قال " دانيال نيسمان " المحلل الإسرائيلي السياسي لشئون الشرق الأوسط أن الجيش المصري أدهش عالم التكنولوجيا عندما أعلن عن إلقائه القبض على ثلاثة رجال مشتبه بهم في قطع كابلات الإنترنت التي تخدم الاتصالات والانترنت في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وآسيا. أوضح "نيسمان" في مقالته المنشورة بصحيفة " هافينغتون بوست " الأمريكية أن هؤلاء الثلاثة ليس من المحتمل أن يكون لديهم الدافع أو الذكاء لتحديد واستهداف الكابلات، ومن هنا يطرح المحلل سؤالا بشأن من الذي سعى لقطع الانترنت ويضع لذلك ثلاثة دوافع محتملة.
أما الدفاع الأول، أشار " نيسمان " أن المتابع للسياسة المصرية المتفجرة بعد الثورة يمكنه أن يلاحظ عدد من الجهات الفاعلة التي ستكون أكثر سعادة بفصل الدولة ذات ال 80 مليون مواطن عن العالم الخارجي، مؤكدًا أن المرشح الأكثر وضوحًا سيكون جماعة الإخوان المسلمين والتي أصبحت تحت انتقاد واضح من كل ركن من أركان الطيف السياسي من أجل فشل إدارة الرئيس " محمد مرسي " التي تدعمه.
كما أضاف أنه مع زيادة العنف السياسي ووحشية الشرطة والركود الاقتصادي فمن المرجح أن يكون هناك كثير من أعضاء الإخوان يريدون منع انتشار المحتوى المضر سياسيًا عبر الإنترنت، كما أنه جدير بالذكر أنه إذا كان هناك أحد في مصر يعرف موقع الكابلات سيكون وزير الاتصالات الحالي.
أما الدافع الثاني فيعود لعدد من الفاعلين خارج الحدود المصرية الذين سوف يتمتعوا بمشاهدة مصر والمنطقة مع نتائج قطع الانترنت، وتتصدر القائمة إيران وسوريا اللتان تسعيان لإلحاق الضرر الاقتصادي بالدول السنّية العربية في المنطقة لمساعدتها المتزايدة للمعارضة السورية.
وعن الدافع الأخير، قال المحلل أن التقارير تشير إلى أن الثلاثة المتهمين نفوا التهمة الموجهة ضدهم بينما تمتلئ منتديات الإنترنت بادعاءات أن الثلاثة كانوا يقومون بأداء أعمال الصيانة على سفينتهم عندما تم القبض عليهم، وعلى هذا النحو أنه من المحتمل أنه تم اتهامهم بشكل خاطئ من قبل الجيش بقطع الكابلات التي من الممكن أنه تم قطعها عن طريق الحركة الملاحية.
تحدث " نيسمان " عن إلقاء الحكومة والجيش اللوم على عناصر خارجية بشأن فشل الاقتصاد والبنية الخارجية في جهود لحشد الجماهير وراء تهديد مشترك، مشيرًا إلى أن الحكومات المتعاقبة سعت دائمًا لتحويل اللوم لجهات خارجية ومن ثم فربما يكون الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يتم الربط علنيًا بين المتهمين وقوة أجنبية غامضة.
واختتم المحلل مقالته قائلا:« مع وجود البحارة فقط على الساحة لمشاهدة القبض على الغواصين فهؤلاء الذين يسعون للحصول على إجابات لهذا الحدث غير المتوقع ربما يجدوا ذاتهم تحت رحمة فرع دعاية الجيش المصري ولكن مع دولة تعج بنظريات المؤامرة ربما لا يمكن الحصول على الإجابة الصريحة على هذا السؤال " من قطع الإنترنت عن مصر ؟ "