صدر مؤخرا كتاب "الابتكار طريقنا إلى الفوز" للمؤلفان تشانج يا تشين وتشانج وي ينج عن سلسلة "معارف" الصادرة من مؤسّسة "الفكر العربي". وبحسب كلمة الناشر : يتناول الكتاب ثقافة الابتكار بوصفها عملية نظامية تحتاج إلى جهود المجتمع كله، وعملية متواصلة تحتاج إلى المثابرة، وهي تقدّم أساساً لتنمية الشركات الكبيرة، وتشكّل عنصراً أساسياً في عملية التنمية المستدامة في زمن العولمة الاقتصادية.
وبحسب مؤلفي الكتاب تشانغ يا تشين نائب الرئيس العالمي لمايكروسوفت، وتشانغ وي ينغ رئيس كلية قوانجهوا في جامعة بكين، الابتكار له دورة طويلة تبدأ من الإدارة إلى التمويل وصولاً إلى تحقيق العائدات.
يتوزع الكتاب على تسع محاضرات ذات صلة بموضوع الابتكار ودوره واتجاهاته وأسسه وأساليب إدارته، ويستعرض المؤلفان دورة الابتكار وارتباطها بتغيرات خريطة الاقتصاد العالمي منذ ألفي عام، عندما كانت الصين مركزاً للاقتصاد العالمي، ثم انتقل هذا المركز إلى الولاياتالمتحدة في القرن العشرين، لتعود كلّ من الصين والهند في القرن الحالي إلى لعب هذا الدور المرتبط بعملية الابتكار والنهوض الاقتصادي.
ويقدّم الكتاب لمحة عن تاريخ الابتكار الصيني والمراحل الثلاث التي مرّ بها: الأولى وهي مرحلة "العمل الصيني الذاتي" المغلقة نسبياً وامتدت من العام 1949 وحتى العام 1978، والمرحلة الثانية التي أعقبتها مباشرة حين دخلت الصين عصر الإصلاح والانفتاح الجديد وحقّقت نمواً بمعدلات عالية وسريعة، تمثّلت في العقدين الأخيرين إذ تضاعف الناتج المحلي الصيني في العام 2007 بزيادة نحو 70 بالمئة أي ضعف ما كان عليه في العام 1978 أما المرحلة الثالثة فهي المرحلة الحالية وسيكون الابتكار الذاتي أساساً لها.
المحاضرات التي تضمنها الكتاب تدور حول الموضوعات التالية: "الابتكار طريقنا للنجاح في الحياة"، "مبدأ حياة شركة علي بابا"، "الابتكار في الأسلوب التجاري: لماذا محرك البحث؟"، "نظرة إلى الصين من خلال مستقبل وسائل الإعلام الجديدة"، "وسائل اتصالات الهاتف المحمول: سلسلة القيمة وابتكار الشركات"، "استثمار المخاطر: بناء مايكروسوفت للصينيين"، "الصين: فردوس جديد لإقامة المشروعات"، "شركات العلوم والتكنولوجيا والابتكار الذاتي"، "إنشاء نظام ابتكارعالمي".
ويركّز الكتاب على شروط الاستمرارية من خلال ابتكار العمل ورفع قدرة القيادة وفريق العمل، وتكوين قوة التماسك بابتكار نظرية القيم المتعلقة بإدارة العاملين وضمان التنمية المستدامة بالابتكار التنظيمي، إضافة إلى علاقة الشركات الحيوية والناجحة بمحركات البحث، واختراع الأسلوب التجاري لمحركات البحث التي أصبحت منتجاً يصنع عصراً وأسلوباً تجارياً جديداً وجاداً. فالصين لا زالت تتمتع بعدد كبير من الفرص في ظل الأزمة المالية حيث الركود والفرص، وأن الفرصة الأولى للصين تكمن في الأسلوب التجاري المبتكر الذي يتخذ تكنولوجيا تساعده على رفع إنتاجيته وقدرته على المنافسة، إضافة إلى أن الصين تتفوّق تفوقاً غير مسبوق لأنها تمتلك احتياطياً مالياً ضخماً بلغ تريليوني دولار أميركي من العملة الصعبة.
وفي نظرة إلى الصين من مستقبل وسائل الإعلام الجديدة، يؤكد المؤلفان أن تطور صناعة وسائل الإعلام الصينية تبشّر بمستقبل باهر، إذ سيتوجه عدد كبير من شركات وسائل الإعلام إلى سوق رأس المال خلال السنوات العشر المقبلة، خصوصاً وأن الصين تحتل المركز الأول في عدد مستخدمي التلفزيون والإنترنت وكمية إصدار الصحف، وقد ارتفع دخل الإعلانات الصينية 7 أضعاف وازداد إجمالي الناتج المحلي الصيني ثلاثة أضعاف، كما تنمو وسائل الإعلام الصينية الجديدة بسرعة تفوق سرعة نمو وسائل الإعلام التقليدية وهي تتفوق بعدد شركاتها المسجلة. لقد حقّقت الصين تقدماً باهراً على مستوى الخدمات التقنية، إذ احتلت القيمة السوقية ل "تشاينا موبايل" المركز الأول في قطاع الاتصالات في العالم، وأسهم الابتكار في دفع السلسة الصناعية نحو مزيد من التطور، إضافة إلى الخدمات المتطورة وجذب عدد كبير من الأكفاء في مختلف المجالات وتحديد اتجاه المختصين في الابتكار.