يوم 13/7 /2013، رفض قيادي بارز بالجماعة الإسلامية، ومحسوب على "صقور" الإسلاميين الجهاديين، ترك ميدان "رابعة العدوية"، وتلبية دعوة من قناة "الحرة" للمشاركة في حلقة تذاع من مقرها على النيل، خشية اعتقاله بعيدا عن الميدان الذي يتحصن في حشوده. كل قادة الإخوان كذلك يخشون الابتعاد عن "رابعة" مترا واحدا، ويطلبون من الإعلاميين، الحضور إليهم في "الميدان" متى شاءوا إجراء لقاءات متلفزة معهم.. خشية اصطيادهم من قبل أجهزة الأمن. هذه الظاهرة من شأنها أن تطرح سؤالا يبحث عن "المستفيد" من الحشود في "رابعة" وفي "النهضة".. وما إذا كان المستفيد هو د. مرسي كما هو معلن.. أم آخرون غيره يتمترسون بالبسطاء من عوام الجماعة؟!د. محمد مرسي لن يعود إلى الحكم.. هذه "بديهية" يعلمها جيدا قادة الجماعة.. فلم التصعيد ونشر الفوضى في الشوارع كما حدث في الساعات الأخيرة من ليلة أمس 15/7/2013؟! الحشود في "رابعة" وفي "النهضة" فشلت في إنهاك أجهزة الدولة.. والوقت في صالح الأخيرة.. وليس في صالح الجماعة، حيث بدأت الميادين تشعر بالإرهاق والإنهاك، والعيد على بعد أسابيع قلية، وبدأت خزائن "الممولين" تشكو اتساع رقعة الإنفاق والتي بلغت فاتورتها حتى يوم أمس كما نشر نحو 28 مليون جنيه مصري.. وبمعنى آخر: فإن عمر ونفس الحشود الإخوانية قد يكون قصيرا وربما ينتهي خلال أقل من شهر من الآن. صناع القرار في السلطة الجديدة، ربما يدركون ذلك جيدا، إذ لم يقدموا ما يغري المتظاهرين على الانصراف إلى بيوتهم.. لاسيما وأن خلاصة تجارب ثمانية عقود من المواجهات، بين الإسلاميين والحكومات التي تعاقبت على حكم مصر، تؤكد أن المرة الوحيدة التي نجح فيها الإسلاميون في الإطاحة بالسلطة القائمة.. هي تجربة 25 يناير 2011، عندما كانت "شريكا" مع القوى المدنية الأخرى وليست منفردة".. إذ بدت حينها وكأنها تخوض معركة "وطن".. وليس معركة "الجماعة" كما هي عليه الآن، بعد الإطاحة بنظامهم السياسي. الحشود الحالية إذن ستنصرف اليوم أو غدا.. طوعا أو كرها.. غير أن المشكلة تتعلق باليوم التالي من انصراف عوام الإخوان من الميادين.. وهو اليوم الذي سيُحدد فيه المستقبل السياسي للجماعة من جهة ومصير القادة الميدانيين من جهة أخرى، بعد أن تبقى وحيدة، بدون أي غطاء شعبي، يحميها من الاعتقال المطاردات الأمنية والقضائية. حشود الإخوان إذن لن تقرر مصير مرسي، كما قيل للطيبين الذي استجابوا للتحريض على الحشد.. إذ حُدد مصيره يوم 3/7/2013 وطويت صفحته إلى الأبد.. وإنما ستقرر تلك الحشود مصير ومستقبل المرشد العام.. وأعضاء مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة.. إذ لن يكن أمامهم بعد انصرافها إلا خيارين: إما الإذعان للواقع الجديد.. وإما العودة إلى السجون مجددا.