الهدية دائما ما تعبر عن المحبة والتقدير خاصة إذا كانت من أجل ست الحبايب في عيدها ... و يعد عيد الأم من المناسبات الهامة فى المجتمع المصري بإعتباره عيداً للأسرة بأكملها حيث يتسم بتلك الحميمية والدفئ بين أفراد العائلة الواحدة الذين أجتمعوا فقط من اجل إدخال السعادة والبهجة على قلوب أمهاتهم .. ويظل السؤال الأشهر الذي يتكرر دائما بقدوم شهر مارس ، هو ماذا سأشتري لأمي أو لحماتي كهدية في عيد الأم ؟
ولمعرفة الإجابة على هذا السؤال إلتقت لهن بمجموعة من الأمهات المصريات لمعرفة أمنياتهن ورغباتهن اللاتي يردن تحقيقها في عيد الأم .
في البداية تقول السيدة إنصاف سيد علي 63 عاما إن تكريم الأم وجعل الإهتمام بها مقتصراً على يوم واحد فقط ونسيانها باقي العام لا يعد إهتماماً حقيقياً فالأم بحاجة إلى حنان وحب أبنائها في كل وقت إلا أنها إعتبرت يوم عيد الأم فرصة جميلة لجمع شمل الأسرة موضحة انها دائما تقول لأبنائها وزوجة إبنها انها لا تريد هدايا وبرغم ذلك انه عندما يجتمع أبنائها حولها ويقدمون لها هدية تعبرعن حبهم تشعر بفرحة غامرة وخاصة إذا كانت هذه الهدية في غير موعد عيد الأم لأن هذا يعنى لها أن اولادها دائما يتذكرونها ويريدون إدخال السعادة على قلبها مشيرة أن هذا العام يكفي فقط أنهم يلتفون حولها في سعادة وهذا شعور يعادل ألف هدية .
عيد الأم هاف تايم
بينما ترى سماح فوزي أن الهدية في حد ذاتها لا تعنى لها الكثير ولكن معناها هو الأهم لأنها تعني التقدير والحب والإحترام مؤكدة إنها لا تحتاج لهدية يقدمها لها أبنائها بشكل روتيني كل عام فلابد أن تشعر انهم قدموا لها الهديه حبا وتقديرا وليس أداء واجب مضيفة أن أفضل هدية تريد الحصول عليها هذا العام " هو ان يتحمل احداً من أفراد أسرتها جزء من مسؤولياتها في هذا اليوم لتخلد هى للراحة يوم واحد بعيدا عن الروتين اليومي من طبخ وغسيل ورعاية الإبناء مشيرة إلى أنه بالرغم من أن عيد الام إحتفالا جميلا إلا أنه قد يكون سببا في خلافات كثيرة بين الأزواج بسبب تكلفة الهدية .
وأكدت الحاجة أم أحمد 65 سنة إنها تنتظر عيد الأم من العام للعام لأن أبنائها يقطنون فى محافظات مختلفة ويجتمعون عندها دائما فى الأعياد والمناسبات ولكن للأسف دائما ما تقتصر هداياهم لها على أدوات المطبخ وكأنها ستقضي ما تبقى من العمر فى الغسل والطبخ ولا يقدرون حاجتها مثلا للخروج معهم او السفر لمكان جميل لقضاء يوم أو يومين مضيفة أنها تحتاج في عيد الأم وقت مستقطع من مهام البيت وأعباء الأسرة لتستمتع بالراحة والاسترخاء في مكان بعيد عن المنزل .
وأوضحت نبوية مصطفى 58 عاما أن اولادها كل عام يحضرون لها هدية تتعلق بالمنزل لأنهم يعلمون ضيق ذات اليد وبيتها في حاجة لتجديد قطع الأثاث والأجهزة معبرة عن سعادتها الكبيرة هذا العام لأنهم وعدوها بشراء " تليفزيون كبير ودش " عوضا عن الجهاز القديم التالف مؤكدة ان زوجات ابنائها هن أيضا مشتركات في ثمن الجهاز وأن هذا يكفيها ولا تريد شيئا أخر ويكفى ان الجميع أقتطع من راتبه لإسعادها .
وأشارت السيدة نجلاء عبد الوهاب موظفة حكومية 50 عاما أن هدايا ابنائها لها كل عام تتسم بالبساطة لان امكانياتهم المادية متواضعة نظرا لظروف المعيشة لذلك هى تكتفى بأى هدية تقدم لها ولا تطلب شيئا محددا إلا انها تشعر بسعادة كبيرة لمجرد تلقى هدية فى عيد الأم حتى ولو كانت وردة صغيرة مبينة أن مجرد الاحساس بأن الزوج والابناء يفكرون فى هدية هو احساس اروع من الهدية فى حد ذاتها معربة عن أمنيتها في ان تحصل هذا العام أدوات مطبخ حديثة كفرن يعمل بالكهرباء .
