تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الأربعاء عددا من القضايا المهمة، مثل دور الإعلام في نقل القضايا المختلفة، ودور المرأة في الحياة السياسية. المرأة هي الحل ففي عموده «هوامش حرة» بصحيفة «الأهرام»، قال الكاتب الصحفي فاروق جويدة :"قلت يوما إن المرأة هي الحل وعلى الرجال أن يتركوا الساحة بعض الوقت للنساء فقد حكم الرجال العالم زمانا طويلا ولم يتركوا خلفهم غير الحروب والأزمات والدمار الذي لحق بالبشرية بسبب جنون السلطة". وأضاف "في ايطاليا أخيرا ثبتت الرؤيا وتم تعيين 7 نساء في حكومة واحدة في سابقة هي الأولي من نوعها في أوروبا وربما في العالم كله، النساء في ايطاليا أخذن وزارات العدل والشئون الاجتماعية والرياضة. ولأول مرة تحصل سيدة افريقية علي موقع في الحكومة وان سبقت فرنسا في ذلك حين قام الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي بتعيين سيدة من أصل جزائري وزيرة للعدل". وأوضح جويدة أن المرأة في ايطاليا تحتل مكانة خاصة في الواقع الاجتماعي، في الوقت الذي مازلنا في مصر نتحاور فيه حول مستقبل المرأة وهل تعمل أولا تعمل وهل تتعلم أم نتركها للأمية، خاصة أن اعلي نسبة للأمية في العالم بين نساء مصر حيث يوجد أكثر من 12 مليونا لا يقرأن ولا يكتبن، مشيرا إلى أنه في لجنة إعداد الدستور دارت مناقشات حادة وطويلة حول حقوق المرأة في الدستور. واختتم جويدة مقاله بتوضيح أنه قبل أن يعرف العالم شيئا عن حقوق المرأة كان الإسلام رسالة تكريم لها ولكن عصور التخلف وضعت المرأة في غير مكانها وأهدرت كل حقوقها في العمل والعلم والزواج والحرية ومازلنا حتى الآن نختلف حول نصف المجتمع والأمومة التي تقدم لنا المستقبل والزوجة والأم والابنة والأخت. إعلام النظارات السوداء وفي مقاله «إعلام النظارات السوداء» بصحيفة «الشروق» قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي إن الإعلام مسخ زيارة الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء لمنطقة شمال غرب خليج السويس لافتتاح مصنع للفيبر جلاس باستثمارات صينية، عبر إبراز صحيفتين في عناوينهما أن النشطاء استقبلوه في السويس بالملابس الداخلية، واعتبرتا أن الحدث الأهم في الجولة أن شخصين اثنين فقط من الغاضبين ظهرا في أثنائها بالملابس الداخلية، أما بقية الصحف فإنها ركزت على كلامه عن التعديل الوزاري والاتفاق مع صندوق النقد الدولي، فيما احتل الجانب المضيء في الجولة المرتبة الثانية من اهتماماتها. وأضاف "لا تفسير عندي لهذه المفارقة المحزنة سوى أن الإعلام في مصر ابتلي بعد الثورة بالنشطاء الذين أسقطوا المهنة من حسابهم، وانخرطوا في السياسة من باب المعارضة. وليتها كانت معارضة متوازنة تنحاز إلى الوطن وتميز بين الخطأ والصواب، لأنها تحولت إلى معارضة طفولية أو مراهقة لم تعد ترى الواقع إلا من خلال النظارات السوداء التي ثبتتها فوق الأعين، لكي لا تشاهد إلا كل ما هو بائس وكئيب ومحبط". واختتم هويدي مقاله قائلا "لي رأي سبق أن أبديته في الدكتور هشام قنديل الذي حمل مسؤولية أكبر منه بكثير، وكانت لي ملاحظات على أدائه وتواصله مع المجتمع، لكني أزعم أن ذلك لا يمنع أن نقدر جهده حين يعمل ونحييه حين ينجز، لأن ذلك كله يحقق صالح الوطن في نهاية المطاف، إن بعض زملائنا يضيقون بنقد الإعلام متعللين بأنه يقدم الحقيقة. وهذا المثل الذي بين أيدينا يدحض هذه الحجة، لأن الإعلام طمس الحقيقة وشوهها على نحو يتعذر افتراض البراءة فيه". وجهة نظر وفي مقاله «وجهة نظر» بصحيفة «المصري اليوم»، قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، "تناقلت وسائل الإعلام خبرا مفاداة أن اللجنة التشريعية بمجلس الوزراء أعدت مشروع قرار جمهوري بإنشاء (المجلس الوطني للتعليم والبحث العلمي)، إحدى الهيئات المستقلة المنصوص عليها في الدستور الجديد. وفي تقديري أنه كان من الأفضل أن يتم أولا تنظيم مؤتمر عام للتعليم والبحث العلمي، على غرار مؤتمر العدالة الذي يجرى الإعداد له حاليا، تدعى إليه وتساهم فيه جميع الأطراف المعنية والخبرات الوطنية المشهود لها بالكفاءة لوضع خطة شاملة لإصلاح منظومة التعليم والبحث العلمي في مصر، بحيث يأتي تشكيل (المجلس الوطني للتعليم والبحث العلمي)، المزمع، استجابة لتوصيات هذا المؤتمر، وأن يكلف بتنفيذ خطة الإصلاح الشاملة التي اعتمدها". وأعرب الكاتب عن خشيته إن تم تشكيل المجلس في ظل الظروف والأوضاع السائدة حاليا أن يتم اختيار أعضائه وفق معايير لا تختلف عن تلك التي اعتمدها وزير التعليم العالي عند اختياره أعضاء اللجان العلمية في الجامعات المصرية، التي ابتعدت تماما عن الموضوعية والحيادية. وقال الكاتب "مشكلات التعليم والبحث العلمي في مصر كثيرة ومتنوعة، ويكفي أن نلقي نظرة على ما يجري داخل الجامعات المصرية حاليا، الذي ينذر بانفجار ثورة طلابية شاملة، لندرك حجم هذه المشكلات". ورأى الكاتب أن مختلف أنواع الأمراض تفشت داخل الجسد الجامعي، وراحت تتراكم وتتفاعل حتى باتت الحاجة ماسة إلى عملية جراحية كبرى، وربما إلى سلسلة من العمليات الجراحية الدقيقة لإنقاذ مريض يشرف على الهلاك، ولا تقتصر هذه المشكلات على الجامعات العامة فقط، وإنما تشمل الجامعات الخاصة أيضا، كما لا تقتصر على جانب دون آخر، بل تشمل جميع الجوانب والأطراف: طلابا وأساتذة ومجالس وهيئات إدارية، ومكتبات ومعامل وأنشطة تعليمية وبحثية... إلخ. ولأن مصر في حاجة ماسة إلى إصلاح شامل لمنظومة التعليم، أظن أنه يجب التفكير جديا في مؤتمر عام للتعليم والبحث العلمي قبل التحرك في أي اتجاه.