«البحرية» تتهم لصوص خردة بقطع الكابل.. ورئيس «الاتصالات» يبرئ المتهمين مهندس اتصالات يؤكد استحالة القطع إلا بمعدات ثقيلة.. والكابلات محمية بسبع طبقات الخبر الذى تداولته وسائل الإعلام أول من أمس، ونُسب إلى المتحدث العسكرى العقيد أركان حرب أحمد على، بشأن قيام القوات البحرية المصرية بضبط ثلاثة غواصين بتهمة قطع «كابل الإنترنت» فى منطقة سيدى بشر بالإسكندرية، قابله مهندس الاتصالات نائل الشافعى بتفنيدات علمية تثبت استحالة قيام أشخاص «عاديين» بقطع الكابلات، دون استخدام معدات ثقيلة، نظرا لكون الكابلات محمية بطبقات لمواجهة الظروف فى أعماق البحر المتوسط. المهندس المصرى الأمريكى فى مجال الاتصالات كتب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» أن كابل الإنترنت محمى بسبع طبقات ليقاوم الحوادث العارضة فى الأعماق، ومنها طبقات من البولى إيثيلين وشريط مايلار وضفائر صلب وحاجز من الألومنيوم وبوليكاربونات وأنبوب نحاس وجيلى نفطى. وأكد الشافعى أن قطع الكابلات يحتاج إلى معدات ثقيلة، ولم يستبعد أن يكون لهذا القطع علاقة بإعلان المسؤولين المصريين شراء حصة طارئة من الإنترنت من السوق السوداء، قد تصل عمولة شرائها إلى 400 مليون دولار، على حد تعبيره. لكن البيان الأول الذى أصدره المتحدث العسكرى ونشره على صفحته فى موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» جاء متعجلا بعض الشىء، ولم يحتو على أى تفاصيل، وهو ما تم التراجع عنه بعد فترة وجيزة، فنشر بيانا جديدا بعد ساعات من البيان الأول جاء فيه بتفاصيل الحادثة. البيان الثانى أكد أن الشركة المصرية للاتصالات أرسلت فاكسا فى التاسعة والنصف صباح أول من أمس، يفيد ملاحظة وجود قطع بالكابل البحرى (SMW4) على مسافة 750 مترًا من نقطة الإنزال الرئيسية بالشاطبى، وتم تحرك المهندسين إلى الشاطئ، حيث لوحظ وجود مركب متوسط الحجم وبعض الغطاسين بهذه المنطقة أمام الساحل بمنطقة الشاطبى، وأضاف أن القوات البحرية أخرجت لانشين بعد أكثر من ساعة فى اتجاه المنطقة المذكورة، حيث هرب المركب «البلنص» إلى منطقة قلعة قايتباى، وفى الساعة الثانية عشرة والربع هرب ثلاثة أفراد من القارب، ثم تم القبض عليهم، ووجد معهم فى «البلنص» ثلاثة أسطوانات غطس، علما بأنه قد تم إلقاء القبض على المتهمين لبعض المتعلقات بالبحر فى أثناء المطاردة بما فيها بدل الغطس. تحقيقات النيابة مع المتهمين الثلاثة أكدت أنهم غطاسون احترفوا جمع الخردة ومخلفات القوارب الغارقة، وهو نشاط ينتشر فى المدن الساحلية، حيث نفى المتهمون بقطع كابلات الإنترنت فى التحقيقات التى أجرتها نيابة شرق الإسكندرية أمس الخميس علاقتهم بأى قيادات سياسية أو آخرين استأجروهم للقيام بذلك، وأكدوا أن عملهم هو تجميع خردة السفن فقط وبيعها والكسب من ورائها. واعترف المتهمون بعدم نيتهم قطع كابلات الإنترنت حيث كانوا يقومون بالغطس لجمع مخلفات السفن الغارقة «الخردة» من قاع البحر، وأنهم حاولوا الهرب فى أثناء مشاهدتهم للانش القوات البحرية. بيان المتحدث العسكرى الأول أعطى انطباعا بوجود مؤامرة لعمليات مدبرة ومقصودة لعزل مصر، وهو ما تنافى مع البيان الثانى، ومع إعلان المدير التنفيذى للشركة المصرية للاتصالات محمد النواوى أن قطع الكابل تم بسبب اصطدام سفينة به، حيث أكد أنه وفقا لما لديه من معلومات حول قطع «كابلات» الإنترنت، فإن القطع نتج عن اصطدام إحدى السفن وهى مصرية الجنسية بالكابل، مما أدى إلى قطعه، مشيرا إلى أن الشركة ستتخذ إجراءاتها القانونية بشأن الحادثة بعد التقرير، وإذا كان متعمدا أو اضطرت السفينة لإسقاط الهلب بسبب سوء الأحوال الجوية. ولفت النواوى إلى حدوث قطع مماثل فى كابلين يوم الجمعة الماضى بواسطة سفينة أجنبية، بعدما قامت بإسقاط الهلب الخاص بها واصطدم بالكابل، مما أدى إلى قطعه بسبب سوء الأحوال الجوية.