القاهرة: قال الدكتور عبد الله عبد الرحمن نجل الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية بمصر إن السلطات الأمريكية تقوم ب "ممارسات تعسفية" بحق والده في سجنه بالولايات المتحدة، مطالبا المجلس العسكري المصري بالتدخل لإطلاق سراحه. وقال عبد الله ، في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرتها في عددها الصادر اليوم الأحد "تلقينا اتصالا هاتفيا من والدي أمس وأبلغنا فيه أن السلطات الأمريكية منعت عنه طعام الإفطار وجرعة الدواء الصباحي دون سبب واضح، كما أجبرته على غسل ملابسه بالكامل، بعد أن كان يرسل الملابس الخارجية إلى المغسلة ويغسل هو ملابسه الداخلية رغم كبر سنه وفقدانه لبصره، كما أنه أصبح مقعدا ويستخدم كرسيا متحركا". واعتبر أن ما يحدث لوالده هو "نوع من التدمير المعنوي والنفسي"، وعقابا على الوقفات الاحتجاجية التي تنظمها أسرته في مصر للإفراج عنه، مشيرا إلى أن الأسرة مستمرة في اعتصامها أمام مقر السفارة الأميركية بالقاهرة الذي بدأته قبل 45 يوما، وذلك حتى يتم الإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن. وقال عبد الله: "حصلنا على دعم من شيخ الأزهر، موافقة كل من وزارتي الخارجية والداخلية وجهاز الأمن الوطني والمخابرات ولم يتبق سوى موافقة المجلس العسكري على تقديم الطلب للإدارة الأمريكية". وأضاف: "مسئولو السفارة الأمريكيةبالقاهرة قالوا لنا إنهم لا يتعاملون مع أفراد وبالتالي فإن الطلب لا بد أن يقدم من قبل السلطات المصرية، والأمر كله معلق في انتظار موافقة المجلس العسكري". وأشار إلى أن والده نبذ العنف وظهر في وسائل الإعلام الأمريكية بعد تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 ليدين الحادث، وقال: "الشيخ أدان أن يقوم المسلم بأي أعمال عنف في البلاد التي يقيمون فيها، معتبرا أن من دخل أي دولة بتأشيرة فإنه يكون قد وقع عهد أمان مع تلك الدولة ولا يجوز له نقضه". وجدير بالذكر ان عمر عبد الرحمن يقضي حاليا عقوبة السجن مدى الحياة في سجن كلورادو بولاية نورث كارولينا بعد إدانته بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993. وكان القضاء المصري قد برأه من تهمة المشاركة في اغتيال السادات عام 1981، بعد أن جرى اعتقاله لأكثر من 3 سنوات وقتها، كما أعلن عبد الرحمن من محبسه تأييده لمبادرة وقف العنف التي أطلقتها الجماعة الإسلامية في مصر عام 1997، وأدت إلى وقف موجة الإرهاب التي اجتاحت مصر في ذلك الوقت. وتعتصم أسرة عمر عبد الرحمن أمام السفارة الأمريكية منذ 45 يوما، بعد أن نظمت عدة وقفات احتجاجية أمام مجلس الوزراء ووزارة الدفاع والسفارة الأميركية، وقابلت عدة مسؤولين دون إحراز تقدم ملموس على أرض الواقع فيما يخص ملف الإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن، كما شارك بعض قيادات الجماعة الإسلامية في بعض تلك الوقفات.