لم يتحمس قادة الإنقاذ الوطني لدعوة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة والتي سبق وأن نادَ بها أكثر من مرة، معتبرين أن الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة تعد أحد البدائل المطروحة عوضاً عن النظام الحالي الذي أثبت فشله وعدم جدارته بإدارة شئون البلاد. وأرجع قادة الإنقاذ عدم تحمسهم للفكرة حالياً لأمرين؛ أحدهما يرتبط بأنهم ارتضوا بالديمقراطية والشرعية التي أتت بالرئيس «مرسي»، مؤكدين على مواصلة النقد والمعارضة له والاتجاه للحلول الثورية للإطاحة به في حال استمرار تعنته وفشله في إدارة البلاد. أما الأمر الثاني فيتمثل في إيمانهم بأن دعوة أبو الفتوح إعلانه للفكرة لأول مرة من دولة قطر الحليف الإستراتيجي للأمريكان والأخوان أيضاً تثير الكثير من الشكوك. في حين لم يستبعد قادة الإنقاذ إمكانية نزول الجيش كأحد البدائل في حالة سيادة الضبابية والغيوم على المشهد السياسي المصري وانتشار الفوضى والبلطجة. وفي هذا الصدد أكد الدكتور أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية والقيادي البارز بجبهة الإنقاذ الوطني، أن المستقبل السياسي في مصر تخيم عليه حالة من عدم الاستقرار، مضيفاً أن الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة تعد أحد البدائل المطروحة في تلك الفترة. وأضاف «الغزالي» في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية «محيط»، أن دعوة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية والمرشح الرئاسي السابق لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ترجع لأنه كان أحد مرشحي الرئاسة ومن المتحمسين لتلك الفكرة، خاصة بعد تراجع شعبية نظام جماعة الإخوان المسلمين في الشارع. وأشار إلى أن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة تعد اعتراف ضمني من قوى المعارضة بشرعية مجلس الشورى الحالي وشرعية وقانونية الدستور المعمول به الآن. ونوه رئيس حزب الجبهة الديمقراطية بأنه من غير المستبعد نزول الجيش في حالة استمرار حالة اللا هدوء واللا استقرار التي تعيشها البلاد من أحداث عنف وفوضى، مشيراً إلى أن الانتخابات الرئاسية أحد الحلول المطروحة وليس أخرها. وأضاف عبد الغفار شكر، وكيل مؤسس حزب التحالف الاشتراكي الشعبي أن معارضة الرئيس وتوجيه انتقادات كثيرة له لا تعنى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ، مضيفاً أنه لا يجب التعجل والمطالبة بذلك؛ إلا إذا تكونت فكرة عامة لدى الرأي العم كله بضرورة إجراء انتخابات مبكرة. وأوضح في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية " محيط " أن رفضه لفكرة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لا يعنى التوقف عن نقد الرئيس ونظامه، بل الاستمرار وإذا وصل الأمر إلى ذروته يصبح إجراء الانتخابات أمر حتمي. وقال وكيل مؤسس حزب التحالف الشعبي، إننا نسير في طريق التحول الديمقراطي، وارتضينا بنتائج صندوق الانتخابات الذي أتى بالرئيس «مرسي» حتى ولو كنا نختلف معه، وبالتالي علينا احترام الديمقراطية. في حين أرجح المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، مطالبة الدكتور، عبد المنعم أبو الفتوح لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لها وجهان أحدهما ايجابي والآخر سلبي، مضيفاً أن الوجه الإيجابي يشير إلى أن المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة يعكس رفض قطاعات عريضة من المجتمع لحكم مرسي وتأكدها من فشله في إدارة البلاد فضلاً عن الكوارث الكبرى التي تسببت فيها جماعة الإخوان المسلمين. وأوضح أن الجانب السلبي يتمثل في أن اجراء انتخابات رئاسية مبكرة في ظل وجود قواعد ظالمة وفاسدة تحكم اللعبة السياسية من دستور معيب ومجلس شورى مطعون ومشكوك في شرعيته ، يضفي شرعية على هذه القواعد ويؤكد أن المعارضة تناقض نفسها . وأشار في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية «محيط» إلى أن أبو الفتوح قد سبق وأعلن دعوته لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة من دولة قطر، مضيفاً هذه مسألة عليها تحفظات كبيرة مما يؤكد أن الفكرة مدعومة من دول الخليج وبالتحديد دولة قطر الموالية للنظام الأمريكي. وتابع : علينا التأهل لاسترجاع الثورة وإعادتها لمسارها الصحيح، مشيراً إلى أنه إذا جاء أبو الفتوح أو غيره رئيساً لمصر في تلك الفترة سيكون أفشل من مرسي، مطالباً شباب القوى الثورية والسياسية لعدم الانسياق وراء تلك الدعوات البراقة حتى يغوصون في أعماقها ويعرفون مدلولاتها وخباياها.