أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو، اليوم الخميس، أن الشعب المصري هو شعب واع ومتحضر وعريق ولديه من الحكمة والتصبر بما لا يجعله في حاجة إلى نصائح الآخرين. وقال إحسان أوغلي "إنني كمحب لهذا البلد وشخص يشعر بوفاء ومحبة تجاهه، أتمنى أن لا يتحول الحراك السياسي في مصر لاستقطاب وألا يتحول الاستقطاب إلى صدام، لأنه إذا ما حصل هذا فهو يعني أنه لن يكون هناك حل ديمقراطي". وأضاف الأمين العام "من أجل تحقيق الحل الديمقراطي لابد من تفاهمات وتقديم تنازلات وتعديل المواقف".. مؤكدا أن الشعب المصري مسالم بطبيعته، ويجب أن يكون أسلوبه في العمل السياسي متوافقا مع طبيعته الأساسية. وتابع إحسان أوغلي "إن ما أراه من بعض الدعوات للشدة والعنف أعتقد أنه شيء غريب جدا على الشعب المصري، فأنا عشت هنا في شبابي وعرفت هذا البلد وأهله وخبرت بطبيعتهم وفطرتهم العظيمة الطيبة، لذلك فإنني لا أريد أن يحدث العنف لأن هذا لن يكون في صالح مصر". وحول مباحثاته اليوم مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي..قال إحسان أوغلي إن هناك تعاونا مستمرا مع الجامعة، وأنا شخصيا بيني وبين العربي استشارات دائمة واتصالات مستمرة وهناك تعاون وتكامل بين المنظمتين تجاه مختلف القضايا، كما أن العربي شخصية دولية كبيرة وأنني استفدت منه شخصيا ومن خبرته الدولية والقانونية في صياغة الميثاق الجديد للمنظمة. وفيما يتعلق بالأزمة السورية.. شدد الأمين العام على أن الوضع في سوريا يزداد كل يوم تعقيدا وخطورة حيث استفحل القتل في هذا البلد فهناك 100 ألف قتيل، كما أن ملايين من البشر هجروا من أوطانهم ومن بيوتهم، بالإضافة إلى مليون ونصف مليون لاجئي خارج وداخل سوريا وهناك مشردون بالآلاف. وقال "إن كل هذا يتم والعالم لا يريد أن يحرك ساكنا، وهناك اتفاق ضمني على عدم حل المشكلة أو بمعنى أصح، كما قولت من أول يوم هناك اتفاق علني على ما لا يجب صنعه في سوريا، ولا يوجد اتفاق على ما يجب صنعه". وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي "إننا نحاول في المنظمة أن نأخذ خطوات عملية تؤدى إلى تحقيق وقف إطلاق النار لأنه بدون وقفه لن تحل المشكلة، إضافة إلى بدء الحوار السياسي بين الحكومة والمعارضة لتشكيل حكومة انتقالية وتحقيق مطالب الشعب الديمقراطية وإجراء نظام دستوري جديد وانتخابات ديمقراطية وتسليم للسلطة بطريقة سلمية. وأضاف إحسان أوغلي إن كل هذا لن يتم إلا من خلال التعاون الدولي والتوافق بين القوى المعنية بالصراع في سوريا.. ولذلك ومنذ فترة طويلة وقبل حديث أية جهة دولية بشأن ضرورة انعقاد جنيف 2 كنت من أوائل من طرح هذا الموضوع وتحدثت في هذا مع العديد من الأطراف المعنية. وتابع "مازلت أكرر أن جنيف 2 هي المخرج من الأزمة السورية، شريطة أن ينتهي الاجتماع لاتفاق وأن يكون مرهونا بمسودة مشروع قرار يتم التوافق على نصه، لكي يخرج من مجلس الأمن حسب الفصل السابع ويكون ملزما للجميع، وبدون هذا سيكون الاجتماع عملا دبلوماسيا يسجل في الأوراق ولا يكون له انعكاس على أرض الواقع". وعما إذا كان يتوقع أن يتغير موقف قطر من الأزمة السورية عقب تولي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم.. أجاب الأمين العام بأنه من المبكر التكهن بأي شيء الآن، فنحن نريد أن تسهم جميع الدول الأعضاء في عملية السلام، وقطر أعربت عن هذا في أكثر من موقف داخل اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي، وهناك قرارات اتخذت بالإجماع وأسهمت فيها كما أسهمت فيها بقية الدول الأعضاء. وكان الأمين العام قد وصل إلى القاهرة الليلة الماضية في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام.