فشلت كل من كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية اليوم الاثنين في التوصل إلى اتفاق حول كيفية تطبيع تشغيل مجمع كايسونج الصناعي. جاء ذلك في خبر عاجل بالتليفزيون الصيني نقلا عن الإذاعة المحلية للعاصمة الكورية الجنوبية "سول"، حيث ذكرت أن رئيسة كوريا الجنوبية "بارك جيون هاي" كانت قد صرحت أمس أنها لن تتسرع في إعادة تشغيل مجمع كايسونج الصناعي في كوريا الشمالية، ما لم يبد النظام الحاكم الشيوعي التزامه بألا يغلق المجمع من جانبه مرة أخرى. يذكر أن اجتماع اليوم يعد الجولة الثالثة من المحادثات بين الكوريتين بشأن العمل في مجمع كايسونج الصناعي؛ لبحث تطبيع العمل في المجمع الصناعي المشترك، حيث بدأ وفدان من الجانبين يضم كل منهما 3 أعضاء المحادثات صباح اليوم بسول. ويتولى المدير العام لدائرة دعم العلاقات بين الكوريتين بوزارة الوحدة "كيم كيوونغ" قيادة وفد كوريا الجنوبية، فيما يقود وفد كوريا الشمالية "بارك تشول سو"، نائب مدير المكتب العام لهيئة توجيه التنمية بالمنطقة المركزية الخاصة. وكانت الجولتان السابقتان قد أخفقتا في التوصل إلى اتفاق بسبب الخلافات حول كيفية تطبيع العمل بالمجمع الصناعي المشترك الواقع بمدينة كايسونج الحدودية في كوريا الشمالية، فيما تدعو سول جارتها إلى تحمل مسئوليتها إزاء الأضرار التي لحقت بشركات كوريا الجنوبية جراء قرار إغلاق المجمع أحادي الجانب الذي اتخذته "بيونج يانج" في أبريل المنصرم، وتوفير ضمان واضح لمنع تكرار هذا السيناريو. كما تطالب كوريا الجنوبية بتطوير المجمع الصناعي المشترك إلى مجمع دولي عن طريق السماح لشركات أجنبية بالاستثمار هناك، في وقت تنتقد بيونج يانج جارتها كوريا الجنوبية فيما يتعلق بوقف العمل بالمجمع ، وتقول إن ما حدث نتج عن مناورات عسكرية مشتركة أجرتها سول مع واشنطن ، وحثت كوريا الجنوبية على إعادة فتح المجمع الصناعي سريعا بعد الانتهاء من أعمال الصيانة. وكان العمل قد توقف في مجمع كايسونج ، الذي تعمل فيه 123 شركة من كوريا الجنوبية ،منذ أكثر من 3 أشهر بعدما سحبت بيونج يانج 53 ألف عامل احتجاجا على مناورات عسكرية سنوية مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدةالأمريكية ، فيما اتفقت سول وبيونج يانج على عقد أول محادثات رسمية رفيعة المستوى من نوعها في 12 يونيو الماضي ، ولكن المحادثات ألغيت بسبب خلاف حول منصبي قائدي الوفدين. جدير بالذكر أن كوريا الشمالية كانت قد اقترحت إجراء محادثات منفصلة على مستوى العمل حول استئناف الرحلات السياحية إلى جبل "كومغانغ" ولم شمل الأسر التي فرقتها الحرب الكورية "1950-1953"، لكن كوريا الجنوبية أصرت على التركيز على قضية مجمع كايسونج الصناعي.