بعد أشهر من إقدام بيونج يانج على إغلاق مجمع كايسونج الصناعي المشترك مع سول، تعود الكوريتان الخميس، إلى طاولة المفاوضات في محاولة لتسوية خلافهما وإعادة فتح المجمع. ووفقا لما جاء على قناة "سكاي نيوز عربية" كان الوفدان الكوريان الجنوبي والشمالي اجتمعا خمس مرات خلال الأسابيع الأخيرة لكن دون جدوى. وقال رئيس وفد كوريا الجنوبية كيم كي وونج قبل افتتاح المفاوضات في كايسونج التي تبعد عشرة كيلومترات عن الحدود داخل أراضي كوريا الشمالية: "تقول حكمة إن الجبال والأنهار تسد الطريق، وهذا أشبه بالواقع الذي نواجهه". ورد نظيره الكوري الشمالي باك تشول سو بالقول: "نبدأ دائما بتصريحات رنانة لكننا ننتهي على نغمة سيئة". ويرى بعض الخبراء أن هذه الجولة من المفاوضات قد تمثل الفرصة الأخيرة، إذ يتوقع مراقبون أن يتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية الشهر المقبل مع إجراء كوريا الجنوبية مناورات مع حليفتها الولاياتالمتحدة. وحذرت صحيفة رودونج سينمون، لسان حال الحزب الواحد في كوريا الشمالية الأحد من أن تلك المناورات قد تؤدي إلى أزمة "لا يمكن السيطرة عليها". من جهته، قلل تشانج يونج سيوك من معهد السلام وإعادة توحيد الكوريتين في جامعة سول، من هذه المخاوف معتبرا أن لا أحد من الطرفين يريد تحمل عبء إخفاق المفاوضات بشأن كايسونج، حيث يعمل 53 ألف عامل كوري شمالي في شركات كورية جنوبية. أما الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سول يانج مو جين فاعتبر أنه "إذا فشلت المفاوضات الخميس، فمن الأرجح أن تغلق منطقة كايسونج نهائيا". وتريد الكوريتان استئناف العمل في منطقة كايسونغ التي تعتبر حيوية سواء لاقتصاد كوريا الشمالية أو لشركات كوريا الجنوبية التي خسرت أكثر من مليار دولار في ظرف أربعة أشهر. ومازالت المفاوضات بشأن هذا المجمع تتعثر، بسبب رفض كل من سول وبيونج يانج تحمل مسؤولية الأزمة، بالإضافة إلى رفض كوريا الشمالية الالتزام بعدم غلق المجمع مجددا بشكل تعسفي إذا طرأت توترات جديدة. ومن أجل الحد من هذا الاحتمال تريد كوريا الجنوبية استقدام شركات أجنبية إلى المجمع، الأمر الذي ترفضه بيونج يانج. وتجرى المفاوضات بعد عدة أشهر من التوتر الشديد في شبه الجزيرة الكورية بسبب تهديدات كوريا الشمالية التي يعاني اقتصادها آثار العقوبات التي أقرتها الأممالمتحدة إثر تجربتها النووية في فبراير. يذكر أن الطرفين سيحييان السبت الذكرى الستين لنهاية حرب كوريا (1950-1953) في ال 27 من يوليو المقبل.