قال يعقوب لابين, الكاتب الإسرائيلي في الشئون العسكرية والأمن الوطني, أن مصر وإيران تخوضان صراعا على السلطة بشأن نفوذهما وأهدافهما المتعارضة في قطاع غزة, ولكن يبدو أن مصر لديها اليد العليا. وفي تحليله المنشور بصحيفة «جيرزاليم بوست» الإسرائيلية, أشار «لابين» إلى أنه بينما تشعر طهران بالاستياء من الصمود النسبي لهدنة وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» وإسرائيل وتدفع الفصائل الفلسطينية المسلحة نحو انتهاك الهدنة, تقوم القاهرة بأقصى ما لديها لتعزيز الهدوء الذي ترى أنه يخدم المصلحة الوطنية المصرية. وفي غضون ذلك, قامت قطر باستثمارات على نطاق واسع في قطاع غزة ولديها نفوذ متزايد في غزة مع مساعدتها لنظام «حماس» في توطيد سيادته واقتصاده، ويرى الكاتب أنه نتيجة لذلك تتزايد التوترات بين التابعين للسُنة وهم مصر وقطر وتركيا، التي تسعى للحصول على نفوذ في القطاع أيضا، وبين إيران الشيعية. أكد «لابين» أنه من الأكثر سلامة افتراض أن «حماس» سوف تفعل كل ما يمكنها فعله للمحافظة على الهدنة وذلك لتتمكن من استكمال جهودها المبذولة لتعميق أسسها كحاكم لقطاع إسلامي يقع بين مصر وإسرائيل، كما أن «حماس» تستمتع بشرعيتها الجديدة في العالم العربي وستفضل الابتعاد عن حملة جوية إسرائيلية أو هجوم بري عليها. وأشار الكاتب إلى أن غزة تشتري الآن وقودها كاملا من مصر، نحو 30 مليون لتر شهريًا، وقامت قطر بالتبرع بثلاثين مليون لتر من الوقود للقطاع في العام الماضي ولكن التعقيدات في وصولها من مصر يعني أن 10 مليون لتر فقط قد وصل إلى غزة. واتهم «لابين» نظام «حماس» بزيادة الضرائب عبر القطاع لجمع الأموال لنفسه، وفي غضون ذلك تمضي « حماس » قدما مبدئيا مع برنامج الأسلمة، ضاربا مثالا بأن الشرطة تقوم بحلق رؤوس الشباب أصحاب قصات الشعر الغربية وإمرار قانون الفصل بين البنين والبنات في المدارس. وزعم الكاتب أن «حماس» خائفة من المضي قدما بشكل سريع للغاية أو بشكل كبير ومزعج لسكانها، مختتما بأنه يبدو كما لو أن طموحات « حماس » لترسيخ نفسها كنظام سوف يكون بمثابة قوة تقيدية على فكرها الجهادي، على الرغم من أن الحوادث غير المتوقعة يمكنها إزالة ضبط النفس هذا في أي وقت.