قامت صحيفة «ورلد تريبيون» الأمريكية بنشر مقالا مطولا عن موقف جماعة »الإخوان المسلمين« من حكم مصر على المستوى المحلي والدولي ، وخاصة من إسرائيل والولاياتالمتحدة ، مشيرة إلى موقف بعض زعماء «الجماعة» ومن ضمنهم الرئيس «محمد مرسي» ، من معاداة السامية واليهود ، حيث طالب «مرسي» في وقت سابق المسلمين بضرورة تربية أبناءهم على كراهية وإسرائيل. وقالت الصحيفة المهتمة بأخبار العالم العربي والشرق الأوسط ، أنه بالرغم من أن الإخوان المسلمين قد أعلنوا وقتها ان السبب الرسمي وراء الكراهية على اليهود ، هو قيام الجيش الإسرائيلي بإعتقال مفتي القدس آنذاك ، بالإضافة إلى الغارات التي يشنها جيش الدفاع الإسرائيلي على سوريا ، إلا ان الصحيفة اكدت على أن أي حدث صغير كانت «الجماعة» سوف تعتبره دافع للحث على كراهية إسرائيل ، مشيرة إلى قيام «محمد بديع» ، المرشد الأعلى للجماعة بإعلان «الجهاد» ضد اليهود في أكثر من مناسبة. وفي سياق آخر تحدثت الصحيفة عن موقف الجماعة داخل مصر ، منوهة إلى التدهور الإقتصادي الذي شهدته البلاد منذ تولي الرئيس مرسي وجماعته الحكم،في إشارة منها إلى اكثر من موقف دفعوا إلى الإضمحلال الإقتصادي الكارثي الحالي!. واضافت الصحيفة وفقا لما قالته التقارير الإقتصادية الرسمية ، والتي صدرت مؤخرا ، أن التصنيف الإئتماني المصري وصل بمقدار كبير إلى حالة غير مرغوب فيها ، فقد أصبح المستثمرون الأجانب لا يرغبون في الإستثمار داخل البلاد ، متابعة أن الإخوان وجدوا أنه من الأسهل التلاعب بعقول الجماهير الجاهلة فيما يخص الفكر الديني ، وخاصة في أعقاب وصولهم إلى الحكم وبداية مراحل التدهور الإقتصادي ، لمجرد أن يبعدوهم عن التفكير في المشكلات التي تواجه البلاد. وأكدت الصحيفة أن الإخوان المسلمين لن يكون امامهما سوى خيارين لحل الأزمة الإقتصادية الراهنة ، وخاصة بعد أن «توسل» الرئيس إلى دول مثل روسيا و قطر لتقديم معونة إلى بلاده ، ولكن من المؤكد لن تكفي هذه المعونات حاجة 90 مليون نسمة من المصريين. وفي هذا الشأن أكدت الصحيفة أن الإخوان المسلمين جماعة سياسية لها باع طويل في تاريخ المناورات السياسية الناجحة ، ولذلك فإنهم سوف يدركون أن «إذابة الثلوج» التي تراكمت مع إسرائيل ، سوف يكون الملاذ الوحيد للهرب من «الخندق الكارثي» بوقوع مجاعة في مصر ، مستبعدة فكرة لجوء مصر إلى حرب مع إسرائيل وخاصة لأنها تفتقر إلى وسائل الحرب الحديثة التي سوف تستخدمها الأخيرة. وأشارت الصحيفة إلى موقف الولاياتالمتحدة من الدولتين ، مؤكدة أن «واشنطن» لن تسمح لإسرائيل في سحق الجيش المصري ، بالإضافة إلى أنها لن تسمح لمصر أن تهزم «طفلتها الممدلة» أو كسر معاهدة «كامب ديفيد» معها ، ولذلك فإن الحرب بين الطرفين سوف تؤدي إلى نتيجة متعادلة ، الأمر الذي قد يؤدي فقط إلى توتر العلاقات بين مصر و إسرائيل ، حيث من الممكن و أن تدفع الثانية بقوتها إلى سيناء مرة أخرى بهدف تأمين معبر غزة. وفي النهاية أكدت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة لن تسمح بتطور الأمور لتصل إلى هذا الحد ، حيث انها لن ترغب في خسارة أيا من الدولتين المهمتين بالنسبة لها في المنطقة ، ولهذا سوف يبقى الحل الوحيد أمامها «امريكا» هو الدعوة لحلول و مناقشات لازمة بين الطرفين ، الأمر الذي لن تسمح «الجماعة» به ، خوفا على وضعها كجماعة سياسية مخضرمة ، بالإضافة إلى رغبتها في الحفاظ على مصلحتها المشتركة مع إسرائيل!