حمدي رزق: لماذا يجتمع مرسي بالإمام الأكبر والمفتي لحل مشكلة سيناء؟ حلمي النمنم: "سر المعبد" وراء عزل احمد مجاهد عن منصبه الخرباوي: الإخوان يتعبدون لله بأفعال النظام الخاص! أكد الكاتب الصحفي والإعلامي حمدي رزق أنه أول من استعمل المصطلحات الإخوانية التي أصبحت متداولة بكثرة الآن، ولم تكن معروفة من قبل، قائلاً أنه كتب عن الميليشيات الإلكترونية والتمكين منذ عام 1996، وكان الكثير لا يصدقون لأن الإخوان حينها كانوا في السجون، وكانوا يكسبون تعاطف الجميع معهم. ولفت رزق إلى أنه تعرض إلى حملات تشويه كثيرة بسبب ما يكتبه عن الإخوان، حتى أن البعض ادعى أنني مسيحي أسعى لتشويه الإسلام، والبعض الآخر قال أنني على علاقة بالأمن وأن ما أكتبه الأمن مصدره، وهي امور عارية من الصحة، فلو كان امن يعرف الإخوان جيداً لما سقط النظام بهذه السرعة. جاء ذلك خلال حفل توقيع رزق لكتابه "فتح مصر.. وثائق التمكين الإخوانية"، الذي يكشف عديد من الأسرار والحقائق بالمستندات عن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، كما يعرض لمخطط فتح مصر بوثيقة مكتوبة وموقعة لأعضاء مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين. واعتبر رزق أن كتابه بمثابة شهادة على الماضي، وتوثيق له، لافتاً إلى أن أصدقائه كانوا يصفونه "بزرقاء اليمامة" التي رأت الجنود وراء التلال وأخبرت قومها عنهم لكنهم لم يصدقونها. وتأسف رزق على عدم صدور مجلة "المصور" الاسبوع الماضي بعد 90 عاماً من الصدور المتواصل، ومع ذلك لم ينتبه أحد مؤكداً أن هذا هو ما يريد الإخوان الوصول إليه أن يفقدوا المجتمع كل قيمه الرمزية التي تشكل وعيه، ومحاولة تفكيك كل حلقات الدولة المدنية المستنيرة التي يجب التخلص منها في رأيهم، لأنهم يبزغون في الظلام ويعيشون في الأقبية المظلمة. وأكد رزق ان الفصل الأخير من كتابه يؤكد أن الإخوان سيرحلون كما جاءوا، فهناك انكشاف إخواني للشعب بأكمله، مشيراً إلى أن حركة "تمرد" الشبابية تزلزل كيان الجماعة. وتعجب من عدم توقيع البرادعي وحمدين على وثيقة "تمرد" التي هي حركة سلمية. لفت إلى أن محمد مرسي لم يكن موافقاً على ترشح الإخوان لرئاسة مصر في هذا الوقت، لكن التنظيم الدولي للإخوان وخيرت الشاطر، مع الألمريكان حسموا الأمر. واعتبر رزق ان خط القناة تحرر من الاحتلال الإخواني، مشيراً إلى ان الإخوان أصبحوا يتمتعون بسخط شعبي جم، حتى أن جريدتهم "الحرية والعدالة" أصبحت سبة في جبين من يتصفحها!. فالإخوان سيتحولون إلى فئة مطاردة في كافة بقاع الأرض. وتعجب رزق من اجتماع رئيس الجمهورية مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والمفتي لبحث مشكلة سيناء، واصفاً القرار السياسي بأنه متلكئ ومترنح، مؤكداً ان من خطف الجنود هم "الأهل والعشيرة". لافتاً إلى ان الأسماء التي أفرج عنها الرئسي بعفو رئاسي هم من يعيشون في سيناء الآن ويمارسون الإرهاب. كيف يقبل رئيس أن يذل جنوده، واصفاً الإخوان بأنهم "لعنة" أصابت مصر لكن مصيرها الزوال. أما عن مصر بعد الإخوان فأكد أن الأمور غير مبشرة بعد زوال حكمهم، وما بعد الإخوان برأيه يتوقف على وجود توافق حقيقي، لأن المشكلة ليست من يحكم مصر بل كيف يحكمها، معرباً عن خشيته من وجود عمر البشير آخر في مصر!. من جانبه قال القيادي الإخواني