إنه "الخامس من"يونيو" الأليم " حيث ذكري مذبحة الأبرياء وماترتب عليها من إجتياح لجيش الدولة العبرية لسيناء المصرية والجولان السورية فضلا عن إحتلال الضفة الغربية في نكبة عربية أليمة اطلق عليها " النكسة". أتحدث عن ذكري النكسة التي تركت مرارة يصعب وصفها في ذاكرة الأمة العربية التي تمنت أن يتحقق الحلم العربي في زمن جمال عبد الناصر حيث تجربة القومية العربية وهاهي مجريات الأمور تصل بمصر إلي فقد سيناء في وضح النهار,ولابد من التذكير بتلك الأيام لأنها اظهرت معدن المصريين وقوة بأسهم لأن الجيش الذي هُزم في نكسة يونيو سنة 1967 هو نفسه الجيش الذي حطم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لايقهر في حرب اكتوبر سنة 1973 وقد صحح جمال عبد الناصر المسار بتغيير قيادات الجيش ومحاكمة من تسبب في الهزيمة وقد بدأ بنفسه" راغباً" في التنحي وترك سُدة الحكم لزكريا محي الدين في خطاب شهير كان من نتيجته أن خرجت الجماهير"ثائرة" رافضة التنحي تمسكا بعبد الناصر الذي أثرت فيه الهزيمة كثيراً وقد قيل أنه إنتهي سياسيا بعد نكسة يونيو ويحسب له تماسكه لأجل قيادة مصر نحو إزالة آثار العدوان ولكن لم تمهله الأقدار ليرحل في 28 سبتمبر سنة 1970 وسيناء اسيرة للإحتلال,وهاهي سيناء تعود لاحقابالحرب ثم السلام في عهد الرئيس السادات ,وتبقي مرارة النكسة صعبة النسيان ,وهاهي الإجواء في ذكري النكسة تحمل مرارة جديدة حيث الخوف علي سيناء وقد غَفل عنها حراس مصر حيث صارت مرتعا لأعداء الأمن والأمان والإستقرار لتلك البقعة الحيوية المؤثرة علي الأمن القومي المصري, ولابد من حل" ما" يكفل للجيش المصري أن يبسط سيطرته التامة عليها كي لاتكون تحت حوزة مصر شكلا دون سيادة حقيقية,وهاهي مصر في يونيو سنة 2013 تعيش في اجواء من الخوف علي حاضرها ومستقبلها وقد تلاحقت الأنباء عن مشاريع سدود أثيوبية للحد من تدفق نهر النيل بما يؤثر علي امن مصر القومي في مشاهد اقرب إلي ماحدث في نكسة يونيو سنة 1967 وقد فعلتها إسرائيل بصورة او بأخري لتبعث رسائل غير مطمئة لمصر مفادها أن في قوة مصر "خطر" مُحدق علي إسرائيل لتعاود الكَرة بعد إن أعادت سيناء محاولة طعن مصر بإنشاء سدود تحول دون تدفق ماء النيل نحو الشمال,وتبقي رسائل الخوف علي مصر تنشد من يعيها ليطمئن أمة أضحت في خطر في أيام عنوانها القلق,ويستمر السؤال المؤرق متي تنصلح الأحوال في مصر؟!