كثيرون هم من ينظرون لرياضة بناء الاجسام " كمال الاجسام" بعين الزهول و الفضول ، هؤلاء الرياضيون مفتولى العضلات ذوى الضخامة المبالغ فيها.. و قد يخطئ البعض بالاعتقاد ان بضعة اشهر او سنوات من التدريب و رفع الاوزان هى كفيلة بان تعطى اجسامهم مثل ذلك المظهر الجميل. من الجميل أن تتمتع بالصحة و اللياقة التي تجعل حياتك أفضل من الناحية الصحية و النفسية ، و لكن هل حصولك على جسم جميل لبعض الوقت يدفعك لتدميرك أعضاء جسدك الحيوية ؟؟ ، فللأسف هذه هي ضريبة الحصول على مثل هذا المظهر الجذاب و الخارج عن المألوف الذي عادة ما تراه في مسابقات بناء الأجسام و المجلات و على الشاشات ، فالأغلبية من هؤلاء الرياضيين بلجأوون إلى علاجات هرمونية مكثفة بهدف وصولهم لأقصى درجات الضخامة العضلية الممكنة لأجسامهم فى اقل فترة زمنية ممكنة. و معظم ما يستعمله هؤلاء الرياضيون من هرمونات صممت بالأساس لعلاج أمراض اضطراب الهرمونات الطبيعية ، و إعادتها إلى مؤشراتها الطبيعية بالكميات التي تتناسب مع طبيعة الجسم البشرى و لا تؤثر سلبا على قدرته على القيام بوظائفه الحيوية بعكس ما يقوم به لاعبي رياضة بناء الأجسام ، حيث يقومون بتناول هذه الهرمونات المؤثرة فى بناء الانسجة العضلية مثل هرمون الذكورة "التستوستيرون" ، و هرمون النمو "الجروث هرمون" ، و غيرها من الهرمونات بإشكالها سواء ما يوخذ عن طريق الفم فى هيئة حبوب او عن طريق الحقن العضلى بكميات أضعاف و أضعاف ما يفرزه الجسم البشرى بطبيعته ، مما يعطى ضخامة عضلية و سرعة فى بناء النسيج العضلى بمعدل اضعاف ما يقوم الجسم ببنائه بطبيعته ، و تكون النتيجة كالتالى : عضلات ضخمة ..و عدم اتزان هرمونات الجسم . ، مما يؤدى مع دوام الاستعمال الى تدمير قدرة الجسم الطبيعية على إفراز الهرمونات بنفسه و يدمر قدرته على التزام النسب الطبيعية لكل هرمون و يودى إلى تدمير الأعضاء الداخلية من قلب و كبد و كلى كاثر جانبى لاستخدام هذا الكم من الهرمونات الصناعية و غيرها من المواد الكيميائية السامة للكبد . بل و بعد ذلك تتم خسارة الجزء الأكبر من المكاسب العضلية بعد التوقف عن تقديم هذا الكم من هرمونات البناء للجسم! تظل رياضة بناء الأجسام من أكثر الرياضات شعبية و إقبالا و من أكثر الرياضات سهولة فى الوصول إليها نتيجة لانتشار النوادي الرياضية و صالات رفع الاثقال حتى في الإحياء المنخفضة نسبيا من الناحية الاقتصادية ، و يظل التدريب الفعال و النظام الغذائي المترابط و الالتزام هم مفتاح الوصول الى اللياقة البدنية المتميزة و العضلات المفتولة و القوام المتناسق ،ولا حاجة للعبث بصحتنا من اجل تحقيق غاية تحوى فى طياتها الضرر. فيجب التفرقة بين ما هو مفيد للجسد ككل و ما قد يسبب المتاعب و الاضرار الصحية المؤقتة و المزمنة على حد سواء تحت مسمى بناء الاجسام و اللياقة البدنية ، فلا طائل من الحصول على عضلات منتفخة بينما تئن و تشيخ الاعضاء الداخلية الحيوية نتيجة للتدخل الغير مبرر فى كيمياء الجسم و كيفية قيام اعضائة بوظائفها الطبيعية ، ففى النهاية للجسم البشرى نظاما خاصا اعده الله و قدره بما يحقق الفائدة و الاستمرارية له ولا يجب التدخل فيه ما دام صحيحا و معافا خاصة من قبل من هو ليس بصاحب علم او خبرة فى كيفية عمله و اسراره .