الأخت الكريمة أنا سيدة في الرابعة والأربعين، متزوجة منذ 23 عاماً، أصبح أولادي شباناً. مشكلتي أن في نفسي نقمة كبيرة على زوجي أولاً وعلى نفسي ثانياً، فأنا أعمل منذ 15 عاماً، وأختار لنفسي أصعب أماكن العمل لأضمن لنفسي عائداً مادياً كبيراً. لكنني جنيت من ذلك أسوأ النتائج، فقدت جزءاً كبيراً من صحتي، وبت لاأقوى على النوم إلا بمساعدة المهدئات في كثير من الأوقات بسبب جو العمل المتوتر. عملي هذا وراتبي الجيد أمن حياة جيدة لأسرتي، مما جعل زوج لا يسعى خلال سنوات عمله الطويلة إل أي تغيير أو تطوير لنفسه. لأن راتبي كان دائماً يسد النقص . بالطبع بالإضافة إلى الإنفاق معه على المنزل بنسبة النصف وأحياناً أكثر،أنفق على نفسي كل شيء من أصغر الاحتياجات إلى أكبرها، وهنا أفقد شعوري بقوامته علي. هو يعمل بعمل لايريد أن يغيره او يتجاوزه إلى غيره لأنه يحقق له راحة جسدية ونفسية، ولأنه لايظهر له احتياجاً كبيراً في ظل وجود راتبي الذي يسد نواقص واحتياجات البيت والأولاد. كل من هم في مثل سنه ووظيفته وصلوا إلى مراتب أعلى يسعيهم وجدهم وبحثهم عن الأفضل، وظل هو الأقل مادياً بينهم ، فبيتنا الذي نسكنه لا يمكن أن يسكنه أحد من زملائه ، الفارق بين بيوتهم وبيتنا شاسع جداً حصلت بيننا على مدى العمر مناقشات كثيرة، حاولت فيها بشتى الطرق، بالحب -بالود - بالإقناع - باللجوء إلى الأقارب- بالرسائل المكتوبة-بكل وسيلة طيبة. كان يرفض خلالها أية فرصة جديدة، بل يرفض السعي إلى أية فرصة جديدة، وحين الح عليه كان الأمر ينتهي بمشكلة كبيرة، آخرها ، إن كنت تريدين التوقف عن العمل فافعلي، سأنفق عليك بهذا الذي أملكه.لكن لاتطالبيني بالتغيير فلن أفعل. تطورت أنا كثيراً على المستوى العملي والعلمي، وشجعني ووقف إلى جانبي، لكنه لم يفكر أن يفعل ذلك لنفسه. على مدار السنين كنت أتمنى أن أترك العمل، وأضعه في هذا الموقف الصعب. لأنه سيواجه مشكلات مادية حقيقية حينها، لكنني خفت على أولادي والتغيير الذي سيصيب حياتهم وشعورهم بأنهم أقل ممن حولهم، إنهم يشعرون بذلك مقارنة مع أصدقائهم الذين يعمل آباءهم كعمل أبيهم لكن في فرص أفضل، وأنا أحاول براتبي تخفيف حدة هذه الفروقات، فكيف وإن توقفت عن العمل نهائياً؟؟ يغضب مني كلما تحدثت بهذا الشأن ويتهمني بأني مادية جداً، وأنه لا يملأ عيني، ومع الأسف هذا صحيح، فأنا أرى بأم عيني حال أمثاله وحال زوجاتهم اللواتي يعشن بأحسن حال دون أن تضطر إحداهن إلى العمل والشقاء الذي قضيت فيه حياتي. أخذ العمل أجمل أيام العمر بسببه، حققت جزءاً من أحلامي على حسابي الشخصي، لأنه لم يتمكن من تقديم شيء لي. ما في داخلي نحوه نار تحت رماد. كنت أغطيها لتعود وتظهر ثانية لدى لقائي بإحدى صديقاتي اللواتي يتلقين الدلال من أزواج لديهن نفس شهادة زوجي ولكن بفرص عمل أفضل فتزداد نقمتي عليه وغضبي من نفسي إذ مكنته من استغلالي والراحة على حسابي طوال سنين. هو يريدني أن أرضى بما هو عليه، واحمد الله وأشكره عليه لأنه زوج مخلص محب ومتدين وبهذا أكتفي، ولاأطلب المزيد. هو لايدرك حتى الآن كيف صغر نفسه في عيني حين ارتاح على حسابي أنا المرأة، وكيف أحس النار تشتعل في داخلي لأنه اضطرني إلى قتل سنوات شبابي تحت وطأة العمل الشاق. والآن وبما انني قادرة على الاستقلال عنه مادياً كما أنا منذ 15 عاماً، وأولادي قد كبروا وهم واعون تماماً للمشكلة التي عايشوا فصولها عبر سنوات، ويعلمون أن أباهم ظلمني، ما الذي يدفعني إلى مواصلة هذه الحياة معه؟؟ أليس من الأفضل لكلينا أن ننفصل؟ هو يرتاح من لومي له ونظرتي إليه على أنه أقل من غيره كما يقول( رغم أنني لا أجرؤ على إهانته بكلمة) ولست ممن يفعل ذلك، لكنه يشعر بذلك، وأنا أستريح من شعوري تجاهه، فما دمت قادرة على تدبير أموري بنفسي فلماذا سأبقى معه أحترق بشعور الاستغلال؟؟ ساعديني يا أختاه هل أنا على حق؟؟ روان - دبي نعم أنت علي حق في كل ما تقولينه ، لكن تذكري سيدتي أن الكمال لله وحده وكم من رجال رزقهم واسع باتساع السموات والأرض ، لكنهم رغم ذلك يمتلئون بالعيوب والنواقص التي لا تخفي علي أحد كل ما يعيب زوجك هو أنه بلا طموح ربما لرضا أو قناعة بما رزقه الله وليس اتكالاً عليك هو مخلص لك ويحبك ويحب بيته وأولاده وهذه ميزة تتمناها أخريات حكمت عليهن الأقدار بزوج خائن ينفق جل أمواله علي نسوة أخريات أوله صحبة من أصدقاء السوء أو رجل مبتلي بالمخدرات ، أو غير ذلك ،من العيوب الجسيمة التي تحملها زوجات كثيرات . أانت من حقك أن تبحثين عن الراحلة ووتنظرين للأخريات اللواتي يرفلن في لباس النعيم لكن لا تخدعنك المظاهر صديقتي فما خفي أصعب ، انت في نعمة برجل يقدرك ويحبك ولا يفتعل المشكلات رجل هاديء الطباع ، العبرة ليست بالطموح من عدمه فليس كل رجل غير طموح هو رجل فاشل ، قد يكون زهداً قد يكون رجلاً خبر الدنيا وعلم ان التكالب عليها شقاء دائم . لا أعتقد أنك في حال انفصالك عن زوجك ستكونين سعيدة حتي لو كنت قادرة علي تحمل الحياة بمفردك لأن الحياة ليس عمل ورصيد في البنك فقط ، لأنك بحاجة إلي وجود رجل إن لم تكونين انت بحاجة إليه فأبنائك يحتاجونه ولا يحق لك أن تحرميهم منه لمجرد أنه رجل قانع بما رزقه الله ، يكفي أنه يتقي الله فيكي فلم يهينك أو يسء إليك يوماً ولا إلي نفسه ولا إلي أولاده . توقفي عن المقارنة بين حياتك وحياة الأخريات ، فمن ادراك بما ينقص الأخريات ومن أدراك انك لست موضع حسد للكثيرات من حولك ، يا عزيزتي لا تقيسي الحياة بمقياس المال وحده فهناك أشياء لا تشتري ، لأنها أهم وأغلي من المال . آفة الكثيرين من البشر أنهم لا يجحدون ما يملكون ويتطلعون لما يملكون و يحلمون بما ينقصهم والتطلع لما هو بأيدي غيرنا يفقدنا الإحساس بقيمة ما نملك من نعم ، وهو نوع من الجحود والنكران لمن وهبنا هذه النعم ، فنقضي وقتنا نلعن الحظ الذي سلب منا ما نستحقه وهبه لغيرنا ، فننسي واجبنا نحو الله الخالق والواهب لهذه النعم فلا نشكره فيزيدنا ، بل نعيش معتقدين أننا في نقمة . بحسبة بسيطة حاولي أن تتخيلي حياتك دون زوجك وتخيلين أن كل ما يفعله م أجلك حتي لو كان بسيطاً غير موجود ، ثم بعد ذلك قرري كيف ستكون حياتك ، سيدتي لا تضحي بالغلي من أجل الرخيص إن كان الله قد وهبك القدرة علي العمل وجمع المال فلا تلومين زوجك علي ضيق رزقه فالرزق يد الله وحده ، لا شك أن زوجك حتي لو انه يحمل شيء من السلبية فأنت أيضاً سلبية تجاهه وتجاه نفسك " من منا ما ساء قط ومن له الحسني فقط " لأنك لا ترين فيه سوي العيوب ، رجاء وازني امورك وحياتك ، وفتشي عن نفسك وعيوبها وأعيدي النظر بإيجابية لزوجك الكريم ، ولك تحياتي . عواطف عبد الحميد نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي تابعوا أوتار القلوب علي الفيس بوك