أكد الدكتور شريف حمدي أستاذ المخ والأعصاب بجامعة القاهرة أن "إم إس" يعد من أكثر الأمراض العصبية انتشاراً والمسبب الرئيسي للعجز عند الشباب، حيث تتراوح الحقبة العمرية التي تظهر خلالها أعراض المرض ما بين 25 حتى 32 عاماً، بمتوسط عمر 29 عاماً. وأوضح حمدي أن مرض "إم إس" يعتبر أكثر انتشاراً بين السيدات مقارنة بالرجال، حيث يبلغ متوسط معدل الإصابة حوالي حالتين من السيدات مقابل حالة من الرجال، ولكنه يتوقع لمعظم المصابين بالمرض معدلات عمرية طبيعية أو شبه طبيعية، وفي حالات نادرة جداً، يتقدم مرض المرض بضراوة شديدة ويسبب الوفاة. وأضاف حمدي أنه لم يظهر حتى الآن أي تحليل يمكننا الجزم من خلاله بوجود المرض أو عدم وجوده، ولا يمكن للتحاليل المتاحة تأكيد الإصابة بنسبة 100%، وعلى المستوى العالمي، يقدر متوسط انتشار مرض "إم إس" بحوالي 30 مريض بين كل 100 ألف شخص. ومن جانبه، أكد الدكتور هاني عارف أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، أن مرض "إم إس" مرض مناعي ذاتي يجبر جهاز المناعة بالجسم على مهاجمة الغلاف المحيط بالخلايا العصبية بالمخ والحبل الشوكي، مما يؤدي ذلك إلى تدمير النخاع وهى المادة الأساسية التي تعمل على حماية الألياف العصبية في المخ والحبل الشوكي. وأشار عارف إلى المرض يصعب تشخيصه، لأن أعراضه تظهر وتختفي سريعاً وقد تكون الفترات متباعدة بين ظهور الأعراض المختلفة. وعادةً يتم تشخيص المرض اعتماداً على ما يشكو منه المريض، ولكن الصعوبة تكمن في أن أعراضه تتشابه مع أعراض أمراض أخرى، فعادةً يذهب المريض لطبيب متخصص وليس طبيب اعصاب، فمثلاً إذا شعر المريض بمشاكل في الرؤية يذهب إلى طبيب عيون وإذا شعر بتعب جسدي يذهب إلى طبيب باطنة. أعراض المرض ضعف في أحد الأطراف (أو أكثر من طرف أحياناً)، فقدان جزئي أو كلي للرؤية المركزية، ويحدث ذلك عادةً في عين واحدة، كما يسبب الألم أحياناً أثناء حركة العين (التهاب العصب البصري)، رؤية مزدوجة أو اهتزاز الرؤية، وخز أو آلام في أعضاء الجسم المختلفة، الإحساس بصدمة كهربية، ويحدث ذلك عادة عند حركة الرأس إلى الأمام، الاهتزاز، عدم الاتزان أثناء المشي، التلعثم في الكلام، الإحساس بالتعب والإرهاق، الشعور بالدوار. وأوضح عارف أن مضاعفات المرض تتمثل في تصلب العضلات أو التشنجات، الشلل، وكثيراً ما يصيب الأرجل، مشكلات المثانة، والأمعاء، أو الوظائف الجنسية، تغيرات عقلية مثل النسيان أو صعوبة التركيز، الاكتئاب، الصرع. ويمكن تشخيص المرض عن طريق الإطلاع على التاريخ الطبي للمريض، والأعراض التي يشكو منها، وجراء الكشف على المريض من خلال تحاليل الدم، تحليل عينات السائل الدماغي الشوكي، الرنين المغناطيسي، اختبار استجابة الأعصاب، ويعمل هذا الاختبار على قياس استجابة المخ وإرساله للإشارات العصبية. ومن جانبه، أوضح الدكتور مجد فؤاد زكريا أستاذ المخ والأعصاب بجامعة عين شمس،"بالرغم من عدم وجود علاج شاف لمرض "إم إس" حتى الآن، إلا أن العقار الجديد خفض في معدل انتكاسات المرض بنسبة 50% مقارنة بحقن الإنترفيرون المستخدمة على نطاق واسع. وعلاوة على ذلك، انخفضت احتمالات تقدم المرض بنسبة الثلث مع العقار الجديد، دون التعرض لأي آثار جانبية خطيرة، وقد تم استخدامه لعلاج أكثر من 6300 مريض "إم إس" حتى الآن. وأشار زكريا إلى أن هناك حوالي 30 ألف مريض على مستوى العالم يستخدمون العقار الجديد، وهو متوفر حالياً في 70 دولة منهم: الولاياتالمتحدة وأستراليا واليابان وجميع أنحاء أوروبا بالإضافة إلى دول الشرق الأوسط مثل الأردن ولبنان، وتم استخدامه في علاج حوالي 73 ألف مريض "إم إس"، وهو الآن في المرحلة الأخيرة للتسجيل في مصر.