني لم أعد آمن عليه سوى في منزلي هذه الفترة التي باتت مليئة بأعمال العنف والأرهاب وحتى لا أكون في حاجة ملحة للنزول وسط بحر الدماء الذي بات أحد سمات الشارع المصري هذه الأيام".