بعد حوالي شهرين من الآن إيران على موعد مع السباق الرئاسي الذي سيحدد من سيخلف أحمدي نجاد في الحكم ، وقد بدأ العد التنازلي لتلك الانتخابات وخاصة بعد فتح الباب أمام المرشحين كما بدأ التكهن عن الرئيس الايراني القادم . فقد انطلقت أمس عملية تسجيل الراغبين للترشح لخوض الانتخابات الرئاسية الايرانية في دورتها 11، والتي من المقرر ان تجري في 14 يونيو / حزيران القادم ، حيث أصدرت لجنة الانتخابات التابعة لوزارة الداخلية بيانا أوضحت فيه ان عملية التسجيل ستستمر على مدى 5 أيام في مقر الوزارة بالعاصمة طهران. ووفقا للقانون الإيراني فإن الرئيس نجاد لن يشارك في هذه الانتخابات لان القانون يمنع الترشح لولاية ثالثة بشكل متتالي ، ونجاد يقضي حاليا ولايته الرئاسية الثانية . جدل سياسي وقبيل فتح باب الترشح احتدم الجدل السياسي بين الرئيس الايراني وتيار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي المحافظ المتشدد، وسط تحذير أمني للرئيسين السابقين المحافظ المعتدل علي أكبر هاشمي رفسنجاني والإصلاحي محمد خاتمي من إثارة احتجاجات شعبية. وحذر نجاد، في تصريح شديد اللهجة، مجلس صيانة الدستور الإيراني من إقصاء الإصلاحيين ومرشحه رحيم مشائي من قائمة الترشيحات لانتخابات الرئاسة. وقال "إن أي مشروع أو قانون يقوم على أساس إلغاء الآخر لا يكتب له النجاح وأي مشروع يبعد الأمة عن المشاركة في الانتخابات سيكون مصيره الفشل". وتوعد بكشف ملفات فساد خطيرة للناس اذا لم يكف المتشددون عن قرارهم بإقصاء رحيمي. في مقابل ذلك، طلب عضو هيئة رئاسة مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني محمد دهقان من نجاد كشف أسماء 300 مسئول متورط في الفساد الاقتصادي، والمفسدين المقربين منه. وقال للتلفزيون الإيراني "إذا كان الرئيس نجاد صادقاً فليوضح للايرانيين اسماء المفسدين لأن التستر عليهم هو خيانة للثورة" . مضيفاً "الرئيس نجاد يقول إن حكومتنا تشكل خطاً احمر، إذن هي حكومة معصومة ولكنها تحوي أسماء مفسدة". في السياق ذاته، توقع ممثل خامنئي في مدينة مشهد شمال شرقي إيران أحمد علم الهدى حصول اضطرابات معقدة في إيران على هامش الانتخابات أشد من الاحتجاجات الشعبية الصاخبة على إعلان فوز نجاد بولاية ثانية في انتخابات عام 2009. وخلال ابريل الماضي ذكرت صحيفة "واشنطن تايمز":" إن الحكام الإيرانيين باتوا يعانون من حالة من التوتر الشديد في الوقت الذي تستعد فيه الجمهورية الإسلامية لإجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو المقبل، آملة في تجنب الاحتجاجات الشعبية الضخمة التي اندلعت في الشوارع عقب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها عام 2009". وذكرت الصحيفة أن مخاوف الحكام الإيرانين تتفاقم في ظل وجود المعارضة الإصلاحية التي تدعو إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة، في حين يقول النقاد:" إن النظام الثيوقراطي يخطط لسرقة الأصوات". ودللت الصحيفة على توتر النظام القائم، قائلة: "لمدة ثلاثة أشهر، بدأت السلطات الإيرانية بشن حملة ممنهجة ضد المعارضة لتشويه رموزها؛ تحسبًا لانتخابات 14 يونيو، حيث ألقت الشرطة القبض على ما يقرب من 19 صحفيًا يعملون من أجل العقلية الإصلاحية بتهمة إثارة الفتنة. عشرات المرشحين وشهد اليوم الأول من فتح باب الترشيحات، تسجيل عشرات الأشخاص أسماءهم، أبرزهم حسن روحاني رئيس مركز الدراسات التابع لمجلس تشخيص مصلحة النظام، والذي قدّم نفسه بوصفه مرشح «اعتدال» قادراً على جذب التيارين الأصولي والإصلاحي، فيما حضّ رئيس حزب «مردم سالاري» الإصلاحي مصطفى كواكبيان بعد تقديم ترشيحه، على تنفيذ إصلاحات في البلاد. ويستمر