يتزايد الإقبال في المملكة العربية السعودية على رياضة كمال الأجسام وذلك في أوساط الشباب الذين تختلف أسباب لجوئهم إليها فبعضهم يمارسها طلباً للياقة والنشاط أما البعض الآخر فيرجع اختياره إلى الرغبة في بناء عضلات قوية وأجسام رشيقة تجذب إليها أنظار الفتيات. عام واحد فقط كفيل بأن تحصل بعده على جسد مفتول العضلات، والوصول إلى مرحلة "الكمال الجسدي" عن طريق التمارين المكثفة والمنظمة بالأوزان الحديدية أو الآلات الرياضية المصمصة لكل عضلة. إضافةً إلى تناول الغذاء بشكل مكثف يوازي حجم التمارين المؤداة، ويلجأ معظم الشباب إلى اختصار الزمن للحصول على جسد مفتول العضلات باستخدام العقاقير والهرمونات الطبية، دون وعي بما يترتب عليها من أضرار ربما لا تظهر في الوقت الحاضر إنما في المستقبل القريب. سالم أحمد شاب لم يتجاوز الثلاثين من عمره ظل يمارس رياضة "كمال الأجسام" لأكثر من 5 سنوات حتى وصل إلى مرحلة الكمال الجسدي والصحي "حسب قوله". يقول سالم "اخترت هذه الرياضة لأنني أهتم كثيراً بالشكل الخارجي، فضلاً عن أنها تساعدني في الحفاظ على صحتي بعيداً عن الأمراض". ولم يخف سالم لجوء بعض الشباب إلى ممارسة رياضة "كمال الأجسام" لجذب أنظار "الجنس الناعم" معتبراً أنها موضة الجيل الجديد فيما شدد على أن غرضه من ممارسة هذه الرياضة الشاقة لم يكن بهدف لفت أنظار الفتيات. في الجانب الآخر يكشف صديق سلطان سويلم أن لجوءه للحصول على جسد مفتول العضلات كان بهدف لفت أنظار الفتيات "قالها مبتسماً" لكن سرعان ما تراجع عن أقواله وأكد أن الهدف الرئيسي يكمن في الحصول على جسد صحي يحميه من الأمراض مؤكدا أن حصوله على جسد مفتول العضلات لم يستغرق سوى عام واحد فقط. وعن الأضرار الناجمة عن استخدام العقاقير والهرمونات الطبية قال المدرب المتخصص في رياضة كمال الأجسام هيثم الحربي أن "العقاقير والهرمونات المحفزة لبناء العضلات مضرة بصحة الممارس لرياضة كمال الأجسام حيث إن استخدام هذه المواد بشكل مستمر يمنع خروج البروتين من الجسم لزيادة الكتل العضلية، وبالتالي تؤدي إلى تلفيات للكبد والكلية ولذلك سميت هذه الرياضة ب "لعبة الموت" في حال أسيئت ممارستها. وحول نوعية الأغذية التي يتناولها ممارسو رياضة "كمال الأجسام" يوضح الكابتن محمد كنجو بطل المملكة عام 2009 في (الباور ليفتنج) و(الأرم ريسلينج) أن التغذية الجيدة والالتزام بالتمارين الصحيحة مع الصبر والراحة هي الأساس لبناء عضلة قوية، ولا تكتمل المعادلة إلا بهذه العناصر". ويضيف أن "رياضة كمال الأجسام لها العديد من الفوائد لممارسيها، خاصة إذا تمت ممارستها طبقاً للقواعد الصحيحة، وتحت إشراف متخصصين، مصحوبة بنظام غذائي غني بالبروتين يعتمد على المنتجات الطبيعية". ويؤكد الدكتور بدر الشيباني (أخصائي لياقة وتغذية والرئيس التنفيذي لسلسلة من المراكز الرياضية) أن الاعتماد على البروتين في التغذية يساعد على بناء العضلات بفعالية أكبر وبشكل أسرع وأنصح جميع ممارسي الرياضة بالإكثار من أكل اللحوم والأسماك وخاصة التونة". وأكد أن التغذية تلعب دوراً أساسياً في بناء الجسم، خاصة في رياضة كمال الأجسام فمهما كانت جودة التمرين ومهما كان المجهود ممتازاً فإن اللاعب لن يحقق النتائج المرجوة إلا عند اتباعه النظام الغذائي المناسب فمن غير البروتين الكافي يصعب بناء العضلة المثالية. حيث إن لاعب كمال الأجسام يحتاج ما يقارب 2 جرام من بروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم على سبيل المثال إذا كان وزن لاعب كمال الأجسام 80 كيلو جراما فإنه يحتاج حوالي 160 جراما من البروتين يوميا". وأضاف الدكتور الشيباني أن "من مصادر البروتين الأسماك الغنية بالعناصر الغذائية المهمة لجسم الإنسان والتي تعد من أفضل مصادر البروتينات عالية الجودة قليلة الدهون ويعرف عنها أنها غنية بمجموعات مختلفة من المعادن الهامة والأحماض الدهنية الأساسية (اوميجا 3) الضرورية للصحة ومن بين الأسماك تأتي "التونة" في القمة كونها أكثر الأسماك انخفاضاً في كمية الصوديوم التي تحتويها كما أنها مصدر جيد للبوتاسيوم والفيتامينات والمعادن الأخرى ومنخفضة في الكوليسترول والدهون المشبعة". وقال الشيباني "يلاحظ على لاعبي كمال الأجسام التوجه نحو تلك التونة المعبأة في عبوات بالماء والملح كونها خالية من الزيوت وتحتوي على نسبة ضئيلة جدا من الدهون وأيضا عالية في البروتين والعلبة الواحدة من هذا النوع من التونة تحتوي على ما يقارب 50 جراما من البروتين وقد توفر هذا النوع من التونة في السوق السعودية مؤخراً وبالتالي فإن تناول علبتين ونصف من التونة يغطي احتياج لاعب كمال الأجسام بوزن (65 كيلو جراما) بناء على المعادلة السابقة". وأضاف أن "أنواع اللحوم الأخرى تعتبر مصادر أساسية للبروتين. إلا أن لاعبي كمال الأجسام يتوجهون نحو التونة لأنها الأعلى في البروتين والأقل في الدهون كما أنها سهلة وسريعة للأكل ويسهل تخزينها في المنزل". وبين أنه لو قمنا بمقارنة 200 جرام من تونة بالماء والملح مع نفس الكمية من اللحم ونفسها من الدجاج نجد أن التونة هي الأعلى في البروتين. حيث تحتوي على 50 جراماً من البروتين، واللحم 42 جراماً، أما الدجاج فيحتوي على 44 جراماً". كما تكون التونة (الخالية من الزيت) الأقل دهونا حيث تحتوي على 2 جرام من الدهون فقط أما اللحم فيحتوي على 15 جراماً، والدجاج على 6.5 جرامات". وأشار الدكتور الشيباني إلى أن لاعبي كمال الأجسام يعتمدون على التونة بالماء والملح لاحتوائها على قدر من البروتين اللازم لبناء عضلاتهم مع أقل كمية من الدهون في الوقت ذاته