قال هشام قنديل، رئيس الوزراء السابق، أن ما حدث في 30 يونيو هو انقلابا واضحا، ولكن الطريق المظلم الذي تسير مصر فيه وكثرة الدماء تتطلب من كل فرد قول كلمة الحق إخمادا للفتنة وإبراءا للذمة لإنقاذ مصر بالقول والفعل. وأشار قنديل إلى ذكر بعض الحقائق الخاصة بالرئيس المعزول محمد مرسي والتي في مقدمتها وضعه لمصلحة شعب مصر فوق كل اعتبار وحرصه على مكتسبات الثورة واستكمال ما تم بنائه من مؤسسات ديمقراطية وحقن دماء المصريين، حيث كانت عقيدته أنه لابد أن يملك الشعب إرادته من الغذاء والدواء والسلاح، مؤكدا على مناداته بمشاركة الجميع في صنع القرار، نافيا اعتماده على الانفراد باتخاذ القرارات والديكتاتورية. كما نوه إلى أن أخر لقاء وتوصية في الثاني من يونيو بالحرس الجمهوري، من الدكتور محمد مرسي للفريق أول عبدالفتاح السيسي، أن يحافظ على الجيش المصري من أجل مصر والعرب والإسلام، مشيرا إلى عدم علمه ببيانات الجيش قبل إصدارها، مؤكدا تقبل مرسي لفكرة الاستفتاء ولكن عقب الانتخابات البرلمانية تجنبا لحدوث فراغا دستوريا، ولكن الإصرار خلال أسبوعين رفضه الرئيس لاضطرابات الأوضاع في الشارع المصري. وأكد قنديل أن ما طرحه محمد مرسي طرح في كلمته يوم الثاني من يوليو هو ما تم طرحه على لسان الفريق أول السيسي في الثالث من يوليو مضيفا إليه عزل الرئيس محمد مرسي وتعطيل العمل بالدستور، مشيرا إلى أن المبادرة بالخروج من الأزمة الآن حقنا للدماء إعلاء لمصلحة الوطن من خلال عدة مراحل: أولها: تهيئة الأجواء وتهدئة الأطراف وذلك بالإفراج عن المعتقلين من بعد 30 يونيو، وتجميد جميع القضايا والتفاوض على المبادئ العامة التي يمكن التفاوض عليها، تجميد جميع القضايا وقف تجميد الأموال. تفعيل أعمال لجنة تقصي الحقائق مستقلة حول مذابح الحرس الجمهوري و النهضة وغيرها قيام وفد بزيارة الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية للاطمئنان على صحته، وتهدئة حملة الهجوم الإعلامية من الطرفين وتصعيد لغة لم الشمل للمصلحة الوطنية، وعدم الخروج في مسيرات والالتزام بأماكن محددة للتظاهر. وأعتقد أن مثل هذه العناصر عند تطبيقها وبسرعة ستساهم في تهدئة الأجواء وتهيئة الأطراف للمضي قدمًا في التفاوض للخروج من الأزمة الحالية. المرحلة الثانية: هي الاتفاق على المبادئ العامة والتي يمكن التفاوض على تفاصيلها بعد ذلك, والمقترح أن تكون "إعلاء مصلحة مصر العليا و الالتزام بالشرعية، ولابد للشعب أن يقول كلمته فيما حدث من انقسام، والحفاظ على مؤسسات الدولة من الانهيار والمضي قدما في المسار الديمقراطي". وبعد تهدئة الأجواء والاطمئنان على رئيس الجمهورية والاتفاق على المبادئ العامة, يمكن المضي قدما في المرحلة الثالثة من هذه المبادرة وهى تفاصيل خارطة الطريق والتي تحقق في الأصل الالتزام بالشرعية و الاستماع لصوت الشعب في كل إجراءاتها، فقد نزل الشعب بأعداد كبيرة وهائلة في 30-6 ليقول رأيه ونزل الشعب أيضا بأعداد كبيرة وهائلة لمدة 25 يومًا و مازال مستمرًا ليقول كلمته وعلينا أن نستمع إلى كل الآراء. ويجب ألا ننسى أن هذه أمة عظيمة بإمكانات كبيرة ولكنها تواجه تحديات كثيرة ليست فقط سياسية ولكن أيضا مخاطر اقتصادية هائلة تهدد السلام و الأمن الاجتماعي ولا تقل خطورة عن التحديات السياسية إن لم تكن أكثر. هذا ما أردت أن أقوله للشعب المصري فقد أردت أن أرد غيبة الدكتور محمد مرسي حتى يعود ويحكي القصة كاملة حتى لا يظلم و حتى لا يكتب في التاريخ أننا لم نرد غيبته و لم نقل الحقيقة في هذه الأوقات الحاسمة و الجزء الثاني و الذي أعتقد أنه هو الأهم و هو كيفية و آلية المضي و الخروج من هذه الأزمة. وفقنا الله جميعًا لما يحب و يرضى.. "فستذكرون ما أقول لكم و أفوض أمري إلى الله".