بدر: الخطاب زادنا إصرارًا على إسقاط ولكن بسلمية عارف: الخطاب رسالة طمأنينة وأخشى العنف شكر: الخطاب مليء بالتهديدات.. والشعب المصري سيثور عبد الغني: الرئيس له إنجازاته.. والمعارضة بدأت بالعنف فرغلي : الخطاب كان إنشائيًا.. والنظام سيسقط 30 يونيو في الوقت الذي كانت تأمل فيه المعارضة أن يقدم خطاب الدكتور محمد مرسي، البراهين والحجج على صدق موقفه ونيته للإصلاح، وتنفيذ الوعود، التي سبق وقطعها على نفسها قبل وصوله إلى كرسي الرئاسة، للتخفيف من حالة الغضب التي تنتاب الجميع، أتى الخطاب مُخيبًا لآمالهم، وأدى إلى إشعال غضب معظم القوى السياسية المخالفة لتوجهات الرئيس ولبعض المواطنين، الذين سارع كثير منهم للنزول إلى الميادين والاعتصام قبل 30 يونيو، اليوم المحدد من قبلهم، لإسقاط مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. من جهتها قامت شبكة الإعلام العربية "محيط" بالتعرف على أراء السياسيين المعارضين، وكذلك المنتمين للتيارات الإسلامية، لمعرفة أرائهم بشأن الخطاب الذي ألقاه الرئيس قبل يومين، ورؤيتهم للمشهد السياسي في مصر قبل 30 يونيو المقبل. فات الميعاد أكد محمود بدر، مؤسس حركة "تمرد"، أن خطاب الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، جاء أقل من المتوقع بكثير، وزادنا إصرارًا على إسقاط مرسي، فبعد نجاح تمرد في جمع ملايين التوقيعات، لسحب الثقة منه، يأتي هو ليقول أنه سيُشكل لجنة للنظر في المواد المعترض عليها في الدستور، لذلك نحن نرد عليه ونقول له فات الميعاد، وأي قوى سياسية ستتفاوض أو تجري حوارًا عن أي شئ غير الانتخابات الرئاسية المبكرة لا تمثلنا". وأضاف بدر "الخطاب لا يستحق الرد عليه، حيث أنه أشعل غضب الشارع المصري، ولم يرضِ سوى جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها فقط، لذلك نحن على موعدنا يوم 30 يونيو للتظاهر بطريقة سلمية للغاية، لإسقاطه هو وجماعته . طمأنينة للشعب المصري أما أحمد عارف، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، فقد أثنى على الخطاب الذي ألقاه مرسي، مؤكدًا أنه من شأنه تهدئة الشارع المصري، حيث كان موجهاً لكافة أطياف الشعب وهو يُعد بمثابة رسالة طمأنينة، لأنه كشف مافيا تصدير الأزمات، خاصة أن طريقة إلقاء الرئيس للخطاب كانت مختلفة تمامًا، فقد قام بشرح الوضع الخارجي وقام بإرسال الكثير من الرسائل للأطراف الداخلية والخارجية". وأوضح كل ما أخشاه أن ننجر إلى دائرة العنف، التي بدأت بوادرها الدموية بالفعل بدايةً من حركة المحافظين والاعتراض عليهم بطريقة مبالغ فيها للغاية، مرورًا بحرق سيارة محافظ كفر الشيخ والاعتداء على منزله، وصولًا إلى أحداث المنصورة، والتي شهدت سقوط قتلى، كل هذا وسط حالة صمت شديدة من المعارضة، فهم يتصورون أن العنف لن يولد عنفًا، الأمر أصبح خطيرًا للغاية لذلك ستفوق ردود فعل الشارع المصري ردود فعل كافة الأحزاب والتيارات السياسية". تابع القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، القضية أصبحت خطيرة بسبب ردود فعل الشارع المصري الغاضب، بسبب التعاطي السيئ في المشهد من قبل المعارضة، لذلك أتمنى من مؤسسات الدولة مواصلة استعداداتها بجدية تامة والتصدي لكافة أشكال العنف والتخريب المتوقعة يوم 