أدانت الطبقة السياسية الفرنسية من تيارات اليمين واليسارالمعلومات الواردة حول عمليات تجسس قامت بها الاستخبارات الأمريكية على مؤسسات أوروبية من بينها فرنسية. وقال هارليم ديزيريه أمين عام الحزب الاشتراكى الحاكم، فى تصريح اليوم الاثنين، إنه إذا ما تأكدت المعلومات التى كشفت عنها صحيفة "دير شبيجل" الألمانية فى هذا الصدد "ستكون فضيحة غير مقبولة". وأضاف أن عمليات التجسس تلك من شأنها أن تؤثر على المفاوضات الجارية بين أوروبا والولايات المتحدة بشأن اتفاقية التجارة الحرة، مشيرا إلى أنه يتعين على قادة المفوضية الأوروبية الرد بشكل أكبر على تلك المعلومات. من جهتها، طالبت النائبة الأوروبية ونائبة رئيس حزب "الحركة الديمقراطية" الفرنسي ماريال دو سارناز ب "عقوبات قاسية" إذا ما تم تأكيد هذه الاتهامات، معتبرة أن تلك الشبهات حول عمليات التجسس عبر الأطلسى، ليس فقط على المواطنين ولكن أيضا على مؤسسات الاتحاد الأوروبي مقلقة للغاية. وفى السياق ذاته، قال ميشال بارنييه الوزير الفرنسى السابق (اليمين) والمفوض الأوروبى الحالى، فى تصريحات إعلامية- إننا ننتظر التفسيرات الأمريكية "الواضحة والضرورية والملحة" فى هذا الصدد، مضيفا "لقد حان الوقت لوضع كل شيء على الطاولة"، داعيا الأوروبيين إلى الدفاع عن مصالحهم مثلما يعرف الجانب الأمريكى القيام بذلك". من جانبها، طالبت مارين لوبن زعيمة "الجبهة الوطنية" (اليمين المتطرف) بالوقف الفوري لمفاوضات التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن ، بعد الكشف عن برنامج تجسس أمريكي كبير شمل المؤسسات الأوروبية. وأضافت أن زعماء الاتحاد الأوروبى لا ينبغى أن يفاجأوا بتلك المعلومات "لأنهم وضعوا سياساتهم فى حالة رضوخ كامل للولايات المتحدة" منذ سنوات عديدة. من ناحية أخرى..ركزت وسائل الإعلام الفرنسية اليوم على ما كشفته صحيفة الجارديان البريطانية، استنادا إلى وثائق حصلت عليها من المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودن وصدرت في 2010، أن الوكالة قامت بمحاولات للتنصت على سفارات فرنسا وإيطاليا واليونان في واشنطن، كما راقبت الاتصالات الإلكترونية للسفارات والبعثات الدبلوماسية لكل من اليابان والمكسيك وكوريا الجنوبية والهند وتركيا. وأفادت الجارديان البريطانية نقلا عن وثائق حصلت عليها من المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي ادوارد سنودن الذي سرب وثائق سرية للغاية بعدما فر من بلاده بأن البعثات الدبلوماسية الفرنسية والإيطالية واليونانية في كل من واشنطنونيويورك كانت من ضمن "الأهداف" ال 38 التي تجسست عليها الوكالة الاستخبارية الأميركية. وقالت الصحيفة على موقعها الالكتروني ان احدى هذه الوثائق التابعة لوكالة الامن القومي تفيد بان انشطة التجسس الالكتروني التي كانت تقوم بها الوكالة كانت تستهدف سفارات هذه الدول الثلاث في واشنطن وبعثاتها الدبلوماسية لدى الاممالمتحدة في نيويورك. وكانت مجلة دير شبيجل الألمانية قد أكدت أمس الأول السبت استنادا إلى وثائق مماثلة سربها إليها أيضا سنودن أن مقرات الاتحاد الاوروبي في بروكسل وسفارته في واشنطن وبعثته الدبلوماسية في نيويورك كانت ايضا ضمن "أهداف" وكالة الأمن القومي الاميركية التي وبحسب هذه الوثائق تجسست على اتصالات الكترونية عالمية في إطار برنامج "بريسم".