شن سياسيون هجوما سياسيا علي استطلاع الرأي الذي أجراه مركز الدراسات السياسية بالأهرام بشأن مدي مشاركة المواطنيين في الحياة السياسية والإنتخابات ،بعد مرور أكثر من 8 شهور علي ثورة 25 يناير،مؤكدين أن هذا الإستطلاع لا يعبر عن معطيات الواقع والمستقبل السياسي للبلاد. وأكدوا أنه بعد مرور خمسين عاما عاشها المصريون في ظل الدكتاتورية، أدي إلي إصابة الشخصية المصرية بالكتمان وعدم "التحدث" فيما يخص الأمور السياسية في استطلاعات الرأي.
ولفتوا إلى أن الإستطلاع جاء مخيبآ للآمال لعدم وجود تصنيف للأحزاب ، وعدم التطرق إلي أخذ رؤية المواطنون فيما يتعلق بالجدول الزمني لتسليم السلطة لمدنيين منتخبين ،سواء علي الصعيد البرلماني أو الصعيد الرئاسي.
من جانبه ، قال أبو العز الحريري القيادي السابق بالتجمع ووكيل مؤسسي حزب التحالف الإشتراكي ، إن مركز الدراسات السياسية في الأهرام وقع في خطأ مهني جسيم عندما أجري استطلاعآ للرأي بشكل عاجل ، وهو يعلم أن التحولات السياسية والديمقراطية ، مازالت متقلبة في مصر ولم تصل إلي عملية الإستقرار السياسي والدستوري والقانوني.
وأشار إلى أن الأحزاب السياسية تثق في أمانة المجلس العسكري بشأن نقل السلطة مؤكدآ أن الشارع السياسي لم يقرأ العديد من برامج الأحزاب الوليدة والعديد منهم لا يعرف أسمائهم ، متوقعآ أن استطلاع الرأي يكون مثمرآ بعد عامين من الثورة وسيأتي بنتائج مستقرة.
وأكد أن العامل الحقيقي أو الفلاح لا يملك 5 أو 10 ملايين جنيه لكي يترشح ويحصل علي نسبته التي نصت عليها قوانين الإنتخابات ، ومن ثم ، فإن هذه الإنتخابات البرلمانية لن تفرز عاملآ واحدآ ولا فلاحآ واحدآ.
من جانبه ، قال الدكتور ماهر هاشم ، خبير إحصاء وضابط سابق بالقوات المسلحة ومرشح محتمل مستقل لرئاسة الجمهورية ، إن الإستطلاع أغفل التطرق لإستبيان 8 ملايين معاق و 5 ملايين مصري بالخارج، ما يصيب الدراسة بالعوار.
وكشف هاشم الكواليس الحقيقية وراء انسحاب الوفد من اشتراكه مع التحالف الحزبي في قائمة واحدة أو قائمتين قائلآ:حزب الوفد أنضم إليه عددآ كبيرآ من "فلول الوطني المنحل" ويريد أن يدفع بهم لخوض الإنتخابات علي قائمته.
هذا وقد دخلت النخب السياسية في وصلة ضحك أثناء التعقيب بعد ظهر اليوم علي الإستطلاع الذي أجراه مركز الدراسات السياسية ، عندما تحدث أحد الحضور أن الإنحدار السياسي بالبلاد وصل إلي أن يعلن مايسمي ب"توفيق عكاشه" عن خوه لإنتخابات رئاسة الجمهورية.
في ذات السياق ، أعترض ضياء رشوان مدير المركز علي إتهامات البعض للمركز بأنه كان يعتم علي الدراسات والأبحاث والإستطلاعات لبعض الأحزاب. في عهد "المخلوع"
ورد رشوان قائلآ: مركز الدراسات السياسية مستقل عن الأهرام ويتبعه إداريآ فقط وفي مكتبة المركز سلسلتين من الكتب الأولي تتناول الأحزاب والآخري تتناول النقابات.
واعترف رشوان قائلآ : أن لدي المركز العديد من استطلاعات الرأي لكن النظام البائد كان يتدخل لمنع نشر بعضها.
وشن جمال عبد الجواد ، المشرف على الاستطلاعات بالمركز ، هجومآ سياسيآ علي بعض الأحزاب الليبرالية والإشتراكية التي تعتقد أن " الحرية لا تقابلها مسئولية" ، وأن الخلاعة هي الليبرالية مؤكدآ أنهم يفهمون الليبرالية بشكل خاطيء .
ودعا كافة الأحزاب الليبرالية والإشتراكية للتلاحم بالشارع السياسي ، وعدم صناعة حيزمن الخلاف في الرأي بينها وبين الناس ، ويجب أن نعيش الحرية في إطار من الآداب العامة وسلامة المجتمع وكسب ثقة الناس.
وكان استطلاع للرأى أجراه مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أظهر أن المجلس العسكري يستحوذ على 8ر89 في المائة من ثقة المواطنين المصريين ، تلاه مؤسسة القضاء بنسبة 77 في المائة ،وجاء شباب الثورة في المرتبة الثالثة بنسبة 1ر63 في المائة ، ثم جهاز الشرطة بنسبة 3ر39 في المائة ، وجاءت منظمات المجتمع المدني والأحزاب فى مراتب منخفضة ، فيما يثق 1ر94% في مصداقية تسليم المجلس العسكري لمهام السلطة للمدنيين.