واصلت الاشتباكات بين الجيش اللبناني وعناصر تابعة لإمام مسجد بلال بن ربّاح الشيخ أحمد الأسير ومقاتلين من جنسيات مختلفة طوال ليل الأحد – الاثنين وبعنف في بلدة عبرا – صيدا. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن الجيش يقاتل في هذه الأثناء في الأمتار الأخيرة من المربع الأمني التابع للأسير في ظل مقاومة شرسة للمقاتلين بالقذائف والقنابل. ولفتت الوكالة إلى أن عدد شهداء الجيش بلغ 13 شهيداً في حين بلغ عدد الجرحى أكثر من خمسين جريحاً، فيما لم يكشف عن العدد الحقيقي لقتلى وجرحى المسلحين. في المقابل، يسود الهدوء الحذر محور التعمير – عين الحلوة بعد اشتباكات استمرت طوال الليل بين الجيش اللبناني ومسلحي جند الشام حيث استعملت الأسلحة الرشاشة وقذائف ال"RPG". من جهة أخرى، أفادت المعلومات الصحافيّة عن قيام الجيش بإجلاء سكان المباني المحيطة بمسجد بلال بن رباح في عبرا المحاصرين منذ ظهر الأحد، كما تم إعادة فتح جميع الطرق التي كانت قد أقفلت يوم الأحد احتجاجاً على ما حصل في منطقة صيدا ومنها: طريق شتورا – سعدنايل – وطريق الفرزل. أما الطريق الساحلي بين بيروت والجنوب فمقطوع بسبب رصاص القنص الذي يطاول الاوتستراد الشرقي والكورنيش البحري. وكان قد تمكن الجيش صباحاً من استهداف بعض القناصة الذين تمركزوا قبالة مسجد بلال بن رباح وردّوا على مصدر إطلاق النار بالمثل، فيما دارت الاشتباكات في حي الطوارئ في عبرا والكورنيش البحري والجيش دخل باحة مسجد بلال بن رباح ويطوّق المسجد بالكامل. وكانت قيادة الجيش قد نعت الملازم أول سامر جريس طانيوس والملازم جورج اليان بوصعب والرقيب علي عدنان المصري والجندي الأول رامي علي الخباز والجنديين بلال علي صالح وايلي نقولا رحمة، الذين استشهدوا في صيدا الأحد خلال اشتباكات مع أنصار الشيخ احمد الأسير في عبرا في صيدا امتد ليشمل سرايا المقاومة التابعة لحزب الله في المدينة. وأفادت المعلومات أن الاشتباكات بدأت بين جماعة الأسير والجيش اللبناني عند حاجز للجيش قرب جامع بلال بن رباح معقل الأسير ولكن الاشتباكات ما لبثت أن تحولت إلى قتال بين عناصر من سرايا المقاومة التابعة ل"حزب الله" وأنصار الأسير في المنطقة، حيث أفيد أن الاشتباك بدأ بعد توقيف احد مرافقي الأسير. وفي وقت لاحق أمس، صدر عن الجيش بيان أخر جاء فيه: "لقد سقط للجيش اللبناني اليوم غدرا عدد من الشهداء والجرحى، والمؤسف أنهم لم يسقطوا برصاص العدو بل برصاص مجموعة لبنانية من قلب مدينة صيدا العزيزة على الجيش وأبنائه". وأضاف البيان "لقد حاول الجيش منذ أشهر إبعاد لبنان عن الحوادث السورية، وألا يرد على المطالبات السياسية المتكررة بضرورة قمع المجموعة التابعة للشيخ أحمد الأسير في صيدا، حرصا منه على احتواء الفتنة والرغبة بالسماح لأي طرف سياسي بالتحرك والعمل تحت سقف القانون". وتابع "وكذلك فعل حين استهدف ضباطه وجنوده في طرابلس وعرسال، ولم يرد على محاولات زرع الفتنة إلا بالعمل على حفظ الأمن والاستقرار وسلامة عناصره، تارة بالحوار وتارة أخرى بالرد على النار بالمثل والسعي الدائم لتوقيف المرتكبين". واستكمل "لكن ما حصل في صيدا اليوم فاق كل التوقعات، لقد استهدف الجيش بدم بارد وبنية مقصودة لإشعال فتيل التفجير في صيدا كما جرى في العام 1975، بغية إدخال لبنان مجددا في دوامة العنف". وأكد البيان إن قيادة الجيش ترفض اللغة المزدوجة، وتلفت إلى أن قيادات صيدا السياسية والروحية ومرجعياتها ونوابها مدعوون اليوم إلى التعبير عن موقفهم علنا وبصراحة تامة، فإما أن يكونوا إلى جانب الجيش اللبناني لحماية المدينة وأهلها وسحب فتيل التفجير، وإما أن يكونوا إلى جانب مروجي الفتنة وقاتلي العسكريين. وأختتم إن قيادة الجيش لن تسكت عما تعرضت إليه سياسيا أو عسكريا، وهي ستواصل مهمتها لقمع الفتنة في صيدا وفي غيرها من المناطق، والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه سفك دماء الجيش، وسترد على كل من يغطي هؤلاء سياسيا وإعلاميا".