تناولت وسائل الإعلام العالمية بالتحليل تطورات المشهد السياسي المصري بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي والاشتباكات التي وقعت أمس الأول بين المؤيدين والمعارضين لجماعة الإخوان المسلمين, كما رسمت سيناريوهات المستقبل مؤكدة ضرورة الإسراع بإجراء انتخابات مبكرة والمصالحة الوطنية مع الإخوان. ففي واشنطن, ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تحت عنوان الرئيس القادم يواجه عالم من التحديات أن المصريين الذين احتفلوا بعزل مرسي مازالوا يحلمون برئيس مخلص, وأن الجيش الذي دعم ثورة الملايين منح مصر بداية جديدة وفرصة لتصحيح مسار ثورة يناير بعد عامين ونصف. وفي إطار متصل اعتبرت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية أن مصر أعادت إلي الربيع العربي إصراره علي الإصلاح والحرية, وأن الثورات العربية أخذت نفسا عميقا منعشا بعد اختطافها من قبل محتكري السلطة. وفي غضون ذلك, أشارت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن عزل الإخوان يمهد الطريق أمام السلفيين للوصول إلي السلطة. وأوضحت الصحيفة أنه مع اتجاه مصر إلي الانتخابات مجددا فإنه أمام حزب النور والأحزاب السلفية الأخري فرصة لتطوير أجنداتهم أمام الأصوات المعتدلة والعلمانية. وأضافت أن هناك غضبا بين الإسلاميين في المنطقة بسبب سقوط الإخوان واعتقال قادتهم. كما أدانوا الجيش بسبب عزله أول رئيس مدني منتخب, لكن وسط حالة الغضب هذه تثار التساؤلات حول من يبقي هدف الإسلام السياسي حيا, ليس في مصر فقط بل في باقي دول المنطقة مثل تونس وليبيا. ومن جانبها, حذرت مجلة نيو ريبابليك الأمريكية من مغبة تهميش جماعة الإخوان المسلمين, قائلة إنه خطأ قد يسفر عن آثار كارثية في المستقبل البعيد. وقالت المجلة إن عزل أول رئيس منتخب ديمقراطيا أمر خطير, والأخطر منه سجنه ومحاصرة عدد كبير من أنصاره ومهاجمتهم, لاسيما أن هؤلاء قد تم انتخابهم للحكم وأنهم حاولوا بالفعل وإذا كان العلمانيون في المعارضة لا تعجبهم رؤية هؤلاء فإن رد الفعل يجب ألا يكون القمع. وأضافت أن العودة إلي قمع هؤلاء لن يفضي بهم إلا إلي مزيد من التشدد, لا سيما وأن هذه هي المرة الأولي التي يجدون فيها رافدا شرعيا للشكوي وهو عزل رئيس منتخب ديمقراطيا خارج من بين صفوفهم. وصدقت المجلة علي اتهامات المعارضة جماعة الإخوان بارتكاب الأخطاء في كل منحي وإهدار كافة الفرص لإقامة حوار حقيقي مع المعارضة مرورا بالإعلان الدستوري وتشكيل حكومة فاشلة لا تضم أصوات من المعارضة وارتفاع أسعار الخبز والوقود, وانتهاء بإحداث انقسامات اجتماعية. ورأت المجلة أن الحل الوحيد يكمن في دعوة قياديي جماعة الإخوان إلي الطاولة السياسية ومعاملتهم كسياسيين خاسرين, كما هو حالهم لا كمجرمين لأنهم ليسوا كذلك, حتي يمكن رأب الصدع القائم, لا سيما أن أعدادا غفيرة من مؤيدي مرسي وجماعته يقفون الآن في شوارع الاحتجاج في مشكلة حقيقية بات يواجهها من باركوا الأحداث الأخيرة التي أطاحت بنظام الإخوان. ومن جهتها, أكدت صحيفة كريستين ساينس مونيتور أن مصر فشلت في اختبار الديمقراطية بعد عزل مرسي, وحذرت من أنه إذا لم يتمكن الإخوان والإسلاميون من المشاركة في تشكيل الحكومة الجديدة فأنهم سيكونون مصدرا للخطر. وتساءلت الصحيفة هل يمكن أن يمهد الانقلاب الشعبي لمرحلة انتقالية هادئة أم أنه يشكل بداية صاخبة؟ ونقلت الصحيفة عن مايكل حنا الباحث في مركز القرن الأمريكي أن التحديات التي تواجه مصر لم تختف, وأن القاهرة مازالت تواجه تساؤلات أساسية حول إصلاح القطاع الأمني والاستقرار الاقتصادي والعدالة انتقالية وقائمة مستمرة من التحديات. وفي تقرير اخر ل التايمز, ذكرت أن مصر تعيش حاليا في منطقة خطرة لا يوجد منها سوي مخرج واحد وهو إجراء انتخابات سريعة منظمة قد يكون تحقيقها معجزة لكنها ليست مستحيلة الحدوث. وتابعت الصحيفة أن الفريق السيسي والرئيس المؤقت عدلي منصور لديهم أسابيع وليس شهور لإثبات أنهما يعملان لمصلحة مصر ويجب أن يثبتا أن الجيش لن يتدخل في عمل الحكومة المؤقتة ويجب أن يضعا تاريخا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية, كما يجب أن يضمنا مشاركة الإخوان المسلمين في هذه الانتخابات لإضفاء المصداقية. وفي هذه الأثناء, قالت صحيفة فاينشيال تايمز تحت عنوان ثورة مصر الثانية أنه بعد الاحتفالات التي أعقبت فوز مرسي فإن العنف يهدد المصالحة الوطنية. وأشارت الصحيفة إلي أن خلافا لما شهدته الثورة الأولي التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك, تبدو30 يونيو وكأنها أعادت النظام القديم بكل رموزه سواء القوات المسلحة أو وزارة الداخلية والنائب العام والذين تسببوا في ثورة يناير2011. وفي باريس, اعتبرت صحيفة ليكبريس الفرنسية أن الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمتحدث الحالي باسم المعارضة المصرية يعد أمل الثوار الآن. كما سلطت صحيفة لوباريزيان اليومية الفرنسية الضوء علي أن القادة في أرض الفراعنة تغيروا في غضون الأيام القليلة الماضية بعد عزل مرسي, أول رئيس منتخب ديمقراطيا, لتخطو بعدها الأطراف الفاعلة الجديدة خطواتها الأولي في صدارة المشهد السياسي في مصر. وأضافت أن تلك الأطراف الأساسية الفاعلة في مصر اليوم هي الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور, والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي إضافة إلي البرادعي, وأشارت الصحيفة إلي أن المستشار منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا لم يكن يتصور قبل أسبوع انه سوف يصبح رئيس الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم العربي, مذكرة أن هذا القانوني, غير المعروفة بالنسبة للغالبية العظمي من المصريين, استكمل دراسته في فرنسا عام1977. وأضافت أن الرئيس المصري المؤقت اعتمد في أول تصريح له بعد أن ادي اليمين الدستورية اعتمد لهجة تصالحية ودعا إلي عدم تفاقم الانقسامات في المجتمع المصري. وبحسب الصحيفة, فإن الفاعل الرئيسي الثاني هو السيسي القائد العام للقوات المسلحة.