يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (الحج أيتان تزلزلان قلب المؤمن بل وتهزان قلب الفاجر ويعمل بها المؤمن فى دنياه من صالح الاعمال خوفاً من عذابه وطمعاً فى رحمته ويعلم ان الجائزة عظيمة لا ينالها الا قليل وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِين وَمَا أَكْثَر النَّاس وَلَوْ حَرَصْت بِمُؤْمِنِين وكثيراً منا يتحدث عن النفاق والنارعلى انهما يخصان آخرين مع ان الله وصف مسلمين بل ومصلين بالنفاق (وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى) وكان سيدنا عمر يستحلف من اطلع على اسماء المنافقين هل هو منهم ام لا بل ان القرآن فى سورة الكهف يدل على الاخسرين اعمالاً الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً وحديث رسول صلى الله عليه وسلم َانَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا. وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قَالَ: كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ وقصة ابليس وهو جان من الجن العابدين لله كان يعبدالله مع جملة الملائكة ولكن يخفى نزعته الى التمرد والعصيان والكبر فأمره الله بالسجود لادم فأبى وأستكبر على أمر الله . وفى كل الاحوال لم تكن العقيدة ولاالعمل خالصة لوجه الله والله أغنى الشركاء عن الشرك فالعقيدة والعبادة يشترط لقبولهما النية الخالصة والعبد الصالح ينقيهما من الرياء والشرك والنفاق . فترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك والاخلاص يعافيك الله من الرياء والشرك وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ويعتبر الاخلاص من اهم اعمال القلوب بل ان اعمال القلوب اهم من الجوارح واعمال القلوب هى اقرار باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان تزيد بالطاعة وتنقص بالعصيان . والناس فى اعمال القلوب غلى ثلاث درجات ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات .والاخلاص يعظم الجزاء مع قلة العمل يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَتُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلا , كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدُّ الْبَصَرِ , ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ : " أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا ؟ " . فَيَقُولُ : لا يَا رَبِّ . فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ : " أَلَكَ عُذْرٌ أَوْ حَسَنَةٌ ؟ " فَيَهَابُ الرَّجُلُ , فَيَقُولُ : لا يَا رَبِّ . فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ : " بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ وَإِنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ " . فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , فَيَقُولُ : يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاتِ ؟ فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ : " لا تُظْلَمُ " . قَالَ : فَتُوضَعُ السِّجِلاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ , فَطَاشَتِ السِّجِلاتُ وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ . ومن ثمرات الاخلاص فى الدنيا 1 تفريج الكربات ( قصة اهل الكهف ) 2 الانتصار (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ) 3 العصمة من الشيطان ( ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ) 4 نيل شفاعة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ،أسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْ قال:لا إِلَهَ إِلا اللهُ،خَالِصاً مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ» 5 مغفرة الذنوب كما فى حديث البطاقة فألاخلاص هو حقيقة الدين وهو مضمون دعوة الرسل وان العمل اذا كان خالصاً ولم يكن صواباً فلن يقبل واذا كان صواباً ولم يكن خالصاً فلن يقبل إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ اللهم ارزقنا الاخلاص فى القول والعمل واللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك شيئاً نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه.