ألقى المهندس أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط منذ أيام ، بقنبلة كان لها وقع الزلزال عندما أعلن في اجتماع عام أن الرئيس محمد مرسي أكد له أن جهاز المخابرات العامة لديه جيش من البلطجية يقدر بثلاثمائة ألف عنصر منهم ثمانون ألف في القاهرة !! وبغض النظر عن محاولة تلويث مثل هذا الجهاز الهام والحيوي لأمن الوطن ، فقد أضاف أبو العلا ماضي أن المخابرات تستخدم البلطجية لإثارة الفوضى أو ربما لاثارة القلاقل لا أتذكر ، المهم أنه وصف عملها بأنه ضد الاستقرار والأمن وضرب مثلاً بأحداث الاتحادية عندما تعدى مسلحون شرسون على المتظاهرين السلميين أمام القصر الجمهوري ؟! وبهذا يكذب ماضي الرئيس مرسي ذاته الذي قال في خطاب تال لواقعة تعذيب المعتصمين واحتجازهم خلف أسوار القصر الرئاسي وتقديم من في قبضتهم إلى النيابة ، أن هؤلاء ..أي الذين استخدموا السنج والمطاوي والخرطوش والشوم ضد المعتصمين ، قد حموا الشرعية !!؟
ومضى الرئيس قائلاً ان المقبوض عليهم قد اعترفوا بأسماء الجهات التي تحركهم وتلقى تمويلات منهم ، وهو ما ظهرت مجافاته للحقيقة تماما وأخلت النيابة سبيل من اتهمهم أنصار الدكتور مرسي بالعمالة والبلطجة واللعب لحساب أطراف معادية للشرعية ..وكنت اتمنى أن يُذكر المهندس ماضي السيد الرئيس باشادته بهؤلاء الذين استخدموا السنج والمطاوي في الاتحادية أما وقد اعتدنا على ما يقوله الرئيس ويتضح أنه على غير أساس وأن كان مايستوقفنا الآن هو ترديد الإتهامات للأجهزة الحامية لمصر وأمنها على ألسنة حلفاء جماعة الاخوان ، فالوضع لم يعد يحتمل المزيد من الحارة المزنوقة وخمسة ستة ثلاثة أربعة ولا القاء التهم جزافاً وقبل إجراء التحقيق في أحداث الاتحادية ثم التأكيد بأن أصابع تلعب أو تعبث في مصر دون توضيح الأمر ، والذي يتعلق حسب كلام دكتور مرسي بمصر وليس بالمقطم فقط وهو ما يوجب عليه أن يعلق كل تفاصيل المؤامرة العابثة علينا نحن المواطنين ومع التجاوز مؤقتاً عن كل تصرفات التيارات الدينية المتطرفة من حصار المحكمة الدستورية العليا وحتى آخر حصار على مدينة الانتاج الإعلامي وتهديد الجميع بكل ما من شأنه تكميم الأفواه ،فإن كارثة اتهام جهاز المخابرات بأنه يستخدم جيشاً من البلطجية كان لها وقع الزلزال فهذا الجهاز يرتبط في وجدان المصريين وذاكرتهم بأعمال بطولية ستبقى صفحة ناصعة البياض محفورة في سجل التاريخ المصري وهو ما سوف يصعب مهمة جماعة الاخوان في تقويض كل اركان الدولة لأخونتها تماماً ، وعلى سبيل المثال لا الحصر عندما كنت أعمل بالخارج تحدث أحد كبار رجال المخابرات الاسرائيلية عن هاجس الاسرائيليين بأنهم مخترقون من قبل مخابرات حزب الله اللبناني عقب معه ثلاثة عشر عسكريا اسرائيليا من صفوة الجيش هناك وذلك في نهاية الثمانينيات أو أوائل التسعينيات حيث قال : أنه نفس العرض المرضي الذي تملك من اسرائيل إبان حرب الاستنزاف حيث اعتقدوا بشدة انهم مخترقون من قبل المخابرات المصرية وذلك بالطبع من شدة ضربات مخابراتنا .
واذكر انه قال حرفيا تقريبا ..أن حرب الاستنزاف هي أطول وأشرس وأوجع خاضتها اسرائيل مع العرب !! وحرب الاستنزاف جرت اثر هزيمة 67 وقد تمسك الشعب بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر لتحويل الهزيمة إلى نصر ..نصر اكتوبر ، وكان لمخابرات بلدنا دور اساسي في ملحمة النضال .. بدءا من رفض الهزيمة وحتى تحقيق النصر .
لذا فإن ما قاله المهندس أبو العلا ماضي نقلا عن الرئيس مرسي يبدو وكأنه كلام آت من خارج حدود الوطن .. ننتظر توضيح الأمر !!.
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، ولا تعبر بالضرورة عن الموقع أوالقائمين عليه