أكد المهندس أسامة كمال وزير البترول والثروة المعدنية أن الدولة تولى حالياً اهتماماً كبيراً للنهوض بقطاع الثروة المعدنية فى ظل ما يتمتع به من إمكانيات واعدة تؤهله لأن يكون رافداً مهماً فى الاقتصاد القومى. وأشار إلى أن وزارة البترول تنتهج حالياً إستراتيجية جديدة لتطوير هذا القطاع الواعد تتمثل محاورها فى طرح القانون الجديد لتنظيم العمل فى الثروات التعدينية والذى يعد خطوة على طريق تفعيل رؤية الدولة لتحقيق الاستغلال الأمثل لهذه الثروات تنموياً واقتصادياً ، بالإضافة إلى إعادة الهيكلة والاهتمام بتدريب الكوادر العاملة فى مجال التعدين، وإعداد خطة قومية لتطوير وإدارة الثروات التعدينية بالتنسيق مع بيت خبرة عالمى لتحديد الكميات والاحتياطيات وطرق استغلالها ودراسة إقامة مناطق تجمعات صناعية تعدينية تسهم فى تحقيق الاستغلال الاقتصادى الأمثل للخامات المتاحة وتوفير فرص عمل جديدة وإحداث تنمية شاملة بالمناطق المحيطة بالتجمعات.
جاء ذلك خلال تفقد المهندس أسامة كمال وزير البترول والثروة المعدنية والسيد خالد الأزهرى وزير القوى العاملة والهجرة لمشروع منجم السكرى للذهب الذى يقع على بعد 30 كم غرب مدينة مرسى علم بالصحراء الشرقية بمحافظة البحر الأحمر .
وأضاف وزير البترول أن اكتشاف وإنتاج الذهب فى مناطق الصحراء الشرقية وجنوب مصر يدعم الأنشطة الاقتصادية ويوفر العديد من فرص العمل فى هذا القطاع الذى يتميز بكثافة العمالة.
وتهدف الوزارة حالياً إلى زيادة القيمة المضافة لهذه المشروعات لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه المناطق التى تأتى فى إطار سياسة الحكومة لزيادة مستوى معيشة المواطنين بجنوب مصر وتحقيق العدالة الاجتماعية .
وأشار الدكتور مصطفى القاضى رئيس شركة السكرى لمناجم الذهب أن العمل فى مشروع منجم السكرى يشهد حالياً توسعات كبيرة من خلال تنفيذ المرحلة الرابعة التى يتم فيها تركيب مصنع جديد لمضاعفة الإنتاج تدريجياً من 8.1 طن سنوياً فى عام 2012 إلى ما يتراوح بين 14 الى 15.5 طن سنوياً بدءاً من عام 2015 لافتا إلى أن إجمالي إنتاج المنجم بلغ 19.1 طن منذ بدء التشغيل التجاري فى أوائل عام 2010 حتى نهاية عام 2012.
وأوضح أن احتياطيات الذهب بالمنجم بلغت 15.5 مليون أوقية تكفى لمدة 20 عاما وفق مستويات الإنتاج الحالية وتعد من أعلى مستويات الاحتياطيات عالمياً ، وأن إجمالي استثمارات المنجم التى تم اعتمادها من قبل هيئة الثروة المعدنية تبلغ حوالى 506 مليون دولار، و يتم العمل على استخراج الذهب من خلال أساليب التعدين السطحى والتعدين تحت الأرض الذى يستهدف المناطق ذات التركيزات العالية من خام الذهب بالإضافة إلى أنشطة الاستخراج بنظام الكومات وهو النشاط الذى يتم القيام به بالتوازى مع العمل فى المصنع للاستفادة من الخام ذو التركيز المنخفض.
ولفت إلى أن المشروع يضم 1240 عاملا دائما بخلاف فرص العمل غير المباشرة التى تصل إلى 2500 عامل فى شركات الخدمات المساعدة للمشروع .
من جانبه أوضح الجيولوجى يوسف الراجحى نائب رئيس شركة السكرى ومدير عام الشركة الفرعونية للذهب أن أنشطة البحث والاستكشاف فى المشروع تتواصل للعمل على إضافة احتياطيات جديدة حيث تم حفر 600 ألف متر فى جبل السكرى باستخدام أحدث معدات الحفر فى الصخور الصلبة بهدف الوصول الى التحديد الدقيق والتأكيد لمواقع وتوزيع الذهب.
وأضاف أن المصنع المقام بالمشروع لاستخراج الذهب من الخام يعتمد على تطبيق أحدث التكنولوجيات المستخدمة فى هذا المجال بطريقة آمنة وصديقة للبيئة .
من جانبه، أوضح الجيولوجى مسعد هاشم رئيس هيئة الثروة المعدنية أن إنتاج الذهب يتم تحت رقابة هيئة الثروة المعدنية من خلال مهندسين وجيولوجيين متواجدين بصفة دائمة فى المنجم لمتابعة جميع المراحل الإنتاجية وعمليات صب سبائك الذهب ، بالإضافة إلى مسئولى هيئة الدمغة والموازين ، وأن اللجوء للتصدير يأتى لعدم وجود معامل لتكرير الذهب فى مصر وأن هناك عددا قليلا من معامل التكرير على مستوى العالم لديها القدرة على تنقية وإنتاج الذهب وفقاً لاشتراطات الأسواق العالمية التى يتم بيع الذهب فيها حيث يتم إيداع قيمة مبيعات تصدير الذهب فى حساب شركة السكرى فى البنوك المصرية وذلك طبقاً للاتفاقية المبرمة مع الشركة الفرعونية لمناجم الذهب .
وأشار إلى أن التقنيات المتقدمة والمواصفات التى يتم العمل من خلالها فى منجم السكرى فرصة لبناء كوادر تعدينية متميزة لديها الخبرة والقدرة اللازمة لقيادة النشاط التعدينى فى مصر.