وردت في فضل الصدقة أحاديث كثيرة نقتصر على بعضها. وأصل الصدقة مأخوذة من الصدق، ولهذا يلزم المتصدق أن يكون صادقاً، فإن كان كذلك فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن الله يقبل الصدقة بيمينه، ثم يربيها للعبد كما يربي أحدكم فلوه)، والفلو: هو المُهر. ومن أقوال محمد صلى الله عليه وسلم: -عن ابن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها)) متفق عليه. والمراد بالحسد: الغبطة وهو: أن يتمنى مثله، وهذا ما يؤكد على فضل الصدقة في حفظ المال من الهلكة والحسد واكسائه بروح البركة والخير والزيادة.
أقسم النبي عليه الصلاة والسلام -مع أنه قلما يقسم في الأحاديث- فقال كما رواه الترمذي وغيره: (ثلاثٌ أقسم عليهن: ما نقص مالٌ من صدقة...).
وقال صلي الله عليه وسلم " ما من يوم يصبح فيه العباد إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهام اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم اعط ممسكا تلفا" متفق عليه، وقال ايضا " كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضي بين الناس" صححه الألباني، وجاء في السنة أيضا "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله وذكر منهم: ورجل تصدق بالصدقة فأخفاها حتى لاتعلم شماله ما تنفق يمينه" متفق عليه.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتصدق بحبات العنب، فَيُسأل: وما تغني حبة عنب، فإنها لا تشبع ولا تروي ظمأ ظامئ؟ فقال: ( إن فيها مثاقيل كثيرة، قال الله عز وجل: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه والذرة لا ترى بالعين المجردة، فلو فعلت مثقال ذرة خيراً لوجدته، فما بالك بحبة عنب! فإن فيها مثاقيل كثيرة.
ويروى أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تعطر الدنانير والدراهم قبل أن تتصدق بها، فتسأل عن ذلك؟ فتقول: إنني أضعها في يد الله تبارك وتعالى قبل أن تصل إلى يد المسكين.