السابق ثروت الخرباوي أن الإخوان هم "خوارج" احتلوا مصر، فنحن لا نواجه فصيل وطني، بل احتلال الدليل عليه ما حدث لسبعة جنود مصريين تم اختطافهم ويعاملوا معاملة الأسرى. وروى الخرباوي أنه عام 1948 انطلقت رصاصة من أحد أفراد النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين تجاه احد القضاة وهو "الخازندار باشا"، وفي عام 1992 حدثت مناظرة في معرض الكتاب بين الدولة الدينية والدولة المدنية، وكان يمثل التيار الديني مأمون الهضيبي نائب المرشد حينها، الذي قال أن جماعة الإخوان تتعبد لله بأعمال النظام الخاص قبل الثورة. فكيف تتعبد جماعة بالرصاص والقتل؟. يواصل: لذلك ليس من المستغرب أن تنطلق الرصاصات إلى قلب القضاء المصري كله، لافتاً إلى أن شعار أن الجماعة تبحث عن اللفساد لتحاربه، قولة حق يراد بها باطل، لأن من يحاول إصلاح فساد القضاء يقدم آليات في مشروع القانون لمواجهته، لكن المشروع خالي من ذلك. ولفت الخرباوي إلى أن حمدي رزق وضع في ديسمبر 2005 على غلاف مجلة "المصور" وثيقة "فتح مصر" ورفع حينها خيرت الشاطر قضية على حمدي رزق واتهمه بتزوير الوثيقة، لكن حين نظر القضاء القضية حكم بصحة الوثيقة. اللافت للنظر – يواصل الخرباوي – أن محمد مرسي في استاد المحلة أثناء انتخابات الرئاسة وقبل الفوز بالمقعد قال أننا على وشك فتح مصر. بعدها بأيام في مؤتمر أمام مسجد عمرو بن العاص أشار إلى المسجد بأصابعه وقال: أقول لصاحب هذا المسجد أننا سنعيد الفتح الإسلامي لمصر. فهو يتحدث وفقاً للوثيقة اللتي كشفها حمدي منذ سنوات. وأكد صاحب "سر المعبد" أن من يريد قراءة الواقع فليقرأ الماضي الذي لم يغادرنا ليظل شاهداً على التاريخ. في كلمته أثنى الكاتب الصحفي حلمي النمنم على دار "نهضة مصر" التي أخرجت هذا الكتاب، ومن قبله كتاب "سر المعبد" للخرباوي، مؤكداً ان وزير الثقافة عزل د.أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب من منصبه، بسبب سماحه لمناقشة كتاب "سر المعبد" في معرض الكتاب الماضي. أكد النمنم ان وثيقة فتح مصر حقيقية، فالغخوان يعتبرون المصريين ليسوا مسلمين وان مصر ليست إسلامية، الإخوان برأيه لا يعنيهم الإسلام او مص، ومشهد الجنود المختطفين وبيان الرئاسة الصادر عنهم يدل على ذلك، فكيف يقول البيان الرئاسي أنه يجب الحفاظ على أرواح الخاطفين والمخطوفين!. وعدد النمنم مظاهر التمكين منها أن رئيس المجلس الأعلى للصحافة على حد قوله بدلاته شهرياً تصل إلى ثلاثة أرباع مليون جنيه، وأحد اعضاء مجلس الشورى صرف إلى الآن مليون و200 أف جنيه بدلات سفر!. وملف الصحافة والثقافة والإعلام موكل إلى رجل تخرج من معهد كفاية إنتاجية!. واستشهد النمنم بما قالته الصحافة في الأربعينيات عن الإخوان حيث وصفتهم بأنهم "راسبوتين مصر"، وعام 1954 وصفهم كبار الكتاب بأنهم "إخوان الشياطين"ويضيف النمنم أنهم ليسول مصريين لأنهم قبلوا الإهانة للجيش. داعياً إلى قراءة الكتاب الذي يكشف ماذا فعل الإخوان بالأزهر، والأمن، والجيش، والقضاء، والصحافة، والإعلام. قال المفكر القبطي كمال زاخر أن مصر بها أمر عجيب فهي تصل إلى حالة الموت لكنها لا تموت، طالباً من حمدي رزق أن يصدر كتاباً عن مصر بعين المستقبل، يرسم فيها وجه مصر بعد الإخوان، الذين هم جملة اعتراضية في سياق تاريخ طويل.