* أطفال الشوارع يعيشون في الصهاريج والقطارات المهجورة بسكة حديد طنطا *التعذيب وهتك العرض بداية الإستسلام وكسر النفس *جميع محطات مصربها توربينى لكن لايقتل *الأطفال نحن بلا مأوى والمأكل لذلك أصبحنا أطفال شوارع نحن " أطفال الشوارع وسكان الصهاريج وورش سكك الحديد" تلك هى الكلمات التى نطق الطفل "حقنة" الذى لم يتجاوز 15 عاما عندما سألناه هو وثلاثة آخرين يتراوح عمرهم مابين 12 الى 15 سنه من أنتم؟ عالم له قوانينه الخاصة التى تحكمه أهمها كسرالنفس من خلال هتك العرض حتى يكون هناك إستسلام وإنصياع للأوامر بالتسول وبيع المناديل وممارسة السرقة التى يصدروها لهم رئيسهم أوزعيمهم الذى كان فى الماضى مثلهم "طفل شوارع" وأصبح الأن هو رجل المنطقة وحاميهم. بمجرد أن تأتى بخاطرك فكرة الإقتراب من هذا العالم ومعرفة أسراره عليك أن تتأكد أنه لايمكنك الدخول بدون إستئذان أحد سكانه حتى يسمح لك بالقرب منهم وإلا ستكون فريسة وصيد لهم، وعندما أردنا التقرب منهم والتعمق فى عالمهم كان هناك رفض لمجرد التحدث معهم وبعد محاولات عدة إستمرت لنحو شهر حصلنا على الموافقة منهم التى سبقها سؤال ما المقابل ؟ بالإضافة لشرط لاتنازل عنه وهو أن يكون الجلوس معهم فى مكان بعيدا جدا خوفا أن يعلم رئيسهم أو المعلم - على حد قولهم - والذى سيكون العقابه لهم شديد بتعذيبهم بحرق السجائر فى أجسادهم وقد يصل لأفعال مخلة بالاداب بالإضافة لحصوله على المقابل المادى منهم. وبالفعل تم الإتفاق وتقابلنا معهم فى جو يسوده الترقب والحذروالخوف والقلق أكثر من الشفقة فهم من وجهة نظرالمجتمع نواة للبلطجة والإجرام رغم أن معظمهم وربما جميعهم ضحايا لذنب لم يقترفوه. أطفال بلا مأوي فيقول "فراره" الذي إلتقته شبكة الإعلام العربي "محيط " أننا كأطفال ليس لنا مأوى سوى الشوارع وصهاريج وورش السكه الحديد ونحن نستحق أن نعيش الحياة كما تعيشون أنتم، وما نحن فيه ليس لنا يد فيه فلم نجد من يحتضنا سوي أرصفة الشوارع وصهاريج السكة الحديد والقطارات المهجوره الممتلئة بالثعابين والحشرات وبرد الشتاء ويتحكم فينا من كانوا قبلنا فى وضع مثل الذى نحن فيه الأن كأطفال يقيمون بالتسول والسرقة . ويعرفنا بنفسه أن عمره 12 سنه وإسمه الحقيقى " أحمد " جاء من البحيرة لا يعرف له أبا ولا أما رباه عمه والذى كان يقسوعليه وحرمه من التعليم من أجل ان يعمل فى ورشة وفى نهاية اليوم يأخذ أجره مما دفعه للخروج فى الشارع منذ 3 سنوات واستقر به الحال فى محطة طنطا ليمارس السرقة والتسول وبيع المناديل فى القطارات والوقوف فى الطرقات لمسح السيارات. حقيقة الطفل مساحه ويأخذ طرف الحديث "مساحه" ليقول بأن عمله التسول ومسح السيارات فى الشارع بحكم أن سنه 12سنوات ولم يدخل هذا العالم الإ قريبا وأن الخوف دائما ملازمه أثناء تواجده فى الشارع خوفا من رجال الشرطة وأننا دائما نقوم بأخذ المبالغ المالية من المواطنين بعد إلحاح شديد ونعطيها فى أخراليوم للمعلم – رفضا ذكر إسمه - . مبينا أن إسمه الحقيقى هشام وأطلق عليه "مساحه" لقيامه بمسح السيارات ، جاء من الإسكندرية - رافضا ذكرتفاصيل أخرى عنه - مكتفيا بجملة ( أصبحت حياتى هنا مع هؤلاء الذين عرفنى بهم الزمن ). شمة تلقيت كل ألوان التعذيب ويقول السيد شمه 15 سنه تعرضت لكل أنواع التعذيب فى الشارع من حرق سجائروضرب وكل شئ تتخيله من جانب الكبار والمسؤلين عن المكان وعلينا تنفيذ الأوامرفقط ، ومن يعترض منا يتعرض للتعذيب بخلع ملابسه وحرقه فى أماكن حساسه وضربه وأحيانا قد يصل التعذيب للإغتصاب أمام أعين الجميع مثل ماكان يفعل التوربيني ، فمحطات سكك الحديد فيها التوربينى "الصغير الذى يكسرالنفس بدون أن يقتل". ماذا سمعتم عنه ؟ انه كان يغتصب الأطفال حتى يكسر أنفسهم وحتى يكونوا مطيعين بعد ذلك لأوامره ومن يعصيه يكون مصيره الموت ربنا مش يكتبها على حد منا. وبسؤالنا له عن الأوضاع التى تمر بها مصر الان؟ فضحك ضحكة إستخفاف مليئة شجعن قائلا ننام داخل القطارات المهجورة وورش وقطبان سكك الحديد والتى تستخدم وكرا لتوزيع المخدرات بكل أنواعها وممارسة جميع الأفعال الإجرامية وتقول لى أوضاع مصر ياباشا نحن فى عالم تجد فيه من يتخذ منا القطارات مسكنا له ومن يشم الكولة ويتعاطى الحقن والمخدرات ويغيب تماما عن الواقع ، لافتا أنه سمع عندما كان يمارس التسول فى أحد مواقف السيارات رجلان يتحدثا عن كلام كتبه كباروأن هناك أناس مختلفون معهم – قاصدا الدستور والإختلاف على مواده. حقنة كنت أعيش في أسرة محترمة ويواصل الحديث رابعهم "حقنه" 15 سنة قائلا أن القدرجاء به الى هنا - طنطا – منذ 5 سنوات حيث وقتها كان يعيش مع زوجة أبيه فى القاهرة وكانت تخرجه من المنزل علشان يأتى لها بالفلوس فكان يقوم ببيع المناديل فى رمسيس والقطارات المتجه للوجه البحرى والقبلى حتى فى يوم نزل فى محطة طنطا واستقر به الحال فيها فستقبلوه مجموعة من الشباب وقام بمرافقتهم والعمل معهم فى التسول والسرقة وبدء رحلة الشارع ليصبح من أطفال الشوارع. ماذا يفعل هؤلاء كل يوم يصبح علينا النهارنقوم بالتسول فى الشوارع من أجل فلوس وأكل ونأتى فى أخرالنهارمنا من يشرب السجاير ومنا من يشم الكوله وضرب الحقن ومنا يركب فى القطارات أى كانت وجهتهم ثم العودة ، موضحا أن منهم من دخل جمعيات ودورالايتام ورعاية الأطفال غير أنهم لم يكملوا فيها. وعن سؤالى لهم جميعا لماذا لم تذهبوا لأماكن أخرى قد تكون أفضل حالا وتجدون عملا تعملونه أفضل من التسول ؟ كان الرد من أكبرهم "حقنة" قائلا الناس تخاف منا ويرفضون أن نعمل لديهم ،و فى جميع محطات سكك حديد مصر الحال هو الحال سافرنا لغالبية محافظات مصرفجدنا أن طنطا أرحم بكثيرمن المحطات الأخرى واللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفوش!. قائلا جاء قبلك كثيرا لكن للأسف لم يفعل شيئا ..متسائلا هل عندك حلا لما نحن فيه؟ نحن تركنا أهالينا من أجل المأوى والمأكل ،هل عندك مأوى ومأكل؟ وعن سؤالنا أن الناس يخافون منكم وهذا سبب فى عدم إعطائكم نقود ؟ نحن بالفعل الأن أطفال شوارع نسكن الصهاريج وورش ومحطات سكك الحديد لكن فى الأصل لنا أهل كنا نعيش معهم لكن تدخل القدر ليجعلنا أطفال شوارع بسبب عدم وجود مأوى ومأكل فأطفال الشوارع فيهم السيئ والمجرم وفيهم الطيب والشرير ولكن أجبرتهم الظروفهم على ترك منازلهم وأسرهم وأسمائهم الحقيقية. جمعية رسالة الإحصائيات تقول عددهم 3 مليون طفل ويقول إسلام الكلاف – مدير الأنشطة بجمعية رسالة - أطفال الشوارع ظاهرة كبيرة في مصرعددهم في كثير من الإحصائيات وصل الي 3 مليون طفل وأيا كان العدد فهم طاقات مهدرة وطفولة ضائعة وعما قريب إن لم نتدخل سيكونون مشروعا للبلطجية وقطاع طرق وعصابات إجرام تنتشر في المجتمع. وأسباب تلك الظاهرة