حذر محمد مجاهد الزيات رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط مما وصفه ب"الربيع الجهادي في منطقة الشرق الأوسط"، وقال إن "دول المنطقة مقبلة على حالة قد ينتعش فيها تيار السلفية الجهادية، وأنه من الممكن أن يكون له تأثيرات على دول المنطقة، على غرار ربيع الثورات العربية". وأضاف الزيات خلال كلمته بورشة عمل نظمها المركز اليوم الثلاثاء حول تفاعلات الأزمة السورية وكيفية تعامل مصر معها أن المعارضة والمقاومة السياسية والعسكرية ضد النظام السوري، منقسمة فيما بينها وتسودها الخلافات والكل يعمل مستقلا وفق رؤيته وأجندته الخاصة . في نفس السياق، حذر المشاركون في الورشة من خطورة استدعاء إسرائيل للمشهد السوري، ومحاولات حزب الله اللبناني استفزاز إسرائيل للتدخل عسكريا في سوريا، وهو ما ستكون له تداعيات خطيرة ليست على صعيد سوريا وحدها، وإنما ستمتد آثاره لداخل الإقليم. وأشار المشاركون إلى وجود تغير واضح في الموقف التركي من سوريا، حيث بدأت تركيا تتحدث عن الحل السياسي خصوصا بعدما استغلت الأحزاب التركية ورقة العلويين والأكراد بها. كما حذر المشاركون من خطورة موقف إيران من الأزمة السورية وتداعيات هذا الموقف الذي يمكن أن يكون على حساب القضية السورية برمتها، مشيرين إلى إنه من الممكن أن تساوم إيران مع الدول الكبرى وخاصة الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بهذا الموقف إزاء البرنامج النووي الإيراني، وأبدوا ملاحظات حول وجود محاولات لاستنزاف لإيران في سوريا. وحول موقف الدول الكبرى من الأزمة السورية أكد المشاركون تراجع الدور الروسي والتركي والأمريكي والبدء في الحديث عن الحل السياسي وحتى مع وجود نظام بشار الأسد، وأن هذا يأتي هذا في ظل تهميش الدور العربي ، فضلا عن راجع الدور القطري بالصعود الذي يقابله في الدور السعودي من الأزمة السورية . وتحدث الدكتور محمد السعيد إدريس رئيس وحدة العلاقات الإقليمية والعربية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عن الموقف الإيراني من الأزمة السورية، مؤكدا وجود خريطة سياسية جديدة بدأت تفرض في سوريا ومن أهم معالمها دخول حزب الله مباشرة في الصراع لدعم النظام السوري، وهو ما أدى إلى حدوث خلل في توازن القوى على الأرض، وخصوصا في مناطق هامة استراتيجيا وعسكريا. من جهته، أعرب أسعد سليمان نائب رئيس مركز بغداد للدراسات والاستشارات والإعلام، عن خشيته من أن يصبح العراق مهيئا للدخول في أزمة شبيهة لأزمة سوريا، مؤكدا أن الاستقطاب الطائفي الذي يشهده العراق حاليا ستكون له تداعيات خطيرة، وأن الفيدرالية في العراق أصبحت مهددة. بدوره، أشار محمد عز العرب الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى تأثر دول الخليج من تداعيات الأزمة السورية، مؤكدا أنه ستكون هناك امتدادات لهذه الأزمة في بعض دول الخليج. وأوضحت الدكتورة نيفين مسعد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الأزمة السورية تؤثر تقريبا في كل الدول العربية، مشددة على أنه لا حصانة أمام موجات المد الشعبي، مستشهدة في ذلك بالموقف الحالي في تركيا والمظاهرات التي تطالب بإجراء انتخابات مبكرة بها. وحذرت من تشرذم الجماعات المسلحة في سوريا، وقالت إن هناك تعقيدا شديدا في خريطة هذه الجماعات التي أصبحت تمثل عبئا على هذه الأزمة ، وأن سوريا ربما تتحول إلى (عراق إيران) باعتبار أن إيران متغلغلة في كثير من المفاصل والمناطق السورية، وأنه قد تتحول سوريا إلى أن تكون معقلا لنفوذ إيران، داعية دول الخليج إلى مراجعة موقفها من سوريا.