سافرت الروائية الكبيرة رضوى عاشور ، مساء أمس الأحد ، خارج الوطن لإجراء عملية جراحية، ومن المفترض أن تستمر فترة الشفاء والنقاهة أسبوعًا حتى تعود الكاتبة الكبيرة . و على جانب آخر صدرت أحدث روايات رضوى أمس عن دار الشروق باسم " أثقل من رضوى " مقاطع من سيرة ذاتية .. عامان من الثورة و صعوبات أخرى . و نقرء على غلاف الرواية " أستاذة فى التنكر أم شخصية مركبة كباقى الخلق تجتمع فيها النقائض و الأضداد ؟ بعد أيام أتم السابعة و الستين ، قضيت أربع عقود منها أدرس فى الجامعة .. صار بعض من درستهم أساتذة لهم تلاميذ .. لا يا سيدى لا أستعرض إنجازتى قبل أن أنهى الكتاب ، بل أحاول الإجابة على السؤال الذى طرحته فى أول الفقرة . و تتابع : لن تنتبه أننى فى السابعة و الستين ، لا لأن الشيخوخة لا تبدو بعد على ملامحى .. و لا لأنك لو طرقت بابى الآن ستفتح لك الباب امرأة صغيرة الحجم نسبيا ترتدى ملابس بسيطة .. شعرها صبيانى قصير ، و إن كان أبيضه يغلب أسوده ، يكاد يغيبه . ليس لهذة الأسباب فحسب بل لأن هذة المرأة و أعنى رضوى ، ما أن تجد الشارع خاليا نسبيا ، حتى تروح تركل أى حجر صغير تصادفه بقدمها اليمنى ، المرة بعد المرة فى محاولة لتوصيله إلى أبعد نقطة ممكنة . تفعل كأى صبى بقال فى العاشرة من عمره يعوضه ركل الحجر الصغير عن ملل رحلاته التى لا تنتهى لتسليم الطلبات إلى المنازل ، و عن رغبته فى اللعب غير المتاح لأنه يعمل طوال اليوم .. تأخذها اللعبة تستهويها فلا تتوقف إلا حين تنتبه أن أحد المارة يحدق فيها باندهاش " . تمزج رضوى عاشور فى هذة المقاطع من سيرتها الذاتية بين مشاهد من الثورة و تجربتها فى مواجهة المرض طوال السنوات الثلاث الأخيرة ، تربطها بسنوات سابقة و أسبق ، تحكى عن الجامعة و التحرير و الشهداء ، تحكى عن نفسها و تتأمل فعل الكتابة .