أسباب عادية جداً مثل الخوف من عقاب الأب أوالأم لحدوث شيء خاطئ أوهروبا من سيطرة البيت وتحكماته كما يعتقدون ومن ضمن تلك الأسباب أن الأسرة المنعدمة ماديا تقوم بدفع أطفالها للشارع من أجل أن يأتوا لهم المال لفقدان العائل او عدم وجوده معهم او وجودة لكنه يعلم اولادة التسول . العلاقات المحرمة وجود الأطفال في الشارع يؤدي بلا شك لنشأة علاقات محرمة وبالتالي تزداد الأعداد يوما بعد الاخر فأنت أمام طفل مشرد وضائع بكل ما تحمله الكلمة من معني لذلك اتجهت جمعية رسالة وسخرت إمكانيتها لخدمة هؤلاء الذين لاذنب لهم حيث بدأنا بمشروع أطفال الشوارع ونظرا لصعوبة الكلمة وقسوتها ففضلنا البحث عن كلمة افضل لهذا المشروع بإعتبارأن الهدف منه تحويل الأطفال من سكان شوارع بلا قيمة مجتمعية الي أطفال قادرين على الحياة فكان الأسم (أطفال قد الحياة ) وقمنا بعمل تدريبات وورش العمل وإجراءات تهدف للتعرف علي نفسية الأطفال و كيفية التعامل معهم عن قرب. المخدرات والتسول بداية الإجرام ويقول د. محمد رشوان – أخصائى إجتماعى – أن ظاهرة أطفال الشوارع من الظواهر المقلقة ومعظمهم – للأسف – ينحرفون فيتعاطون التدخين والمخدرات بل الكحول أيضا وقد تطور الأمر ليصل إلى حد الإجرام في عدد من الحالات. ولا أحد يستطيع أن يلومهم لوما مباشرا فهم ضحايا قبل أن يكونوا بلطجية وقطاع طرق ومتسولين ويرجع هذا لعوامل إجتماعية كثيرة كالطلاق والذى يعد أحد الأسباب الرئيسية لإستفحال هذه الظاهرة حيث أن إفتراق الوالدين يعرض الأبناء للتشرد ف 90 % من أطفال الشوارع لديهم آباء وأمهات وليسوا لقطاء. ثم الفقر.. فتدنى المستويات المعيشية وعدم القدرة على توفيرمتطلبات الحياة تجعل الأسرة تدفع أبنائها للعمل بالشارع من أجل مساعدتهم فى متطلبات الحياة. ويأتى فى المرتبة الثالثة المشاكل الأسرية ..فالأطفال بطبعهم حساسين وكثرة المشاكل بين الأب والأم تحدث توتر على الأطفال تجعل هناك قسوة فى التعامل معهم مما يؤثرسلبا فيجد بالشارع ملاذا لا بأس به بالنسبة لما يعانيه. وأكدت د. مى عبد الرؤوف عيسى – أستاذ الطب النفسى بكلية طب طنطا – أطفال الشوارع لديهم صفات مختلفة عن باقى الأطفال بمعنى عدم القدرة على التكيف مع ظروف الأسره من حيث الضغط وميوله للهروب من الرقابة والأوامر من الوالدين وأخواته الكبار وميوله لحب التملك بحصوله على فلوس وحب المغامرة وحب إكتساب خبرات جديده ومعايشته لحياة أخرى . كما يؤدى نزول الطفل للشارع والهروب من المنزل العنف فى المعاملة من جانب الأهل أو التميز بين الأطفال بتفضيل أحدهم على الأخرين وهذا يؤدى لإحساس الطفل بالغيرة وهروبه للشارع من أجل أن يجد نفسه والشارع بطبعه جذاب هذا الى جانب الفقروقلة الدخل والمستوى التعليمى وضعف الرقابة على الأطفال وقلة الإهتمام بهم . مسؤولية الدولة مبينة أن المسؤلية تقع على الدولة التى لم توفرمستوى حياة مناسب للأسرودخل يقدرون به أن يعيشون حياة ادمية على الدولة أن توفررعاية لأطفال الشوارع المتواجدين فى الشارع بإنشاء دورمعينة يعيشون فيها كما يحدث فى الدول الأوروبية والتى إنعدمت لديهم جملة أطفال شوارع واختفت هذه الظاهرة بقيامهم بكلف الطفل حتى 18 سنه ودفع مرتب شهرى لكافل الطفل فى تلك الدول الطفل هو مسؤلية الدولة أولا وأخيرا وعليها أن تقوم برعايته بغض النظر عن إذا كان والديه يريدونه أم لا.