بعد إعلان القوات المسلحة عن تحرير الجنود السبعة عن طريق تفاوض المخابرات الحربية مع المختطفين، تباين رد فعل التيار الإسلامي بين من يرى أن الأمر جاء بفضل حنكة الدكتور محمد مرسى، وبين ضرورة حدوث عملية تنمية شاملة في سيناء. وعلق الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب "النور"، على إطلاق صراح الجنود المختطفين في سيناء قائلاً :" نحمد الله على توفيقه ونشكر كل من بذل جهدا وشارك فى إنقاذ هؤلاء الجنود، ونشارك الجنود وذويهم الفرحة بعودتهم سالمين. وأشار مخيون إلى أن هذا الحادث هو جرس إنذار وتنبيه على خطورة الوضع في سيناء مما يستدعى التحرك السريع على كافة المستويات، ووضع خطة شاملة لتطوير سيناء وإزالة كل الأسباب التي أدت إلى هذه الجريمة وغيرها. وأكد مخيون أنه يصعب على أى فصيل واحد أو حزب أن يقوم بهذه المهمة الصعبة بمفرده، مشيراً إلى أنها فرصة للمصالحة الوطنية ولم الشمل والتعاون الحقيقى بين كل أبناء الشعب من أجل الوصول بمصر إلى بر الأمان. وقال الدكتور نصر عبد السلام، رئيس حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية ، إنه لا يمكن التهاون أو التفاوض مع مجرمين، ويجب أن تستمر عمليات القوات المسلحة للقضاء على جميع البؤر الإجرامية في جبل الحلال بسيناء . وأضاف ، أنه لابد من بسط النفوذ العسكري على كل شبر في سيناء، مؤكدًا أنه يجب توجيه الشكر لكل من الرئيس مرسي والقوات المسلحة وشيوخ القبائل الذين ساهموا في حل الأزمة. وأوضح أن الإفراج عن الجنود يعتبر نصرا للدكتور مرسي، حيث استطاع حل الأزمة بدون أي خسائر سواء في الجنود المختطفين أو قوات الجيش أو أبناء سيناء. ودعا حزب الوسط، رئاسة الجمهورية إلى استثمار عودة الجنود المصريين السبعة الذين تم تحريرهم مؤخراً في سيناء، وتأكيد هيبة الدولة المصرية، من خلال الاستمرار في تطبيق القانون بكل حزم على الخارجين عنه لاستكمال بناء مصر ومن أجل إقامة دولة التعمير والقانون. وهنأ حزب الوسط ، الشعب المصري، ورئاسة الجمهورية، والقوات المسلحة، وجهاز الشرطة، والمخابرات العامة، على نجاح جهودهم في الإفراج عن جنود القوات المسلحة، والشرطة المختطفين في سيناء. وأكد الحزب على ضرورة استمرار رئاسة الجمهورية في تنمية سيناء وتعميرها، ومعالجة جروح أهل سيناء، وما تعرضوا له من ظلم من النظام القديم. وقال المهندس إيهاب شيحة رئيس حزب الأصالة السلفي، إن الإفراج عن الجنود المختطفين اليوم يرجع الفضل الأول فيه إلى الرئيس محمد مرسى الذي أدار العملية بحنكة شديدة وذكاء، وتوجه بالشكر إلى القوات المسلحة لدورها في تحرير الجنود المختطفين. وأضاف شيحة ، انه لأول مرة يتم التعامل مع قضية من القضايا الكبرى بهذه الطريقة، وأنه تم الحفاظ على كرامة المصريين بطريقة راقية. وتابع " إن هناك بعض القوى السياسية التي تاجرت بالقضية، فالبعض هاجم النظام بضراوة، والآخر ادعى انه يحمل لواء المفاوضات مع الخاطفين وانه من سيحرر الجنود وهذا أمر مرفوض. وذكر احمد مولانا، المتحدث الرسمى لحزب الشعب ، التابع للجبهة السلفية، أن مشهد الإفراج عن الجنود المصريين اليوم هو مشهد إيجابي، حيث تم الحفاظ على الجنود المصريين وفى المقابل لم تراق أى دماء مصرية أخرى. وأضاف بأن غضب أهالي الجنود من الرئيس مرسى يأتي نتيجة الشحن الإعلامي الذي تعرضوا له ، وتحميل الرئيس مسئولية كل شيء حدث في مصر. وأشار إلى أن الحل لما يحدث في سيناء هو السعي لوجود حل شامل لكل المشاكل التي يعانى منها أهالي سيناء، والإهمال الشديد الذي يتعرضون له. ومن جانبه قال خالد منصور ، نائب رئيس حزب الإصلاح السلفي:" إننا سعداء بالإفراج عن الجنود المختطفين، ولكن ما حدث هو علاج لعرض وليس علاج لمرض، ويجب أن يتم فتح الملفات الكبرى، حتى نضمن عمد تكرار هذه الحوادث مرة أخرى. وألمح منصور، انه حان الوقت لفتح ملف سيناء، والبحث في علاج المشاكل التى تعانى منها، وإيجاد حلول لها، والعمل على تنمية وتطوير سيناء. وأشار إلى انه يجب إعادة النظر في ملف تسليح الجيش و تطويره ، والتعامل مع موضوع حرس الحدود بشكل أفضل لأنه لا يمكن ترك حدودنا مستباحة بهذا الشكل. وطالب الدكتور باسم خفاجي، رئيس حزب التغيير والتنمية، الرئيس محمد مرسي بعدم انتظار كارثة أخرى، وأن يبدأ على الفور في تنمية سيناء وحل مشكلات أهلها وتطوير بناها التحتية وفرص الاستثمار بها، وبفتح تحقيق شامل عن أسباب حادث الاختطاف، وطريقة إدارة الدولة لهذه الأزمة، وعلاقة المؤسسات السيادية به، مطالبا ب"سرعة فتح هذا الملف حتى لا تصبح عمليات خطف المصريين عادة بما يضع هيبة الدولة على المحك". وذكر محمود فتحي رئيس حزب الفضيلة، أن هناك محاولة لتسويق صراع بين الجيش من جهة وبين التيار الإسلامي من جهة أخرى، وكأن الجيش جيش مصر والتيار الإسلامي هم الغزاة المعتدون. وأضاف فتحي، أن هناك محاولات مستمرة لزيادة التوتر بين القيادة السياسية والمؤسسات الأمنية، فضلا عن تحريض فصائل التيار الإسلامي لسحب دعمهم من الإخوان، على إثر مقاطع الفيديو للجنود المختطفين.