يحيي الفلسطينيون في الداخل المحتل والشتات غدا السبت الذكرى 37 ليوم الأرض ، وسط مواصلة الاحتلال الإسرائيلي ابتلاع الأرض عبر سياسيات الاستيطان والتهويد ومد جدار الفصل العنصري ، ما أدى إلى انحسار أصحاب الأرض الأصليين داخل مساحات ضيقة. تعود ذكرى هذا اليوم الذي يحييه الفلسطينيون في 30 مارس من كل عام إلى 1976 بعد قيام الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة آلاف الدونمات "الدونم ألف متر مربع" من الأرض الفلسطينية ، خاصة في الجليل شمال فلسطين ، ما دفع فلسطينيو الداخل إلى إعلان الإضراب الشامل وحشد مظاهرات سلمية في تحد للاحتلال لأول مرة بعد النكبة ، وكان الرد الإسرائيلي عنيفا إذ دخلت قوات من الجيش الإسرائيلي مدعومة بالدبابات إلى القرى الفلسطينية وأعادت احتلالها موقعة شهداء وجرحى بين المدنيين العزل.
وقال غسان دغلس مسئول ملف الاستيطان في الضفة الغربية لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط إن إحياء ذكرى يوم الأرض من كل عام لتذكير الشعب الفلسطيني بأن هناك خطوات إسرائيلية يومية لتآكل أرضنا ونحن أمام عدو جبار يسرق الأرض ويهود المكان.
وأضاف دغلس أن الثلاثة أعوام الماضية شهدت عمليات استيطان واسعة للأرض ونتوقع أن تتسارع وتيرته هذه العام مع الحكومة اليمينية المتطرفة الجديدة ،مشيرا إلى تصريحات وزير الإسكان بزيادة عد المستوطنات.
هجمة شرسة وشهد العام 2012 هجمة شرسة على الأراضي في فلسطين، طالت الاعتداءات أكثر من 24 ألف دونم بالمصادرة، أو التجريف أو الحرق ، وصادقت سلطات الاحتلال على إقامة ما يزيد على 36 ألف وحدة سكنية تركزت في المستعمرات في محيط القدس.
وأكد غسان دغلس مسئول ملف الاستيطان " نحن لا نقف عند مواجهة هذه السياسيات بإحياء الفعاليات والمؤتمرات لكن هناك مسيرات سلمية رافضة لذلك ،وهذا قدرنا أمام عدو يملك كل الإمكانات".
ومن جانبه شدد رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس عصام عدوان عدوان على ضرورة وجود ردة فعل اتجاه المساعي الإسرائيلية التوسعية، مضيفا إن لم يتحرك الشعب الفلسطيني للدفاع عن أرضه ووقف التهام الاحتلال لها، فلا يتوقع من أحد الوقوف معه لإنقاذ أراضيه من التوسع .
أما مازن أبو زيد رئيس اللجنة الشعبية للاجئين بغزة فاعتبر "يوم الأرض" أول هبة جماعية تصرفت فيها الجماهير الفلسطينية بشكل جماعي ومنظم و حركها إحساسها بالخطر.
و اعتبر أبو زيد يوم الأرض معلما بارزا في التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني باعتباره اليوم الذي أعلن فيه الفلسطينيون تمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وتشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية وحقهم في الدفاع عن وجودهم رغم عمليات القتل والإرهاب والتنكيل التي كانت وما زالت تمارسها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني بهدف إبعاده عن أرضه ووطنه".
وطالب أبو زيد المجتمع الدولي بالوقوف موقف واضح و صريح نحو سياسة الاستيطان التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية في الاستيلاء على الأرض و محاولة طمس القضية الفلسطينية.
وأكد تقرير صدر عن جهاز الإحصاء الفلسطيني أن الإسرائيليين يسيطرون على أكثر من 85 % من أرض فلسطين التاريخية.
وأوضح الإحصاء الفلسطيني أن 11.8مليون نسمة يعيشون في فلسطين التاريخية يشكل اليهود ما نسبته 51% من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية للأراضي ، بينما تبلغ نسبة الفلسطينيين 49% من مجموع السكان ويستغلون حوالي 15% من مساحة الأرض.
ونوه جهاز الإحصاء بان ذلك يظهر أن المواطن الفلسطيني يتمتع بأقل من ربع المساحة التي يستحوذ عليه الإسرائيلي من الأرض.
خسائر فادحة وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تقوم بهدم المنازل الفلسطينية ووضع العراقيل والمعوقات لإصدار تراخيص البناء للفلسطينيين مضيفا "منذ العام 2000 وحتى 2012 تم هدم نحو1.124مبنى في القدسالشرقية ما أسفر عن تشريد 4.966 فلسطينينا.
ونوه بأن إجمالي الخسائر التي تكبدها الفلسطينيون جراء عمليات الهدم لمبانيهم في القدس قد وصلت نحو ثلاثة ملايين دولار وهي لا تشمل مبالغ المخالفات المالية الطائلة التي تفرض على ما يسمى بمخالفات البناء.
ويشير إلى أن سلطات الاحتلال أجبرت 303 مواطنين على هدم منازلهم بأيديهم، وشهد العام 2010 أعلى نسبة هدم ذاتي والتي بلغت 70 عملية هدم.
وبالنسبة لجدار الفصل العنصري قال انه يحرم أكثر من 50 ألف من حملة الهوية المقدسية من الإقامة بمدينة القدس ومن المتوقع أن يصل طوله نحو 780 كم، اكتمل منه 61%، وتشير التقديرات حسب مسار الجدار إلى أن مساحة الأراضي الفلسطينية المعزولة والمحاصرة بين الجدار والخط الأخضر بلغت حوالي 680 كم2 في العام 2012 أي ما نسبته حوالي 12% من مساحة الضفة الغربية.
وأعلنت لجنة المتابعة في الداخل الفلسطيني المحتل عن فعاليات في ذكرى يوم الأرض بتنظيم مسيرة مركزية غدا السبت في مدينة سخنين شمال الأراضي المحتلة التي سقط منها ثلاثة شهداء في أحداث يوم الأرض عام 76 بخلاف مهرجان خطابي في النقب.