تسجيل المرشحين حتى السبت المقبل، في وقت ما زالت الأضواء مسلطة على الرئيسين السابقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، وسط دعوات إلى خوضهما السباق، وهو الأول بعد انتخابات 2009 التي تلتها احتجاجات. ونقل موقع «عصر إيران» عن خاتمي إنه «لن يترشح»، فيما شدد رفسنجاني على أنه «لن يتردد»، وقال: «سأتقدّم (للترشح) إذا شعرت بقدرتي على إنقاذ البلاد من ظروفها القاسية». لكن علي يونسي وزير الاستخبارات خلال عهد خاتمي، الذي رافق روحاني خلال تسجيله ترشحه، قال انه تحدّث هاتفياً إلى رفسنجاني الاثنين، وإنه «متأكد» من أن الأخير لن يخوض السباق. واستدرك يونسي أن روحاني سيسحب ترشّحه، إذا خاض رفسنجاني المعركة. أما النائب روح الله حسينيان المؤيد للرئيس محمود أحمدي نجاد، فأعلن أن 90 نائباً وجّهوا رسالة إلى رفسنجاني، دعوه فيها إلى «شرح» تصريحات أدلى بها، منتقداً الحكومة ومعتبراً أن ايران «لا تملك سياسة حرب مع إسرائيل». كما رشح نفسه وزير السكن وبناء المدن السابق محمد سعيدي كيا لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة ايضا. كما حضر ايضا مصطفى كواكبيان في مقر وزارة الداخلية مسجلا اسمه للترشح لخوض الانتخابات الرئاسية في البلاد. ويعتبر كواكبيان من الناشطين السياسيين الاصلاحيين حاليا وكان نائبا في مجلس الشورى الاسلامي في دورته الثامنة وامينا عام لحزب "مردم سالاري" (السيادة الشعبية) ورئيس التحالف الشعبي للاصلاحات وكان من قبل نائبا لرئيس اللجنة المركزية لحزب "همبستكي" (التضامن). وكان نائب الرئيس الإيراني الأسبق صادق فايز زاده قد أعلن قبل فتح باب التسجيل عزمه الترشح في سباق الانتخابات. ونقلت قناة "برس تي في" الإيرانية عن زاده قوله إن قراره خوض السباق الرئاسي جاء استجابة للأصوات الجماهير العريضة التي تنادي بالتغيير. وأضاف زاده - الذي يعمل حاليا كأستاذ جامعي - أن خوضه الانتخابات الرئاسية يعد بمثابة خطوة نحو طرح المزيد من الخيارات أمام الناخبين، وذلك في الوقت الذي تخطى فيه عدد المرشحين المعلنين حتى الآن العشرين. وبعد انتهاء تسجيل الأسماء السبت المقبل، سيعلن مجلس صيانة الدستور مصادقته على أهلية بعض المرشحين، في مهلة تمتد حتى 23 الشهر الجاري، تليها حملة انتخابية تستمر ثلاثة أسابيع، وتنتهي قبل 24 ساعة من التصويت في 14 حزيران (يونيو) المقبل. وفي انتخابات 2009، سجل حوالى 500 شخص ترشيحهم، لكن المجلس صادق على أربعة مرشحين فقط. شخصية كرتونية وفي الوقت الذي بدأ الراغبون في الترشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية التقدم بطلبات الترشح إلى وزارة الداخلية، تنتزع شخصية كرتونية كل الأضواء من جميع المرشحين. ويعمل ناشطون ضمن حملة الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي على الفوز بأكبر حشد، لكن الحشد الأوضح حتى الساعة نجحت شخصية أخرى، ليست رياضية ولا اقتصادية، في جمعه. وذكرت شبكة ال "سي إن إن" الأمريكية أن الدمية التي تم اختيارها تقدم نفسها على أنها أفضل من الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد. الشخصية هي دمية متحركة تم اقتباسها من سلسلة موجهة للأطفال منذ عام 1990 بعنوان "القبعة الحمراء" على شاكلة برنامج "افتح يا سمسم". فقبل عامين، انضمت شخصية مثيرة إلى السلسلة وهي شخصية "الوالد بعيد" وهي شخصية رجل ريفي في الخمسين من العمر منافق وذليل ونذل، ولم تمض أسابيع على ظهوره حتى أصبح أكثر الشخصيات قبولا لدى الإيرانيين. وعلى فيسبوك، جمع "الوالد بعيد" أكثر من 5000 مناصر له ليتقدم للانتخابات، ويظهر في الصفحة وأخباره تشكل العنوان الأبرز للصحف، كما يحاور محطات