قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن الحرب الأهلية السورية أصبحت تمثل تهديدا بشكل متزايد لاستقرار العراق وزيادة فجوة الانقسام الطائفي في بلد لازال يعاني من آثار الفوضى الذي خلفه الغزو الأمريكي عليه منذ عقد مضى. وأوردت الصحيفة - في مقال نشر على موقعها الالكتروني اليوم الخميس أن مسئولين عراقيين دقوا ناقوس الخطر خلال الأسابيع الماضية بشأن امتداد نطاق الصراع الدائر بين القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد وقوات المعارضة إلى خارج الحدود حيث قررت العشائر السنية المنتشرة على الحدود العراقية بعد بقائها على الحياد لأكثر من عام الانضمام إلى جهود إسقاط الحكومة العلوية السورية التي يقودها الشيعة.
كما أعرب عدد من المسئولين عن تصاعد وتيرة الاحتجاجات السنية العراقية التي استمدت إلهامها من الثورة السورية المجاورة لها والتي يمكن أن تتحول سريعا إلى ثورة شاملة تجتاح جميع المناطق التى شكلت معقلا للمتمردين السنيين خلال العقد الماضي.
من جانبه، قال على الموسوي المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء العراقي نورى المالكى:"سنكون الأكثر تضررا في حالة انتشار أعمال العنف بطريقة لا يمكن السيطرة عليها"، مضيفا"ما يثير قلقنا هو عدم وجود خطة للسيطرة على مجريات الأمور فى سوريا بهدف التوصل لحل سياسي سلمى أو إحداث نوع من التغيير يمكن إخضاعه للسيطرة".
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن الحكومة العراقية تنحصر بين إيران وهى جمهورية إسلامية شيعية قدمت دعما ضروريا للأسد ودول سنية تؤيد المعارضة السورية منها تركيا ودول الخليج العربى.
وعلى الرغم من انحيازه للشيعة في إيران في الكثير من الأحيان إلا أن نوري المالكي لايؤيد حكومة بشار الأسد بل " يعتقد أن الأسد أسهم في إشعال الحرب الطائفية في العراق من خلال سماحه بتهريب الأسلحة وعبور المقاتلين الحدود خلال العقد الماضي".
من جهة أخرى، أكد محللون ومسئولون أن رئيس الوزراء العراقي أبدى استعداده بغض الطرف عن الدعم الإيراني لبشار الأسد بسبب شعوره المستمر بالتهديد من احتمالية انتصار ثوار دمشق.
وقالت الصحيفة، إن "هذه القضية تعود بدول الخليج مرة أخرى إلى هذه المنطقة من الشرق الأوسط منذ حرب الخليج ولكن هذه المرة بطريقة تتخذ نمطا طائفيا عميقا"، مضيفة أن "هذه المرة تمثل فرصة للطائفة السنية العراقية للحصول على الرعاية أو الدعم ولكن في سياق استقطاب طائفي شديد الشراسة في العالم العربي".