*كنت وأنا في السجن أري أنتهاء مرحلة مجلس شوري الجماعة *المشاركة السياسية يجب أن تكون بجوار العمل الدعوى والتربوى *سابقنا الزمن في الحاق بركب الأنتخابات بعد قبول تأسيس الحزب *المجلس السابق كان يتحرك باسلوب نمطي ويسير بنفس الخطي القديمة *في معركة الرئاسة كنت أحلم أن يكون هناك مرشح واحد رئاسي يمثل التيار الإسلامي *نبهنا علي الإخوان بفكرة المرشح الاحتياطي أو الاحترازي ما بين الحزب والجماعة والإنتخابات يوم الجمعية العمومية للجماعة الإسلامية : منذ عدة سنوات كنت أنتظر هذا اليوم وهو أن تختار القاعدة قادتها وتقرر رؤيتها الجديدة لأن تعاقد الجماعة الإسلامية فى الماضى كان على أهداف ووسائل تغيير معينة واليوم هناك أهداف ووسائل تغيير جديدة فلا بد من أخذ الموافقة من جديد وجمع التأييد والدعم من قاعدة الجماعة إلى قمتها التى تفوض فى إدارة شئون الجماعة , والعمل على تحقيق المهام الموكلة اليها على أحسن وجه وكنت فى فترة سجنى أرى أهمية ضبط حركة الجماعة من خلال الجمعية العمومية لانتهاء مرحلة تاريخية أدارها مجلس الشورى بشكل مطلق بما فيها من تحولات تحتاج إلى رضا القواعد العريضة من أبناء الجماعة .. ومن المفارقات أننى كنت قد انتويت الدعوة إليها قبل خروجى من السجن كى تسترد الجماعة الإسلامية عافيتها وتجتمع لتقوم بدور فاعل فى المجتمع فى رؤيتها السلمية الجديدة بعد مبادرة وقف العنف وكنت أدرك تماماً أن الجماعة الإسلامية لديها قدرة تنظيمية كبيرة على جذب أنصار جدد فضلاً عن عودة النشاط إلى أبنائها بشكل سريع إذا أُتيحت لها الفرصة للعمل بعيداً عن الضغوط الأمنية . ولقد تحققت الآمال بعد ثورة 25 يناير حيث فتحت الأبواب أمام ممارسة مساحات العمل المختلفة فكانت الجمعية العمومية التى قررت إختياراتها بنفسها وكنت أنتوى عدم المشاركة فى هياكل الجماعة خاصة أن سنى قد تقدمت وإننى أرغب فى أن يشارك الشباب فى قيادة الجماعة بشكل أوسع . وبالفعل أعلنت عدم رغبتى فى العمل التنظيمى ويكفينى الاحتفاظ بعضوية المجلس التأسيسى الذى له صلاحيات محدودة ولكنى فوجئت بأن هناك من أعضاء الجماعة من يطلب منى عدم الانسحاب من ذلك لأن المرحلة المقبلة دقيقة وتحتاج إلى تضافر الجهود .. ولقد استجاب بعض أعضاء الجمعية لرغبتى فاختاروا عدداً من القيادات الشابة فى حين صمم آخرون على اختيارى مع بعض زملائى القدماء وهو ما أدى إلى وجودى فى عضوية مجلس الشورى وتراجعت عن فكرة الانسحاب إستجابة لهذا المطلب وبشكل مرحلى . ولقد كانت سعادتى غامرة حين اختارت الجمعية العمومية العمل الحزبى والمشاركة فى الانتخابات وإنشاء الجمعية الخيرية إلى جوار العمل الدعوى والتربوى الذى تهتم بهما الجماعة منذ نشأتها وبهذا تكون الجماعة قد مارست حقها ودورها فى بناء المجتمع وفق آليات سلمية مشروعة نتمنى لها التوفيق والسداد . الحزب السياسى : عقد المجلس عدة جلسات لمناقشة الحزب السياسى تنفيذاً لقرار الجمعية العمومية فأسند إلى عدد من الأعضاء مسؤلية الترتيب لورقة إعلان مبادئ الحزب وأهدافه والمؤسسين له وتم بحمد الله الإعلان عنه فى مؤتمر إعلامى حضره بعض أعضاء مجلس الشورى ومن أراد من أعضاء الجمعية العمومية ولفيف من الشخصيات العامة والعديد من القنوات الفضائية والمجلات والصحف ووكالات الأنباء المحلية والدولية وتم والحمد لله فى شكل طيب بعد مجهود إعداد شاق فى وقت قياسى لتحضير وصياغة وطبع إعلان المبادئ وتمت إجراءات جمع التوكيلات طبقاً لما هو مطلوب من حيث الأعداد والانتشار فى المحافظات تمهيداً لتقديم الأوراق . ولقد تعرضت لأسئلة كثيرة حول لماذا لا تشكلون حزباً واحداً للتيار الإسلامى فأوضحت أن التعدد ظاهرة صحية الآن لأنها تؤكد على أن الإسلام ليس حكراً على فصيل بعينه وأن هناك تطبيقات متنوعة للرؤية الإسلامية يتسع لها الفقه الإسلامى فضلاً عن إمكانية التعاون بين أعضاء كل فصيل لأداء دوره ولا يتعارض كل هذا مع توحيد الجهود والتحالفات حول قضايا الأمة ومطالب الجماهير .. ومما لا شك فيه أن هناك قطاعات شعبية كبيرة فى عزلة عن المجتمع فإن تعدد الأحزاب ربما يكون سبباً فى حراك سياسى يحقق مشاركة أوسع نطاقاً . حزب البناء والتنمية في سطور : بعد ان تم إعداد الوثائق الخاصة بالحزب تقدمنا بالأوراق إلى لجنة الأحزاب التي اعترضت على الفقرة الخاصة بالشريعة الإسلامية واعتبرتها سبب جوهري للرفض وطلبت خزفها ولكن مجلس شورى الجماعة اجتمع وأصر على الإبقاء على الفقرة المطلوب حذفها وبالتالي تم عرض الأمر على الإدارية العليا التي قضت بأحقية الحزب في ممارسة دوره وأن هذه المادة لا تتعارض وصحيح القانون والدستور . والذي أحزنني أن المساحة الزمنية بين رفض الحزب من اللجنة وبين صدور الحكم تحركت أيادي أمن الدولة لتبث الشائعات وتحرض بعض كوادر الجماعة إلى الانضمام إلى أحزاب أخرى والتخلي عن حزب البناء والتنمية باعتباره متطرفاً !! وهذا لم يكن حقيقياً ولقد اثبتت الأيام أن الحزب يؤدي بطريقة إستحسنها كثير من الساسة وقادة الرأي في المجتمع . انتخابات مجلسي الشعب والشورىيوم صدور حكم المحكمة الإدارية العليا كان الوقت المتبقي على غلق باب الترشح عدة أيام قليلة فأسرع المسئولون في الحزب إلى تجهيز كشوف المرشحين في بعض المحافظات وحاولوا التنسيق مع قائمة الإخوان ولكن العرض كان مجحفاً بحق الجماعة ووزنها في الشارع إذ كان حزب الحرية والعدالة يريد أن ندعمه في مقابل ضمان مقعدين على رأس القائمة !! فرفضنا الفكرة وتم التنسيق مع حزب النور السلفي فتم نجاح عضوين على قواثم النور وكان الباقون وهم نحو إثنى عشر قد نجحوا على المقاعد الفردية . وهكذا تشكل المجلس ودخلت الكتلة البرلمانية لحزب البناء والتنمية إلى مجلس الشعب وقد كوّنت رؤية محايدة تقف فيها مع الصواب ونجحت في رأب الصراع بين حزب النور وحزب الحرية والعدالة وتنازلت عن حصتها في مسئولية اللجان داخل المجلس وطرحت رؤى أشاد بها المراقبون ولكن ملاحظتي على أداء المجلس أنه كان يتحرك باسلوب نمطي وكأنه امتداد لمجلس سابق دون أن يشعر المواطن بطريقة جديدة في أداء البرلمان سواء في طريقة العرض أو ترتيب الأ ولويات في التشريعات لصالح الفقراء وما أتمناه أن يكون في المستقبل دورات إعداد للبرلماني حتى يتفهم فيها اللوائح ويعبر عن حاجات المواطن من خلال القوانين والمشروعات التي يتقدم بها . معركة الرئاسة وقسوتها كنت أحلم أن يكون هناك مرشح واحد رئاسي يمثل التيار الإسلامي ولكن كان هذا من الخيال بعيد المنال فوجدت أكثر من مرشح مصمم على خوض الانتخابات ولا أريد أن أطيل هنا حيث كان الجميع يشعر بهذه المحنة من مجرد سؤال المواطنين لماذا لا تتوحدون لتضمنوا الفوز فلم نكن نجد إجابة سوى أن نسأل الله التوفيق إلى ذلك ولقد رأى حزب البناء والتنمية عدم تقديم مرشح والاكتفاء بدعم أفضل المرشحين او على الأصح أنسبهم لهذه الدورة .. وكان بوسع حزب البناء أن يدفع بمرشح عن الحزب وأيضاً يمكنه جمع التوقيعات لمرشح آخر فضلاً عن وجود نحو خمسة عشر عضواً في مجلس الشعب والشورى حيث يمكنهم المشاركة في دعم مرشح ثالث .. ولكن خرج علينا من الأجواء الإعلامية ما يؤكد أن هناك احتمالات شطب لمعظم المرشحين الإسلاميين مما دعانا إلى التنبيه على الإخوان بفكرة المرشح الاحتياطي أو الاحترازي ولم يكن الإخوان يصدقون أن مرشحهم الأصلي يمكن أن يشطب ولكنهم أخذوا في النهاية بنصيحتنا التي أسديناها إليهم مع غيرنا من الناصحين وتقدموا بأوراق الدكتور محمد مرسي فبقي بعد ذلك في السباق الرئاسي بعد مفاجأة وصول شفيق إلى الإعادة معه وكان يوماً مزعجاً وحزيناً بالنسبة لي حيث تأكدنا أن هناك كتلة قبطية كبيرة أعطته أصواتها وكذلك فلول الحزب الوطني ولولا ستر الله علينا في الإعادة بينهما والحشد الهائل الذي قامت به الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية على طول خط الصعيد لكان الأمر على غير ما نريده ولاشك أن وقوف بعض القوى الوطنية والثورية التي ترفض شفيق إلى جوار تأييد الرئيس مرسي كان له الدور أيضاً في تأمين الوصول بفارق تصويت نحو المليون صوت ولقد كاد قلبي يتوقف وأنا أستمع إلى مقدمة المستشار رئيس اللجنة العليا للإنتخابات وهو يعلن النتيجة فلقد كانت المقدمة حزينة ومأساوية إلى درجة كبيرة تساقطت فيها الدموع على الخدود واللحى وعلى مواضع السجود لله شكرا.في العدد القادمموقفي من جبهة الإنقاذ وأزمة القضاوةفنتظرونا