30 يونيو من قبل حركة تمرد والمعارضة السياسية، حتى يمر هذا اليوم بشكل اّمن والخروج من دائرة العنف التي يسعون لجرنا إليها". ثورة جديدة 30 يونيو فيما رأى الدكتور عبد الغفار شكر -رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي- أن خطاب الدكتور محمد مرسي، تقليدي ليس به أي جديد، حيث حاول بخطابه أن يُبرر السياسات التي طُبقت على مدار السنة الماضية، والتي نرى أنها استمراراً لسياسات العهد البائد، وخاصةً في المجال الاقتصادي، حيث أنه لازال يعتمد على القروض من الدول، وانتظار قرض صندوق النقد الدولي، ولم يضع أي حل جذري لمشاكلنا الاقتصادية، فهو لم يفِ بوعوده التي قطعها على نفسه للمصريين". ووصف شكر خطاب الرئيس، بأنه كان خطابًا للترهيب والترغيب، وكان مليءً بالتهديدات التي لن تؤدِ إلى نتيجة"، كما انه يتعامل مع الشباب بمنطق خاطئ، ويعتقد أنهم دعوا إلى النزول يوم 30 يونيو، بحثًا عن دور، ولكن ما لا يعلمه أنهم يريدون تحقيق أهداف ثورة 25 يناير، التي ظلوا من أجلها 18 يومًا في الميدان؛ حتى رحل مبارك ونظامه". وتابع: "الخطاب لا يحتوي على أي جديد على مستوى السياسات، لذلك أعتقد أن الشعب المصري سيقوم بثورة جديدة يوم 30 يونيو، وهو ما بدأت بوادره تظهر من اليوم، بعدما نزل الآلاف إلى الميادين، رافعين كارت أحمر للمطالبة برحيل مرسي". إيجابيات وسلبيات بينما أشاد الدكتور صفوت عبد الغنى، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب البناء والتنمية بمجلس الشورى، بخطاب الرئيس محمد مرسي، مؤكدًا أن كان مرضياً لجميع فئات الشعب المصري، وقال: "الرئيس حاله كحال جميع البشر له إيجابيات وسلبيات، حقق إنجازات وأخفق في أخرى، وهو ما اعترف به خلال خطابه وبادر بالاعتذار عن الأخطاء التي وقع فيها، في سابقة لم نعتادها من قبل"وأشار عبد الغني إلى أنه مع التظاهرات طالما كانت سلمية، لأنها حق قانوني يكفله القانون والدستور للجميع، وفي الإطار السلمي، مثلما يحدث في المليونيات التي تدعو إليها التيارات الإسلامية، ولكن تمرد والمعارضة لا تتسم تظاهراتهم بالسلمية، فهم يُريدون التغيير بالقوة، لأن التغير السلمي معناه حشد شعبي ضخم مثلما حدث في ال25 من يناير، وأنا اعتقد أن المعارضين ليس لديهم القدرة على الحشد الشعبي، الذي يؤدي إلى تغير بإرادة شعبية سلمية". وفي ختام تصريحاته ل"محيط"، قال "هم دائمًا ما يبدؤون بالعنف وانتهاك الحرمات، ومحاصرة المساجد، وهذا مؤشر خطير لما قد يحدث يوم 30 يونيو». الخطاب لم يطرح حلولًا من جانبه، اعتبر البدري فرغلي -عضو مجلس الشعب السابق- أن خطاب الرئيس جاء أقل بكثير مما هو متوقع، لأنه لم يطرح حلولًا للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد، وقد كان خطابًا إنشائيًا لا يصح أن من رئيس جمهورية، كذلك أرفض إهانة الرئيس لأسماء بعينها وإلقاء الاتهامات عليهم دون وجه حق، بالإضافة إلى تهكمه على مؤسسة القضاء والتشكيك في أحكام البراءة التي حصل عليها المتهمون. وتابع، الرئيس لا يدرك مدى خطورة الأزمة التي تمر بها البلاد حاليًا، فأنا اعتقد أن الشعب المصري سيسقط الرئيس والإخوان يوم 30 يونيو المقبل، ولكن كل ما أخشاه هو أن يندس البلطجية وسط المتظاهرين، لإثارة الشغب واتهام المعارض بالبلطجة".