التلفزيون العالمية ومن ضمنها CNN حيث التقاه المذيع المتقاعد لاري كينغ. كما أن الدمية المتحركة تجلس إلى يمين رجال الدين وأبرز الشخصيات التي تقرر مصير البلاد مثلما تظهر إلى جانب رئيس هيئة تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني. وتمثل الدمية إيران في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة حيث نشاهدها تقدم برنامجا عريضا للمجتمع الدولي تحت عنوان "الخروف الحي". أحد المقربين هذا وقد تناولت صحيفة «الجارديان» البريطانية، اليوم الأربعاء، موضوع الانتخابات الرئاسية في إيران، وذكرت الصحيفة أن عشرات الراغبين في الترشح أودعوا ملفاتهم، لكن القليل منهم يعدون مرشحين جديين بالنظر إلى وزنهم السياسي، بينهم حسن روحاني، كبير المفاوضين في الملف النووي سابقا، وقمران باقري، وزير الصحة السابق، والنائب السابق مصطفى كواكبيان. ولكن كاتب المقال يرى أن الرئيس المنتهية ولايته، أحمدي نجاد، يحضر أحد المقربين منه للفوز بمنصب الرئاسة. وأضاف الكاتب أن الأمر يتعلق بمدير مكتبه إسفنديار رحيم مشائي، الذي هو أيضا صهر الرئيس. ففي الأسابيع الأخيرة، لاحظ الناس أن مشائي أصبح يرافق أحمدي نجاد في زياراته الميدانية، وهو ما جعل المعارضين يعتقدون أن الرئيس يريد أن يدفع بصهره إلى منصب القيادة. ويصف المحافظون مشائي بأنه يمثل تيارا "منحرفا" في دائرة المقربين من أحمدي نجاد، حيث يضع القومية الفارسية قبل الإسلام. ويتوقع المراقبون أن يرفض مجلس صيانة الدستور ترشح مشائي، لكنهم يعتقدون أيضا أن الرئيس نجاد سيصارع إلى النهاية من أجل الدفع بصهره في الانتخابات المقررة في شهر يونيو القادم. وكان نجاد قد بدأ جولة جديدة في مدن البلاد قبل أقل من شهرين من الانتخابات، مما أوحى بتعليقه أهمية على الأصوات التي قد ينالها مرشّحه، في المدن والقرى الصغيرة التي ينأى عنها مرشحون آخرون. وما زال الرئيس الإيراني يضغط على مجلس الشورى (البرلمان) ليقرّ المرحلة الثانية من خطة رفع الدعم عن سلع أساسية، مما يزيد من مساعدة سكان المدن الصغيرة والقرى والأرياف البعيدة نسبياً من المناخ السياسي، قياساً بقاطني المدن الكبرى، ويعزّز حظوظ مرشح نجاد. صفات الرئيس القادم من جانبه حدد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، مواصفات الرئيس الإيراني المقبل، وقال إن الرئيس الذي سوف ينتخب خلال الانتخابات المقبلة ينبغي أن يتمتع بروح الصمود، وأن يكون له استراتيجية شفافة ومقبولة في المجالات الاقتصادية وأن يبتعد عن المشاحنات السياسية. وكانت وسائل إعلام إيرانية تناولت خلال ابريل الماضي ما وصفته ب "النقاط الأساسية لإجراء انتخابات نزيهة في إيران"، وحددت الصحف نقلا عن مسئولين الشروط الواجب توافرها في الرئيس الإيراني القادم. وقالت أحد الصحف الايرانية إنه بدون شك أن عدم رعاية المرشحين للأخلاق الانتخابية في الأنظمة الديمقراطية، يوجد ظروفاً وأجواء مشحونة تسلب فيها من الشعب القدرة على انتخاب الأصلح. وأضافت الصحيفة الطهرانية في افتتاحيتها التي حملت عنوان "النقاط الأساسية لإجراء انتخابات نزيهة في إيران"، أن تكريس المرشح جهده على تبيين برامج عمله، بعيداً عن التلاعب بالشعارات الواهية والوعود الكاذبة، سيسهل على الناخبين طريقة التصويت لمن يدلي بصوته، ويدفع بالحد الأكثر من جماهير الشعب صوب صناديق الاقتراع، كما أن التزام المرشحين والمسئولين على الانتخابات بأصول وقواعد المنافسة السليمة والأخلاقية، بصفتها الوسيلة للوصول إلي أسلوب وثقافة صحيحة في الحياة وبلوغ السکينة والهدوء والأمن، وضرورة انتباه الرئيس المنتخب إلى كل القضايا برؤية شاملة وبعيدة الأمد وبتخطيط صحيح.