يستعد البرلمان الباكستاني الجديد لعقد جلسته الافتتاحية اليوم السبت وسط تحديات تتراوح من أزمة الطاقة إلى الانهيار الاقتصادي إلى تهديدات المتشددين الإسلاميين. وتأتي تلك الجلسة بعد ثلاثة أسابيع من انتخابات جرت في 11 أيار/مايو الماضي حصل خلالها حزب "الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز" بزعامة رئيس الوزراء السابق نواز شريف على معظم الأصوات ليحصل على 183 مقعدا في البرلمان المكون من 342 مقعدا. ومن المتوقع أن يعين شريف ، الذي تولى رئاسة الحكومة مرتين من قبل ، رئيسا للوزراء مرة أخرى في قرار ينتظر صدوره يوم الأربعاء المقبل. وحصل حزب "الشعب الباكستاني" الحاكم سابقا على المركز الثاني ب 39 مقعدا. ولعل المشهد الأبرز في جلسة اليوم هو عودة نواز شريف إلى مبنى البرلمان بعد 14 عاما من إزاحته عن منصبه من قبل الحاكم العسكري السابق برفيز مشرف في انقلاب أبيض عام 1999 . وتم نفي شريف إلى السعودية في عام 2000 وعاد في عام 2007 لكنه لم يخض الانتخابات البرلمانية. وقبل الاجتماع هنأ شريف شعب باكستان على الانتقال السياسي السلمي في البلاد وهو الأول في باكستان منذ 65 عاما. وقال شريف للصحفيين بعد عودته من مدينة لاهور شرق باكستان إلى إسلام آباد :"إنني سعيد للغاية لاضطلاعي أنا وحزبي بدور في الانتقال السلمي. آمل أيضا أن يجرى تغيير الحكومات في المستقبل من خلال أصوات الشعب. أعتقد أنها أكثر الطرق المتحضرة لتغيير الحكومات". ولم يبدأ الاجتماع كما كان مقررا في الساعة العاشرة صباحا بتوقيت جرينتش حيث انشغلت مختلف الأحزاب في عقد اجتماعات بين مشرعيها قبل الجلسة الرسمية. وفي الجلسة الأولى،سيؤدي الأعضاء المنتخبون الجدد بالجمعية الوطنية (مجلس النواب) اليمين. وتواجه الحكومة الجديدة العديد من التحديات من بينها نقص الطاقة والأزمة الاقتصادية وانتشار الحركات المسلحة بزعامة مقاتلي طالبان واستمرار الهجمات بطائرات أمريكية بدون طيار في المنطقة القبلية في شمال غرب البلاد. ويعارض حزب "الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز" والكثير من الأحزاب الأخرى التي لديها مقاعد في البرلمان الجديد تلك الهجمات. وفي أول هجوم من هذا النوع بعد الانتخابات قتل يوم الأربعاء الماضي ستة متشددين على الأقل من بينهم نائب رئيس حركة "طالبان الباكستانية" وهي منظمة تضم العديد من الجماعات المتشددة. وتم تعزيز الإجراءات الأمنية قبل الاجتماع وجرى نشر جنود من الجيش والشرطة في مختلف أنحاء العاصمة.