قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، أنه بعد مذبحة مقتل 74 متظاهر إسلامي على الأقل في اشتباكات مع القوات الأمنية المصرية في منطقة رابعة العدوية لم تُظهر الصحف الرئيسية اليوم التالي الجرحى والقتلى أو الحشود الهائلة التي تُنظم اعتصامًا ضد الانقلاب الذي عزل الرئيس محمد مرسي. وأشارت الصحيفة، إلى أن ارتفاع مكانة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع إلى مكانة أسطورية بعدما قُتل 200 مواطن أغلبهم من الإسلاميين منذ الانقلاب أثار صرخات الألم بين شريحة صغيرة، ولكنها صاخبة من المصريين، متعجبين من كيفية تحول المواطنون ومن بينهم من حارب من أجل الحكومة الديمقراطية في 2011، ليهيموا عشقًا إلى حد الهذيان بالقوات المسلحة، مؤمنين أنهم مصابين بالعمى بشأن احتمال العودة إلى الدكتاتورية. كما ألقت الصحيفة الضوء على المقارنة المعقودة بين السيسي، والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قائلة: إن هذه المقارنة تجتاح وسائل الإعلام، فيظهر السيسي باعتباره رمز للميل نحو الكرامة والأمن الذي شعر العديد من الشعب بفقدانها منذ أن خلقت القومية العربية التي صنعها عبد الناصر وحولت مصر لدولة قوية في المنطقة. وأضافت الصحيفة أنه من إحدى أسباب شعبية السيسي الهائلة، هو أنه يُنظر إليه كرجل لديه الرغبة والقدرة على حماية البلاد من جماعة الإخوان المسلمين. وقال حسام الحملاوي عضو في تنظيم الاشتراكيون الثوريون، أنه بينما لا تعد جماعة الإخوان ملائكية فإن وسائل الإعلام والقوات المسلحة تُشعل الهستيريا ضدها، فهي تكذب وتبالغ وتقوم بتصويرهم كشياطين إسلامية تخلق الفوضى في كل مكان. وبينما تأخذ جماعة الإخوان العبء الأكبر للكراهية، يرى البعض أنهم المستهدف الأول فقط في حملة واسعة لقمع المعارضة، حيث أوضح الحملاوي أن السلطة تستخدم الآن كارت الإرهاب لتقلل أو تزيد من تعزيز الثورة المضادة، مشيرًا إلى أن استخدام قانون الطوارئ لن يكون ضد الإسلاميين فقط، وإنما ضد النقابات العمالية، واليساريين، والناشطين في مجال حقوق الإنسان، وأي شخص سيرفع لواء المعارضة ضد الحكومة.