حكايات وطن

الفراق هو تاج الأقدار..ورد الحزانى على قبر الحبيب ..سورة يس تؤنس المسافر لدروب الخلود...شِباك قاسية تستسلم لهاالطيور المتعبة في مواسم الهجرة لتكون لحظة الوصول وهم جميل الفراق موت..قد يكون بلا مراسم..أو أكفان..ليزيد أوجاع الروح..عندما تسقط الأقنعةويتحول الفارس النبيل إلى قاطع طريق يحنث بالوعود..يحملها معه في حقائب الرحيل..بعد أن بعثر المشاعر..يفتش بين الحنايا والنياط..يقتحم خدرالحريم..يكشف المستور..ثم يرحل بلا وداع الفراق موت عندما ترحل الأحلام ..في وطن يهان..يتناوب فيه الغلمان دور الأبطال..يخطف فيه النخاسون بنت السلطان.. الفراق موت..عندما يرحل الشهداء بلا ثمن..وتختم صكوك البراءة بلا خجل..ويبكي المداد.. الفراق موت..عندما تغتال زهرات الربيع بقطار الأهمال الحقير قبل أن ترتوي من ندا الأيام..قبل أن تبتسم لمواسم الحصاد .. الفراق موت عندما تتلون الحرباء ..ترتدي كل أثوابها الزاهية تقفز عبر كل الوسائط متباهية لكنها أبدا ستظل ..زاحفة الفراق موت..ولكن وطني يتحدى بصمت ..بقوة الكاف والنون.بأقداره في الوجود..يتفرج على كل العناكب المتكاثرة..بخيوطها الواهية..بنسيجها المسموم..بطقوسها مبتذلة أمية الإحتياج ..بتعويذاتها جاهلية النحوت..فوطني لن يموت..لن يموت.