نشرت الولاياتالمتحدة المئات من جنودها في الأردن، بعد انتهاء تمارين عسكرية مشتركة مع القوات الأردنية. وبينما يرسل وجود هذه القوات رسالة إلى سوريا المجاورة، يشعر الكثير من الأردنيين بالغضب إزاء الإنتشار الأمريكي في بلادهم . وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية ال"بي بي سي" أن تشكيل من طائرات الهليكوبتر المقاتلة حلق على ارتفاع منخفض فوق الصحراء قرب بلدة القويرة شمالي الأردن، مطلقة صواريخها لتدمر أهدافا في الرمال بينما وفرت مقاتلات من طرازي ف-16 وهاريير الحماية لها. وكانت هذه الطائرات وغيرها الكثير تشارك في التمارين "الأسد المتأهب" التي شارك فيها ثمانية آلاف جندي من 19 دولة في عرض كبير للقوة. وكان هذا التمرين - الذي يجرى سنويا - واقعياً إلى درجة كبيرة، بحيث حتى العتاد الذي استخدم فيه كان حيا. ولكن رغم الحرب الدائرة في سوريا المجاورة، أصر الأدميرال بيل ناشر، وهو أحد قادة الوحدات الأمريكية المشاركة في التمرين، على أنه تمرين روتيني. وقال الأدميرال الأمريكي :"إن الأمن في هذه المنطقة كالمد والجزر، وتركيزنا هو على تطوير التعاون مع القوات الأردنية". استعداد قتالي وهذه هي المرة الثالثة التي يجرى فيها هذا التمرين في الأردن، وقال الأدميرال ناشر :"إن تمرين هذه السنة كان أصغر من سابقه". كانت هذه محاولة منه لإثبات أن التمرين كان اعتيادياً ولا علاقة له بما يجري في سوريا. وذكرت ال "بي بي سي" انه عند سؤال ناشر عن ذلك، أجاب "إن سوريا لا تظهر على شاشة الرادار"، أي أنها ليست سببا لإجراء التمرين على الإطلاق. ولكن مما لاشك فيه أن للأردن - الذي لا تبعد حدوده عن العاصمة السورية إلا ب 150 كيلومترا - أهمية إستراتيجية خاصة في حال قرر المجتمع الدولي فرض منطقة حظر جوي أو اتخاذ أي إجراء عسكري آخر ضد نظام الرئيس بشار الأسد. الرسالة الموجهة لدمشق واضحة، ومفادها أن السلاح الثقيل قريب منك. وكانت الولاياتالمتحدة قد أرسلت بطريات من صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ وعددا غير معلوم من مقاتلات ف-16 إلى الأردن بقبل انطلاق تمارين الأسد المتأهب أواسط الشهر الجاري. وقد بقي حوالي 700 من العسكريين الأمريكيين ذوي الاستعداد القتالي العالي في الأردن بعد انتهاء التمرين، وانضموا بذلك إلى مئة من رفاقهم كانوا قد أوفدوا إلى هذا البلد للمشاركة في تدريب القوات الأردنية التي سترسل إلى أفغانستان. زيادة المخاطر ولكن بالنسبة لكثير من الأردنيين، مثل العميد السابق في الجيش الأردني علي الحباشنة ، يزيد الوجود العسكري الأمريكي في البلاد من المخاطر التي يواجهها الأردن. وقال الحباشنة :"كلنا نعلم أنه عندما ترسل الولاياتالمتحدة قواتها إلى بلد ما، يصبحون جزءا من الأزمة بل ويزيدونها خطورة كما رأينا في حالتي أفغانستان والعراق إن الوجود الأمريكي في الأردن، في ظل التوترات التي تعصف بالمنطقة وبسوريا تحديدا، يشكل خطرا حقيقيا على البلاد". وبالفعل، شهدت العاصمة الأردنية عمان في الأسبوع الماضي مظاهرات احتجاجية صغيرة الحجم هاجمت حزب الله والرئيس الأسد والعدد المتزايد من الجنود الأمريكيين في الأردن. ويعتقد البعض، مثل الناشط الديمقراطي عمر أبو راس، أنه ينبغي على المجتمع الدولي التعامل مع نظام الرئيس الأسد مباشرة دون إقحام الأردن. ويقول :"نعتقد أنه لو كانت الولاياتالمتحدة بشكل خاص والغرب بشكل عام يريدان لعب دور إيجابي في منطقتنا عليهم إنهاء الحرب الدائرة في سوريا عن طريق تقديم الدعم للجيش السوري الحر، وليس عن طريق نشر الجنود في بلادنا". قرار البقاء وكانت الإدارة الأمريكية قد قررت ترك نحو 700 عسكري أمريكي في الأردن بعد الانتهاء من المناورات التي جرت مؤخراً هناك تحت اسم "الأسد المتأهب". وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في رسالة بعثها إلى الكونجرس يوم 21 يونيو/حزيران :"إنه بناء على طلب الحكومة الأردنية سيبقى 700 جندي في الأردن جاهزين للمشاركة في العمليات القتالية وسينضمون إلى الجنود الأمريكيين المتواجدين هناك". وأكد أوباما أن الجنود "سيبقون في الأردن ما دام الوضع الأمني يتطلب ذلك" ، موضحاً أن "هذه الوحدة العسكرية تمتلك في قوامها منظومة "باتريوت" وطائرات مقاتلة وتجهيزات". وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق أنها ستترك في الأردن منظومة "باترويت" الصاروخية إضافة إلى عدد من مقاتلات "ف 16" بعد الانتهاء من المناورات . واشار مسئولون امريكيون الى ان الطائرات المقاتلة الامريكية ستقوم بطلعات تدريبية في الاردن وستدافع عن حلفاء الولاياتالمتحدة اذا ما امتدت الحرب من سوريا الى خارجها. وعلى صعيد متصل كشفت صحيفة لوس انجلوس تايمز عن ان وحدات عسكرية واستخبارية خاصة من الولاياتالمتحدة تقوم بتدريب مجموعات من الثوار السوريين منذ بضعة اشهر في قواعد في الاردن وتركيا . واضافت الصحيفة ان هذه التدريبات تشمل استخدام الاسلحة المضادة للدروع والاسلحة المضادة للطيران . واشارت الصحيفة الى ان كل دورة تدريبات تستمر اسبوعين بمشاركة ما بين 20 و45 شخصا من المعارضين السوريين. ورفض البيت الابيض الامريكي ووكالة الاستخبارات المركزية ال سي اي ايه التعقيب على هذا التقرير.