أعرب مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني عن خشيته من أن تؤدي سيطرة العصبيات إلى ضياع القيم والسيادة فى الدول العربية، مثلما أصبحت قضية فلسطين خارج أولويات الدول والشعوب العربية لانشغالها بويلاتها ومحاولات لملمة أوضاعها ودفع الأخطار عن نفسها. وحذر قباني في كلمة وجهها اليوم الاثنين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك اللبنانيين من جميع الطوائف والمذاهب من أن الفتن التي تدور في أفق وفضاء الوطن وعلى أرضه تترقب الفرصة السانحة لتنقض عليهم وتتمكن منهم في اقتتال فيما بينهم. وقال "إن التعصب المستشري في صفوف اللبنانيين وتسابق الجميع للاستيلاء على السلطة دون الآخر لن يزيدهم إلا ضعفا، معتبرا أن العصبيات التي تغلغلت فيهم جعلتهم أدوات لمشاريع الأخرين وهي لن تعود على الوطن والأمة إلا بالخراب والويلات". ودعا قباني إلى التصدي للفتنة ومسبباتها، مناشدا القيادات السياسية والدينية تحمل مسولياتها في هذه المرحلة الحرجة بالحوار والخطاب السياسي المعتدل والعمل على إعادة الثقة وإبقاء الخلاف السياسي في حدوده السياسية، وتحصين المؤسسات الرسمية والتحلى بالحكمة والوعي للتوصل إلى حلول إنقاذية تصون البلاد وتوفر لها أمنها واستقراره.