أكد رئيس مجلس الوزراء الأسبق، المرشح السابق في الانتخابات الرئاسية، الفريق أحمد شفيق، أن مصر تعاني من غياب المعارضة القوية التي تستطيع الدفاع عن حقوق الشعب، مشدداً على أنه لو كان وصل هو شخصياً إلى كرسي الحكم لكان دخل في حروب من أجل تلك المعارضة. وأشار شفيق في حوار على فضائية «القاهرة والناس» أن جماعة الإخوان المسلمين الذين وصلوا إلى الحكم الآن ويتهمون نظام الرئيس محمد حسني مبارك بالباطل كانوا يدخلون في صفقات مع الحزب الوطني المنحل، لافتاً إلى أن الصدام بين الطرفين بدأ في أعقاب تراجع النظام البائد عن وعوده بمنح أعضاء الجماعة 45 مقعداً في مجلس الشعب.
وسخر رئيس الوزراء الأسبق من جماعة الإخوان المسلمين، منوهاً أنهم وصلوا إلى سدة الحكم في مرحلة هزلية من تاريخ البلاد، تحتاج إلى الخبرة والفطنة الأمر الذي لا ينطبق عليهم لأنهم خريجي سجون كان يعمل معظمهم في تجارة الأكواب والثلاجات.
واستهزئ شفيق من البرنامج الانتخابي للإخوان ومشروع النهضة، موضحاً أنه لا وجود لهذا المشروع من الأساس لأنه نوع من الخيال وتخريف قام بإعداده 1000 شخص لا يفقهون أي شيء في أمور إدارة الدولة وشئون السياسة والاقتصاد التي تتطلب عقول مستنيرة.
وزعم الفريق أحمد شفيق أن جماعة الإخوان هم الطرف الثالث الذي يبحث الجميع عنهم، لأنهم شاركوا في سحل المواطنين وقتلهم بالاتحادية، كما شاركوا في إشعال الفتنة الطائفية بالخصوص والكاتدرائية، مضيفاً أن كل شيء أنهار بالبلاد منذ وصولهم للحكم.
وتوقع أن لا يكمل الرئيس محمد مرسي وجماعته فترة حكمهم للبلاد، بقوله أنه لا يوجد إنسان على وجه الأرض يملك «مخ» يمكن أن يقتنع أن الجماعة سوف تستمر بالحكم، معتقداً أن سياسة «العته» الموجودة في مصر سوف تستمر دون نهاية إذا استمر حكم الإخوان لها.
وفتح شفيق النار على الدكتور محمد مرسي، واصفاً إياه بمعلم «رياض الأطفال» في دلاله على ضعف خطابات الرئيس وعدم حنكته في تعامله مع الأزمات التي تمر بها البلاد، وإدلائه بتصريحات غير واقعية والتي كان أخرها عن جهاز المخابرات والشغل الأمني بمصر.
واستكمل شفيق هجومه على الدكتور محمد مرسي، موجهاً رسالة إليه بأنه يحاول أن يتعامل بتعالي ويستذكى على شعبه، وهو ينسى أن ال 90 مليون مصري لا يستطيع أحد الضحك عليهم حيث يمكن أن يعلموه هو وجماعته، خصوصاً أنه هارب من السجون على يد جماعات إرهابية.
وخاطب المرشح السابق للرئاسة الدكتور محمد مرسي بتوجيه نصيحة بأنه يحتاج إلي تعلم كيفية مخاطبة الجماهير حتى لا يسوء موقفه، خاصة بعد الحملة الشرسة التي يقوم بها ضد القضاة في محاولة منه للضغط عليهم لعدم اعترافهم بأن الرئيس منح لنفسه صلاحيات إعفاء شخصه من السجن.
وأعرب شفيق عن اعتقاده أن الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين لن يطول بقائهم طويلاً في الحكم وسوف يرحلون حتماً في نهاية السنة وقبل أن ينجحوا في مخططهم التآمري بإشعال البلاد وجذبها للوقوع في حروب أهلية.
وأشاد الفريق أحمد شفيق بالمجلس العسكري، واصفاً إياهم بالأسود الذين نجحوا في السيطرة على الموقف في مدن القناة، والتي أصبحت هادئة تماماً لمجرد وجود الجيش المصري فيها، وذلك على الرغم من انتقاده إياهم لتحميل المؤسسة أعباء أمور سياسية كثيرة كان من الممكن أن يتحملها أي جهة أخرى.
وقال شفيق أن المجلس العسكري لم يطمع في السلطة وتركها وتحمل جهد أكبر، وأنه يعتقد أن المطمع هو أن يرتدي القادة الزى المدني ليتولوا مهام الحكومة، إلا أنهم لم يفعلوا ذلك والدليل هو أن رئيس المجلس العسكري لم يرشح نفسه وكان من الممكن القيام بذلك.
وأضاف شفيق أنه لا يعرف الفريق أول عبد الفتاح السيسي كشخص لكنه يعرف عنه التوازن ، حيث اختير لهذا المنصب بمعرفة الإخوان على أمل خدمة مصالح الجماعة، موضحا أن نغمة انه إخواني تتناقص بسبب مواقفه، حيث أنهم لا يملكون الآن الإطاحة به، حيث كان ذلك ممكنا من شهر مضي، لأسباب لا تعلن إعلاميا .
وعاد شفيق للحديث عن قضية تزوير الانتخابات، حيث أعلن أن محادثة جرت بينه وبين كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق في فترة الانتخابات الرئاسية، للتباحث حول هذا الأمر، أكد فيها الجنزوري بأنه ليس لديه سلطة لمنع هذه الكارثة ما يعد اعتراف صريح منه بالتزوير لصالح مرشح الإخوان.
ودلل الفريق حديثة، بتأكيده على إنه قبل إعلان النتيجة ب 11 ساعة، جلس لتناول العشاء وسط مكالمات التهنئة والاستعداد للذهاب إلى القصر في اليوم التالي، ولكن وصلته مكالمة في الثانية صباحاً بمنع سفر كل من خيرت الشاطر وعصام العريان وصفوت حجازي وعصام سلطان -والكلام ليس خطأ-، وفي السابعة صباحاً وصلته أخرى من مطار القاهرة بأنهم تلقوا مكالمة تؤكد أن أي شخص من الأربعة يحاول السفر حتى الثالثة عصراً، يتم السماح له بدون شوشرة، حيث علم وقتها أن هناك تدخل من بعض الجهات لتحويل الدفة لصالح مرسي.
وفي ختام حديثه بكى شفيق على الوضع الذي وصلت إليه البلاد في الآونة الخيرة تحت حكم أشخاص لا عقل لهم، مؤكداً أن عودته ستكون قريبة جداً، ووفقاً لخطة وضعها في ذهنه سوف يعمل جاهداً من أجل أن يجعلها حقيقة على أرض الواقع.