طفل صغير هدية عيد الأم
السيدة جيهان محمد 61 عاما أكدت أنها ليس لها سوى ولد واحد إعتاد دائما هو وزوجته أن يفاجأها بهدايا جميلة وغير تقليدية منذ وفاة والده ليعوضها قليلا عن أحساسها بالوحدة خاصة بعد خروجها على المعاش مشيرة إلى أنها دائما تنتظر هدايا زوجة أبنها الأنيقة التى تهاديها دائما بكل جديد من العطور وأدوات التجميل التى تناسب عمرها بالإضافة إلى أنها أهدتها العام الماضي رحلة الى الأسكندرية لمدة يومين وكانت مفاجأة ليس لها مثيل قائلة " السنة دى انا مش عايزة هدية من زوجة ابني لانى لازم استنى لحد شهر اكتوبر وهى هتجبلي احلى هدية فى الدنيا هتجيب لي حفيد وده هيبقى هدية عمرى كله ".
أما السيدة منى إيهاب رزق مديرة مدرسة خاصة أوضحت أن مجرد إجتماع الأسرة في عيد الأم هو أجمل هدية يمكن أن تنالها فى عيدها وخاصة في هذا الزمن الذي أصبح كل شخص فيه مشغول بحياته الخاصة واعبائه ومشكلاته مبينة انها تريد هذا العام ان تخرج مع احفادها فى رحلة نيلية مشيرة الى انها تحب الهدايا البسيطة وخاصة هدايا إبنتها وزوجة إبنها "لأن الستات دايما عندهم ذوق أحسن من الرجالة فى الهدايا " على حد قولها مؤكدة أن أولادها الذكور دائماً ما يحضرون لها هدايا متشابهه كل عام متمنية ان تكون من ضمن هداياها هذا العام تذكرة الى احد الاماكن السياحية الجميلة فى مصر .
وكان للسيدة سعاد عبد العاطي رأيا أخر حيث أكدت أن الهدية الوحيدة التى تريدها من أبنائها هذا العام هى مساعدتها في قضاء فريضة الحج الى بيت الله الحرام مبينة أنها ستكون أجمل هدية تحصل عليها وقالت بتأثر شديد " أول ما اولادي سألونى عايزة هدية ايه قولت لهم عايزة احج قبل ما اموت "
ولأن هناك من الأمهات المصريات من لا يملكن رفاهية التفكير حتى فى هدية عيد الام كانت الحاجة منيرة رفاعي 55 عاما " من الأمهات التى لم ترزق نعمة الإنجاب ولا تعرف من عيد الأم سوى أسمه فقط وتكتفى بمعاش الضمان الإجتماعي بعد وفاة زوجها قائلة " الدنيا لسه بخير وربنا بيوقف لى ولاد الحلال اللى معرفهمش او من الجيران اللى بيفتكرونى فى عيد الأم بجلابية جديدة أو أكلة حلوة " .
ولأنه عيد الأم فهو يعني البهجة والسرور لكثير من الأمهات والأبناء كما يحمل في طياته الكثير من الشجون لمن فقد أمه تلك الإنسانة الغالية التي لا تعوض ولا يحتل مكانها فى القلب أي أنسان أو تلك الأم التى لم تنجب أو عاقها ابنائها فبادلوها الحب بالجحود والنكران ... فليكن عيد الأم هذا العام فرصة أخيرة لكل أبن او إبنة ليقبل قدمي والدته لينال رضاها وجميل دعائها .
تاريخ عيد الأم في مصر
احتفلت مصر بأول عيد للأم في عام 1956م وكان الصحفيان الكبيران علي أمين وأخوه مصطفى أمين مؤسسي دار أخبار اليوم الصحفية هما أصحاب فكرة الإحتفال بالأم بعدما تكررت القصص التى وصلت إليهم عن جحود الأبناء لأمهاتهم وكتباها في العمود اليومي وكان اسم العمود فكرة وذلك بإقتراح تخصيص لتكريم الأم والإعتراف بفضلها وإرسال خطابات شكر وهدايا لها، وانهمرت الإقتراحات عليهما تؤيد الفكرة وخصصوا لها يوم 21 مارس. وهو أول أيام فصل الربيع؛ ليكون رمزًا للعطاء وتفتح الازهار فى رمزية للأم .. .. و منه انتشر إلى مختلف مناطق الشرق, حتى اصبحت مختلف دول الوطن العربي وبعض دول الشرق تحتفل به في هذا اليوم.وصدر أول طابع بريد فى مصر بمناسبة عيد الأم عام 1957م، وكانت قيمته 10 مليم.