في مشهد رمضاني يعكس تصاعد درجة التكافل الاجتماعي بين المصريين عامة، والدمايطة خاصة ورغم سطوة الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، حفلت شوارع دمياط وميادينها ب"موائد الرحمن"، يقيمها رجال الأعمال والجمعيات الأهلية تقربا إلى الله، لمساعدة للفقراء، وغير القادرين، إلا أن موائد الرحمن هذا العام كان لها أبعاداً أخرى بعيدة عن أجواء الحب والصفاء والإخاء فقد كان لها بعدين أحدهما سياسي والأخر اقتصادي. كانت موائد الرحمن في السابق تقام عادة داخل المساجد، أو في مناطق فضاء واسعة، حيث يتولى القائمون عليها إعداد وجبات غذائية جاهزة في انتظار من يتناولها عند آذان المغرب . وفي مدينة دمياط تجولت شبكة الإعلام العربية "محيط" بين هذه الموائد التي يقيمها غالبا رجال أعمال وجمعيات دينية، ونقابات مهنية، فهناك مائدة مقامة بميدان الساعة، مقر مظاهرات القوى الثورية وهى مائدة خاصة بنادي دمياط الرياضي، وعلى بعد خطوات محدودة منها توجد مائدة أخرى لنقابة الصيادلة. تحت نظر الجيش كما أن القوات المسلحة قد أقامت مائدة رحمن خاصة بها على غرار ما صنعته خلال العامين الماضيين، لكنها ما لبثت أن أزالتها فى مساء نفس اليوم الأول,كذلك أقام نادي دمياط الرياضي مائدة تتسع ل100 شخص وهو أمر مستغرب لم يعتاده أهالي دمياط، فمقر النادي في الجهة المقابلة لميدان الساعة الكائن في الضفة الغربية لنهر النيل، وكان من الأولى أن تقام المائدة داخل النادى, وتساءل البعض من أين أتى مجلس إدارة نادي دمياط بتلك الأموال ؟ فبجانب تكاليف المائدة التي ستقام على مدار 30 يوماً، هناك تكاليف الوجبات التي قد تصل إلى 10 ألاف جنيه يومياً، وذلك على الرغم من الأزمة الطاحنة التي يمر بها نادي دمياط الرياضي، والذي يعجز عن دفع رواتب لاعبيه ومدربي النادي . وقد أكد البعض أن تلك الوجبات التي تأتى كل يوم إلى المائدة، ترسلها القوات المسلحة التي رأت أن تبعد نفسها عن أي شكوك، وخاصة في ظل الدعوى التي أطلقتها جماعه الإخوان المسلمين بأن الجيش هو من حرض على تظاهرات يونيو وأنه اقنع القوى السياسية بضرورة الانقلاب العسكري . مائدة إخوانية أمّا المائدة الثانية، فقد أقامتها نقابة الصيادلة في نفس الميدان، وعلى بعد 20 متراً من المائدة الأولى، وقد أكد رواد تلك المائدة أن من يقوم على تجهيز تلك المائدة جماعه الإخوان المسلمين متسترة خلف أعضاء مجلس النقابة من الإخوان . مشاجرة بالأسلحة أما المائدة الثالثة، والتي أثارت القلاقل منذ اليوم الأول لها، تلك التي أقامها مجلس إدارة مصنع "موبكو للبتروكيماويات" بمنطقه كوبري عبد المجيد , حيث يقوم المصنع بتجهيز وجبات فاخرة، وبكميات كبيرة جداً، الأمر الذي أثار الفتنة بين رواد تلك المائدة وتطور الأمر للمشاجرة بالأسلحة النارية بين عدد من الأشخاص بسبب محاولاتهم الحصول على أكثر من وجبة ليأخذوها إلى منازلهم، ويحاول مصنع موبكو، كسب ود أهالي السنانية من خلال المساعدات المالية والإنسانية والاجتماعية التي يقدمها المصنع للأهالي .