ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية في عددها الصادر اليوم الإثنين "أن الأردن وافق على فتح حدوده لإمداد المعارضة السورية بالسلاح الوارد من قبل المملكة العربية السعودية، وذلك في خطوة تزامنت مع تسلم عمان أكثر من مليار دولار من الرياض". وأضافت الصحيفة - في تقرير نشرته اليوم وأوردته على موقعها الإلكتروني - " إن هذا الأمر يمثل تغيرا وتحولا كبيرا في استراتيجية الأردن تجاه الأزمة المتفاقمة في سوريا" ، مشيرة إلى أنه يحاول بذلك احتواء تهديداتها على الحدود والعمل على إنهائها قبل أن تجتاح المملكة الهاشمية التي تعاني من ضائقة مالية.
وتابعت الصحيفة " إن دور الأردن كمعبر للأسلحة برز خلال الشهرين الماضيين، حيث سعت كل من المملكة العربية السعودية، ودول خليجية، إلى جانب بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية لتقديم المزيد من الدعم لبعض فصائل المعارضة، في محاولة لوقف تقدم المجموعات المرتبطة بتنظيم القاعدة".
وأكدت الصحيفة أن حملة تسليح المعارضة هذه تهدف إلى إلحاق الهزيمة بتنظيم القاعدة بصورة أكثر من كونها محاولة لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد؛ ومن المتوقع أيضا أن تثير هذه الحملة حفيظة الدول المجاورة،وفقا لمسئولين في عمان.
ونسبت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تقريرها إلى دبلوماسيين غربيين وعرب قولهم "إن الأردن يتعامل مع صعود تنظيم القاعدة على أنه تهديد لوجوده؛ كما يخشى المسؤولون في النظام الأردني من تعاظم قوة جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت على خلاف مع النظام الملكي وقاطعت الانتخابات البرلمانية هذا العام.
وتابعت قولها "وحتى هذا العام، كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين مترددا بشأن اتخاذ قرار مباشر في الأزمة السورية، وقد وافق على توصيل المساعدات إلى اللاجئين والمنشقين؛ لكنه لم يرغب في أن يكون في الخط الأمامي للمعركة خوفا من المخابرات السورية؛ إلا أنه عقب ضعفها، باتت المملكة الأردنية أكثر جرأة من ذي قبل."
وأشار الدبلوماسيون إلى أن الملك عبد الله يعتقد أن التعجيل بحل الأزمة في سوريا يوفر حظا أوفر للعناصر المعتدلة لهزيمة الأسد ووصولها إلى الحكم في دمشق. وقال دبلوماسي غربي "في حال تقدمت الجماعات والتيارات المرتبطة بتنظيم القاعدة على العناصر المعتدلة في المعارضة، فإن ذلك لن يكون في مصلحة أي طرف."
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية " إنه تم إرسال أسلحة خفيفة ومتوسطة إلى المعارضة مؤخرا عبر الحدود مع الأردن، عن طريق الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي آيه)، التي تدير برنامج تدريب داخل الأردن منذ أوائل عام 2012؛ كما وصلت بعض هذه الأسلحة من كرواتيا خلال العام الماضي على متن طائرات تابعة لسلاح الجو الأردني".